رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"نوتردام" ليه؟!


خلال الساعات الأخيرة، تركزت أنظار العالم كله إلى الحريق اللي وقع في كاتدرائية النوتردام بباريس، مش بس علشان المبنى كان يعتبر تحفة معمارية بكل المقاييس الهندسية، لكن كمان علشان أهميته التاريخية، والمسيحية، فهي فكرة عامة، جت في عقل الأسقف "موريس دي سولي" سنة 1160 ميلاديًا، يعني تقريبًا من 900 سنة، وبدأ التنفيذ بعدها بـ 3 سنين علشان يأسس كاتدرائية تليق بـ"كنيسة الرعية من ملوك أوروبا"، وخصوصًا أن الكاتدرائية القديمة اللي كانت موجودة باسم القديس "استيفن" أو "استيفان" تهدمت، فكان لازم يكون موجود مبنى يعوض المبنى ده، ويكون لايق بكنيسة الرعية من ملوك أوروبا.


ومش هي دي بس الحاجة اللي بتميز كاتدرائية "نوتردام"، لكن على مر التاريخ فيه أحداث كتير، مرت بيها، سواء كانت سيئة أو إيجابية، يعني آخر حدث العالم اتكلم عنه، كان من نحو 6 سنين، في 2013، لما مشى من الساحة أكتر من 1500 زائر كانوا هناك، بعد ما المؤرخ "دومينيك فينر" كتب رسالة وسابها على المذبح وقرر أنه ينتحر وضرب نفسه بالنار، تمام كده، ساب الورقة وقرر يضرب نفسه بالنار، ومحدش يعرف إيه هي الأسباب بالتحديد اللي دفعته أنه ياخد القرار ده.

ده بالعكس كمان، إحنا لو رجعنا بالتاريخ أكتر وأكتر هنلاقي إن حتى وقت ما كانت الكنيسة كانت لسه بتتبني، كان "هيراكليوس قيسارية" كان بيدعو في ساحة الكاتدرائية للحملة الصليبية التالتة من الكنيسة اللي حرفيًا مكانتش اكتملت بعد!

وشافت تتويج ملوك وناس فازوا سواء بحكم فرنسا أو مناصب رفيعة المستوى هناك، زي مثلًا، أنها شهدت على تتويج "هنري" السادي ملك إنجلترا لما اتملك حكم فرنسا، وده كان سنة 1431 ميلاديًا، وشهدت تنصيب "نابليون" الأول برضه، وملوك كتير تانيين، شهدت سواء تتويجهم أو حتى جوازاتهم من خلال الكاتدرائية.

لكن يظل الحدث الأعظم أو الكنز الثمين في الكاتدرائية واللي أول حاجة خطرت على بالي وقت وقوع الحريق هو تاج السيد المسيح له كل المجد، وخصوصًا، أن الكاثوليك واللي يعتبروا الفئة السائدة في أوروبا، هيحتفلوا بأعياد القيامة يوم الأحد القادم، واللي بيسبقوا الكنائس في بلادنا بأسبوع.

إكليل الشوك، أو تاج الشوك واللي كانوا عملوه اليهود زمان وحطوه على رأس السيد المسيح كنوع من السخرية منه لأنه كان بيقول إنه ملك اليهود، كان في الأساس، موجود في القدس، وكان تم اكتشافه تقريبًا في عام 409 ميلاديًا ولكن اتنقل للقسطنطينية سنة 1063 ميلاديًا من خلال البيزنطيين وملوك فرنسا، اللي كمان كانوا قسموه بينهم وبين بعض، ولكن سنة 1238 ميلاديًا قام الإمبراطور "بلدوين" الثاني الأتيني، بعد ما كمان اتجمع في وعاء يحفظه قطره تقريبًا 21 سم من الدهب الخالص، أهداه للملك "لويس" الحادي عشر واللي وقتها كان ملك فرنسا، لكن في سنة 1806 اتنقل لكاتدرائية نوتردام بباريس.

لذلك يعتبر الحريق اللي حصل فيها النهارده كارثة بكل المقاييس من الناحية الهندسية، نظرًا لأنها تحفة معمارية، وكارثة تاريخية وعقائدية لأنها شهدت على أحداث تاريخية كتير وكمان كان محفوظ فيها، تاج السيد المسيح المصنوع من الشوك.

نتمنى أن المقدسات والكتب الأثرية والتاريخ يفضل محفوظ بعيدًا عن كل الكوارث اللي صابت المبنى والساحة والأبراج، وأن ربنا يبسط على العالم يد السلام في كل مكان، ويفضل العالم في أمان وسلام.

Advertisements
الجريدة الرسمية