رئيس التحرير
عصام كامل

هل تؤثر أزمات البورصة وتراجع السيولة وأحجام التداول على مستقبل الطروحات.. خبراء: غياب المحفزات وتعطل الصفقات وراء الأزمة.. طرح الشركة الشرقية للدخان لم يحفز الشركات.. والأداء الانتقائي الأفضل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكد خبراء أسواق المال أن من سمات الحركة العرضية انخفاض أحجام التداول، ولكن ما تمر به البورصة حاليًا يشبه انعدام التداول باستثناء الصفقات، أما عن تداولات الأفراد فشبه معدومة وسط حالة انعدام الرؤية والثقة خلال هذه الفترة.


هبوط السوق
وأضاف الخبراء أن ارتفاع سعر الجنيه أمام الدولار أيضا ساهم في هبوط السوق، حيث يفضل بعض الأجانب إغلاق المراكز المفتوحة أثناء ارتفاع سعر الدولار، ووقت انخفاضه لتحقيق ربح سواء من البورصة أو فرق سعر العملة ما بين الدخول والخروج.

وقال مايكل نجيب، خبير بأسواق المال: إنه وسط حالة من شح السيولة وغياب المحفزات ما زالت البورصة في نطاقها العرضي، وما زالت تنتظر المحفزات والسيولة، وما زالت أيضًا الأنظار تتجه نحو صفقة جلوبال التي طال انتظارها وسط شد وجذب ما بين الهيئة العامة للرقابة المالية والشركة، كذلك الأمر منذ الإعلان عن استحواذ أوراسكوم استثمار على النيل للسكر وإلغاء العمليات ورفض المستثمرين للصفقة، مما انعكس على سعر السهم وأثر على السوق ككل.

انعدام التداول
وأضاف نجيب أنه ربما كان من سمات الحركة العرضية انخفاض أحجام التداول، ولكن ما نمر به يشبه انعدام التداول باستثناء الصفقات، أما عن تداولات الأفراد فشبه معدومة وسط حالة انعدام الرؤية والثقة.

وأشار إلى أنه ساهم ارتفاع سعر الجنيه أمام الدولار أيضا في هبوط السوق، حيث يفضل بعض الأجانب إغلاق المراكز المفتوحة أثناء ارتفاع سعر الدولار ووقت انخفاضه لتحقيق ربح سواء من البورصة أو فرق سعر العملة ما بين الدخول والخروج.

وتابع نجيب أنه في الأوقات العرضية لا نتوقع الحركة المقبلة، إلا بعد الخروج ولكن السوق اقرب للارتداد لاختراق القمة ولكن هذا مرهون في الوقت الحالي بالمحفزات.

أخبار سلبية
وأوضح محمد سعيد، خبير أسواق المال، أنه على صعيد الأخبار فإن الأداء الباهت للعديد من الأخبار التي كان منوطًا بها تنشيط حركة السوق قد انعكس سلبًا على سيولة المستثمرين المرتقبين لها باختلاف فئاتهم بين مؤسسات وأفراد وباختلاف انتماءاتهم كمصريين أو عرب أو أجانب ويأتي في مقدمة هذه الأخبار المعلقة استحواذ جلوبال تيليكوم الذي لا يروى ظمأ المستثمرين بأي ضوء في نهاية أنفاقه المتتالية وأحدثها الموقف الضريبي للشركة.

وتابع: كما يأتي الخبر المتمخض عن لا شيء وهو الطروحات الحكومية التي تم أولها بشكل لم يتوقعه أحد من حيث الإعلان أو التخصيص أو حتى سعر الطرح الذي أتى أقل من السعر الذي سبق التصريح به، وتراجعات السوق وتحقيقه لمستوى قياسي من تدنى أحجام التداول، فضلًا عن تحقيق الأسهم وبخاصة الصغيرة والمتوسطة لمستويات قياسية من تدني أسعارها كان سببًا في انحباس جانب كبير من سيولة المستثمرين في الأسهم التي غابت السيولة عن تداولاتها وتسببت بالتالي في المزيد من تعميق جراح المواقف الخاسرة للمستثمرين ومزيد من التراجع في السوق.

وأضاف سعيد أنه على المدى القصير فإن إقبال السوق على سلسلة من الإجازات الرسمية متبوعة بشهر رمضان الكريم المعروف بأدائه الهادئ كل عام من شأنه أن يقوض أي آمال في احتمالات لتحسن الوضع خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

مزيد من المحفزات
وأكد أنه يظل السوق بحاجة لمزيد من المحفزات التي تعزز من سيولته ربما كان منها عودة البنك المركزي لتيسير السياسة النقدية بمزيد من خفض أسعار الفائدة بما يدعم مناخ الاستثمار ويشجع الاستثمار المباشر والبورصة أو تغيير سياسة الطروحات الحكومية بالإقدام على طرح أسهم شركات جديدة على السوق تنجح في جذب استثمارات وسيولة جديدة للسوق وربما يكون منها طرح بنك القاهرة الذي أشار إليه مؤخرًا محافظ البنك المركزى بعد إشارته الأولى لذات الطرح قبل عامين.

وأشار ريمون نبيل، خبير أسواق المال إلى أن إعلان وكالة موديز رفع تصنيفها الائتماني لمصر إلى (‭‭B2‬‬)، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وأنها تتوقع أن الإصلاحات المالية والاقتصادية ستدعم تحسنًا تدريجيًا، لكنه مطرد في مؤشرات المالية العامة لمصر، ورفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، لم يأتِ بمردوده المنتظر على البورصة من قوة شرائية واضحة تستطيع إحداث الفارق في سوق المال.

أداء باهت مائل للهبوط
وأضاف أن أغلب الأسهم باتت على أداء باهت مائل للهبوط مستكملة مسارها الهبوطي منذ بداية أبريل الجاري، كما أن المؤشر لم يستطع للمرة الثالثة اختراق مستوى 15300 نقطة لأعلى لضعف أحجام التداول الواضح تمامًا منذ منتصف مارس السابق وحتى الآن ليعاود الهبوط مرة أخرى.

وتابع: من المتوقع مواصلة الهدوء في التعاملات حتى أول مايو المقبل في انتظار أي أخبار جوهرية تختص ببعض الأسهم الرئيسية التي تستطيع صناعة الفارق في جذب السيولة مرة أخرى إلى البورصة المصرية أو استكمال الطروحات الحكومية أيضا لجذب السيولة لداخل البورصة المصرية المفتقدة تماما لذلك في الفترة الأخير، وقد ننصح المستثمرين بالتعامل مع نقاط الدعم والمقاومة بحذر شديد وأيضا متابعة كل سهم على حسب حالته الفنية، حيث الاتجاه العام متوسط وقصير الأجل ونقاط الدعم والمقاومة وإيقاف الخسائر مع انتقاء الأسهم الأفضل فنيا وماليا الفترة الحالية والتي تستجيب بقوة مع صعود حدث الفترة الأخيرة.
الجريدة الرسمية