رئيس التحرير
عصام كامل

ريتا كاتز.. امرأة اقتحمت غرف «الدواعش».. تدير منظمة «سايت» لاختراق معلومات التنظيمات الإرهابية.. أجهزة المخابرات الأمريكية تستعين بخدماتها.. و«الإرهابي هنتر» كتاب يحمل بص

فيتو

«3 عناصر تنتمي لتنظيم داعش نفذت هجوما دمويا».. «أول صور لمنفذي عملية داعش الإرهابية».. «لحظة تسلل منفذ الهجوم بين المواطنين».. عناوين دائما ما تُنشر على موقع «سايت» المعني بالتنظيمات الإرهابية ورصد تحركاتها، ودائما ما يستبق هذه التنظيمات، ويصل إلى المقاطع المصورة للعملية، وأسماء العناصر القائمة على التنفيذ.


منذ ظهور تنظيم القاعدة ومن بعده «داعش» وبقية التنظيمات الإرهابية في ربوع منطقة الشرق الأوسط، أصبح اسم «سايت» مرافقا لها يخترقها وينشر أدق تفاصيلها.. وهو ما دفع بالعديد من الأسئلة عن طبيعة الموقف، سواء هوية القائم عليه، ومن يموله، وأي جهة يتبعها، مع ارتباط اسمه بتقارير أعتى أجهزة الاستخبارات العالمية.

شخصية سرية
وسط هالة السرية التي تحيط بهذه التنظيمات تبقى شخصية واحدة في العالم مطلعة على ما يدور في كواليس الغرف الإرهابية، هذه الشخصية تدعى «ريتا كاتز» التي تعمل مؤسستها مجموعة «SITE Intelligence Group» على تعقب نشاط المتطرفين ومكافحة الإرهاب على الإنترنت، الأمر ذاته الذي حدث في أعقاب التفجيرات الأخيرة على عدة كنائس وفنادق في سريلانكا وهجوم ميجدي نيوزيلندا.

مجموعة سايت للاستخبارات أو كما تعرف بالإنجليزية «SITE Intelligence Group» منظمة ربحية مقرها في مدينة «بيثيسدا» الأمريكية، تعمل على تعقب أنشطة التنظيمات الإرهابية التي تدعو لسيادة الأشخاص البيض والتنظيمات الجهادية، ويشترط موقع المجموعة على الإنترنت تسجيل اشتراك لمشاهدة الكثير من محتوياته.

التلصص
المجموعة تعمل بشكل خاص على تلصص وتسلل لتسترق السمع والبصر على المتطرفين واصطياد الإرهابيين، عام 2002، تحت مسمى «Search for International Terrorist Entities» والشهيرة عالميًا بأحرف المختصرة «SITE»، ليس ذلك فحسب بل تعرف بالعربية باسم «معهد البحث عن الكيانات الإرهابية الدولية»، وفي 2014 بثت ريتا كاتز في موقعها «سايت» فيديو عن ذبح تنظيم «داعش» لصحفي قبل قيام التنظيم نفسه بنشره، عندها بدأ «داعش» يخشى ريتا وموقعها، ويعلم أن SITE مقيم معه في البيت بسوريا والعراق، وملم بأسراره ليل نهار.

اليهودية المرعبة
المجموعة تدار بواسطة المحللة الإسرائيلية «ريتا» التي تعود أصولها للبصرة بالعراق، والتي يجهل عنوانها السكني الكثير بأمريكا لما تقوم به من عمليات ترويع للجماعات الإرهابية، ويرجع تنظيم هذه المؤسسة إلى أزمة خاصة مرت بها «كاتز»، حيث اعتقل والدها بتهمة التجسس لإسرائيل، وتمت مصادرة أموالهم وألزموا أفراد عائلتها على الإقامة الجبرية في بيت شبه متصدع، ثم أعدموا والدها شنقًا مع 13 آخرين، بينهم 8 يهود وذلك بعد عام من وصول حزب البعث في 1968 إلى السلطة.

الآن تعد كاتز، أول من يتصل بها الثلاثي المرعب «FBI» و«CIA» وجهاز الأمن بالبيت الأبيض، ليخبروها أن عملية إرهابية حدثت قبل دقائق في مكان ما، عندها تترك كاتز كل شيء وتجلس أمام كمبيوتر في غرفة مغلقة بالمكتب أو البيت، لتتسلل إلى ما يصعب على سواها الوصول إليه في أرجاء «الدولة الداعشية».

«كاتز» تتبع وتحلل الشبكات الإرهابية والجهادية العالمية لأكثر من عقدين من الزمان، وهي معروفة بشكل جيد كواحدة من أكثر الخبراء دراية وثقة في هذا المجال، لذلك تعد أكثر ما يخشاه «داعش» بالخفاء من الأشخاص، مع أنها بعيدة آلاف الكيلومترات، كونها تتقن التحدث بـ4 لغات تستطيع من خلالها الوصول لقنوات داعش بأسرع مما يتصور وتخترقها وتسطو عليها، وتهدد ببث الفيديوهات بعد دقائق من الهجوم الانتحاري وبعد دقائق تفي بوعدها، ويظهر على «سايت» قبل أن ينشره التنظيم نفسه بمواقعه الخاصة أو على شبكة الإنترنت، ليس ذلك فحسب بل يمكنها الدخول إلى بيوت ومعسكرات ومقار «الدواعش» وهم فيها نائمون وتكشف ما ينوون فعله والإعلان عنه قبل استيقاظهم.

تستطيع «كاتز» ومؤسستها الشهيرة باسم "SITE"، التسلل إلى جبهات إرهابية متخفية، كما أن شهادتها تؤخذ بها في محاكمات الأفراد والمنظمات الإرهابية، أمام الكونجرس والمسئولين في البيت الأبيض ووزارات العدل والخزانة، والأمن الداخلي.

دورات تدريبية
وتعمل مجموعة «SITE» على تقديم دورات تدريبية لمكافحة الإرهاب للقيادة العسكرية ومحللي الاستخبارات ووكلاء إنفاذ القانون من العديد من الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة وخارجها، كما قادت العديد من ورش العمل للمنظمات غير الحكومية والجماهير الأكاديمية ودعمت صانعي السياسات والمؤسسات الحكومية في جميع أنحاء العالم في جهودهم لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.

ونظرًا لمساهمات مجموعة «سايت» البارزة في تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي وتتبع ومكافحة الإرهاب، تلقت السيدة كاتز تقديرا خاصا من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر عن جهودها لمساعدتهم، ليس ذلك فحسب بل تم تكريمها من قبل في عشرات الصحف الأمريكية والبريطانية الكبرى مثل «واشنطن بوست، التايم، ديلي بيست ومجلة فايس» وغيرها.

تطرقت تحليلاتها الخاصة بمكافحة الإرهاب إلى موضوعات مهمة مثل: تطبيقات المراسلة ومنصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقيمة الذكاء المفتوح المصدر، وجهود التوظيف المتطورة، وآثار التطورات الجيوسياسية المختلفة وغيرها من الأمور أخرى.

الإرهابي هنتر
بعملها الخفي في التجسس على الجماعات الإرهابية، تمكنت «كاتز» من تأليف كتاب «الإرهابي هنتر».. القصة الاستثنائية لامرأة ذهبت سريًا للتسلل إلى الجماعات الإسلامية الراديكالية العاملة في أمريكا عام 2003 تعرف باسم هاربر كولينز.

يذكر هنا أن «كاتز» خدمت بالجيش الإسرائيلي بعد أن درست السياسة الدولية وتاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، ثم غادرت إلى الولايات المتحدة، لأنهم منحوا زوجها الطبيب زمالة الأبحاث في الغدد الصماء بمعاهد «الصحة الوطنية الأمريكية» فعاشت معه برفقة أولادهما الأربعة في واشنطن.

"نقلا على العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية