رئيس التحرير
عصام كامل

كوكتيل أزمات يحاصر «الفراعنة» قبل «كان 2019».. هزيمة الأهلي الأفريقية تقلق «أجيري».. وحراسة المرمى صداع في رأس الجهاز الفني.. أداء المحترفين ضمن القائمة.. وانشغال «أ

منتخب مصر
منتخب مصر

حالة من القلق تسيطر على الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة المكسيكى خافيير أجيرى، قبل أسابيع قليلة من إنطلاق بطولة الأمم الأفريقية التي تنطلق على الأراضى المصرية خلال الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو المقبلين، والتي يسعى منتخب الفراعنة لحصد لقبها للمرة الثامنة في تاريخه، مستغلا عاملى الأرض والجمهور، إلا أن هناك ثلاث أزمات تطل برأسها داخل منظومة الفريق، تهدد طموحات الجهاز الفنى في انتزاع لقب الكان في نسخته الثانية والثلاثين.


وجاء الخروج المبكر لفريق الكرة بالنادي الأهلي من دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال الأفريقى أمام صن داونز، بمثابة ضربة قوية للمنتخب الوطنى، خاصة أن خروج الفارس الأحمر من البطولة جاء بعد خسارة تاريخية، لم يتعرض لها الفريق على امتداد تاريخه الأفريقى بخماسية نظيفة في مباراة الذهاب بمدينة بريتوريا، قبل أن يفشل أبناء القلعة الحمراء في رد الاعتبار في لقاء الذهاب ببرج العرب، والذي انتهى لصالحهم بهدف وحيد.

هزيمة الأهلي
هزيمة المارد الأحمر وخروجه من البطولة بهذه الهزيمة القاسية، ترك أثرا سلبيا كبيرا على معنويات الفريق الذي يشكل لاعبوه إلى جانب لاعبى الزمالك واللاعبين المحترفين، القوام الرئيسى للمنتخب الأول، ما يعد مؤشرا غير مطمئن للجهاز الفنى للفراعنة بقيادة خافيير أجيرى، وعلى الرغم من نجاح الزمالك حتى الآن في بطولة الكونفدرالية.

إلا أن هذه الخطوة الإيجابية لأبناء ميت عقبة لا تبدو كافية في نظر الجهاز الفنى للفراعنة للاطمئنان على الجانب المعنوي بين لاعبى المنتخب الوطنى قبل انطلاق الماراثون الأفريقى، لاسيما أن بطولة دوري الأبطال الأفريقى، هي الأعلى تصنيفًا داخل القارة السمراء كونها تضم الأندية الأقوى داخل القارة السمراء، كما أن المنتخب الوطنى عندما فاز بثلاث نسخ متتالية للأمم الأفريقية في 2006 و2008 و2010، كان الأهلي وقتها هو المسيطر على بطولة دوري الأبطال الأفريقى، حتى حصد الأحمر آخر ألقابه في دوري الأبطال في نسخة 2013 وبعدها فشل منتخب الفراعنة حتى في التأهل لبطولة الأمم الأفريقية في ثلاث نسخ متتالية في 2011 و2013 و2015 في سابقة لم تحدث في تاريخ المنتخب الوطنى، قبل أن يعود مجددا للمشاركة في النسخة الماضية في 2017 بالجابون.

المحترفون
أما ثاني الأسباب التي تؤرق الجهاز الفنى للفراعنة، فهى تراجع مستوى بعض اللاعبين المحترفين في الخارج، وابتعادهم عن المشاركة تماما مع أنديتهم وعلى رأسهم محمد الننى لاعب أرسنال الإنجليزى، والذي يعد أحد الركائز الأساسية في تشكيلة الفراعنة في كل المباريات، إلى جانب تباين أداء أحمد حجازى وتراجع مستواه مع فريقه ويست بروميتش، وابتعاده تدريجيا من التشكيلة الأساسية، وفشل تجربة رمضان صبحى مع هيدرسفيلد تاون، وعودته للدوري المحلى من بوابة فريقه السابق النادي الأهلي.

والأزمات المستمرة التي يفتعلها عمرو وردة مع مسئولى فريقه أترميتوس اليونانى، أما على غزال مدافع فيرينيسى البرتغالى فلم يرق مستواه للدرجة التي تؤهله للتواجد في التشكيلة الأساسية للفراعنة، ويعول الجهاز الفنى بقيادة أجيرى على الثنائى محمد صلاح نجم ليفربول ومحمود تريزيجيه لاعب قاسم باشا التركى، وهو ما يعنى أن إصابة أحدهما قبل انطلاق البطولة ستسبب أزمة كبيرة للفراعنة في بطولة الأمم الأفريقية.

حراسة المرمى
أما ثالث الأزمات التي تؤرق الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى، فتتمثل في مركز حراسة المرمى، فبعد أن كان أحمد ناجى مدرب حراس مرمى المنتخب الوطنى يتفاخر بوجود وفرة في الحراس الجيدين بين أندية الدوري الممتاز، وأن هناك أكثر من ست حراس يمكن الاعتماد عليهم في صفوف المنتخب الوطنى خلال بطولة الأمم الأفريقية المقبلة، جاءت الإصابة لتضرب عامر عامر حارس مرمى الإنتاج الحربى، وأحد أفضل الحراس في الدوري المصرى في الدور الأول من الموسم الحالى، وهو ما صدر أزمة كبيرة وحالة من القلق لجهاز الفراعنة، خاصة أن الفترة الماضية شهدت تراجعا كبيرا في مستوى الثنائى محمد الشناوى حارس النادي الأهلي والحارس رقم واحد في صفوف المنتخب الوطنى، وأحمد الشناوى حارس فريق بيراميدز، الذي ارتكب العديد من الأخطاء الساذجة خلال مباريات فريقه بالدوري المحلى.

أما محمود عبد الرحيم جنش حارس الزمالك فعلى الرغم من تألقه في الفترة الأخيرة في الزود عن مرماه ونجاحه في قيادة فريقه، إلا أنه يفتقد خبرة اللعب الدولى، ومشاركته أساسيا في مباريات الزمالك الأفريقية غير كاف، للاعتماد عليه حارسا أساسيا للفراعنة في بطولة الأمم الأفريقية، التي تشهد مشاركة أفضل اللاعبين المحترفين سواء داخل القارة السمراء أو الملاعب الأوروبية، والتعامل معاهم يحتاج إلى خبرات دولية كبيرة.

ويبقى الثنائى عصام الحضرى حارس فريق النجوم وشريف إكرامى حارس الأهلي، خارج الحسابات تماما بالنسبة للمنتخب الوطنى، فالأول أعلن الاعتزال الدولى رسميا بعد مشاركته في مونديال روسيا، فضلا عن تقدمه كثيرا في العمر، أما إكرامى فهو يعانى من الإصابة منذ فترة طويلة، إلى جانب أنه بعيد عن المشاركة في التشكيلة الأساسية للأحمر منذ بداية الموسم الحالى، ولم يشارك إلا في عدد قليل من المباريات.

أزمات المنتخب الأول لم تتوقف على ما سبق، ولكن يبقى انشغال هانى أبوريدة المشرف العام على الفريق، كأحد الأسباب التي تؤرق الجهاز الفنى بقيادة أجيرى، في ظل انشغال رئيس اتحاد الكرة بالنواحى التنظيمية لبطولة الأمم الأفريقية، كونه رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، وفى نفس الوقت فهو يطالب الجهاز الفنى بضرورة حصد اللقب الأفريقى، خاصة أن فاتورة استضافة البطولة كلفت خزانة الدولة قرابة الأربع مليارات جنيه، وعدم انتزاع اللقب على الأراضى المصرية قد يعنى الإطاحة به وبمجلسه خارج جدران اتحاد الكرة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية