رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أعداء الوطن


"ليس بالضرورة أن تكون عميلا لتخدم أعداء الوطن.. يكفي أن تكون غبيا"، تلك مقولة للإمام الغزالي، ربما قالها في توصيف مشهد عايشه، أو واقعة كان شاهدا عليها، ولو أطال الله في عمره وعايش المشهد الحالي لأضاف إلى الأغبياء الذين يخدمون أعداء الوطن، هؤلاء المنافقين والجهلة وأصحاب الأهواء والمتلونين وسماسرة الأوطان.


فالذين يخدمون أعداء مصر ليسوا فقط من يتربصون بها في الخارج، ولا هؤلاء الإرهابيين الذين أعلنت الدولة الحرب عليهم، ولا الفسدة الذين يتساقطون في قبضة العدالة، ولا من يستقوون على مصر بالخارج، ولا من يفبركون التقارير مقابل حفنة دولارات، ولا من هربوا أموالهم بعد أحداث يناير، ولا من يمولون الإرهاب ويأوون الإرهابيين، ولا من تكسبوا من فوضى السنوات الماضية، ولا من ينفثون سمومهم يوميا من نوافذ إعلامية مشبوهة، هؤلاء ليسوا وحدهم من يخدمون الأعداء، فبيننا من يرتعون لكنهم أشد عداوة للوطن إما بجهلهم أو نفاقهم أو أهوائهم، لكنهم يختبئون في عبائة الوطنية.

فالذين بدءوا الدعاية للتعديلات الدستورية قبل إقرارها من البرلمان والذين تم الدفع بهم للحديث عنها أو تطوعوا غير مدفوعين هم من يخدمون أعداء الوطن، لأن أغلبهم تحدث دون معرفة حقيقية بالمواد المطروحة للتعديل، وبعضهم اعتاد نفاق الأنظمة السابقة فمله المواطن وكشف زيفه وعدم مصداقيته.

والذين روجوا للتعديلات في الأقاليم من بينهم مشتهون، ومنهم من كان ينتمي لحزب منحل ضم عتاة الفساد فوجد ضالته بعد تهميشه في التطوع بالتهليل وهو جاهل بما يهلل له، وليس أقل من هؤلاء سوء فصيل من النواب اكتشفوا فجأة أن لهم دوائر كانوا قد خاصموها عقب الإنتخابات فخاصمتهم دوائرهم في الدعاية للتعديلات، فكان اندفاعهم خيطا التقطه الأعداء وصاغوا منه حكايات تسيء للوطن.

من يخدمون الأعداء هم من اختاروا توقيت التعديلات فشغلوا الناس بها في فترة هي الأصعب في تاريخ البلاد، فالوطن محاط بإرهاب من كل الجبهات، ورصيد الرئيس لدى الشعب يسمح بنقاش مجتمعي يخلو من هؤلاء الذين يشوهون بجهلهم ونفاقهم هذا الرصيد.

الذين يخدمون الأعداء هم من يدفعون باسم الرئيس في تصديهم لقضايا بعينها وطالما طالبهم بالكف عن ذلك، ونصح المواطنين بأن يستمعوا إليه هو دون غيره، وطالما تحمل كلفة تجاوز البعض في حق الآخرين من دول وشخصيات.

والذين ينصبون أنفسهم أولياء على الشعب فيتحدثون باسمه متناسين نضوج وعيه.. هم من يخدمون أعداء للوطن، خاصة أن الشعب رأى نفس الوجوه تتحدث بنفس الطريقة طوال عقود مضت.

الذين يجرفون الإعلام ويجردوه من قوته كسلاح ناعم، ويخضعوه لأهوائهم.. هم من يخدمون أعداء الوطن، فقد أعطى هؤلاء الفرصة لإعلام الخارج أن يتغلغل في الداخل المصري. الذين يطلون على الناس من الشاشات بوجه ومن خلف الشاشات بوجه آخر وفي جلساتهم الخاصة بوجه ثالث هم ثلة من المنافقين الذين يخدمون الأعداء.

ومن سمح باستمرار من كانوا خدما لجماعة الإخوان في الساحتين السياسية والإعلامية قدم بفعلته أكبر خدمة للأعداء. والذين يروجون للشائعات ويسيئون لجيش بلدهم ولا يعظمون ما قدمه من تضحيات.. يخدمون عن عمد الأعداء. الذين يغالون في معارضتهم للنظام دون تقديم حلول منطقية للقضايا.. يخدمون الأعداء.

هذه العناصر التي تخدم أعداء الوطن.. أصبحت الإطاحة بها أهم إنجاز ينتظره المواطن من الرئيس، لأنها تشكل خطرا يفوق خطر الإرهاب، كما أنها معوقا لأي تنمية حتى لو ادعت الإخلاص وأعلنت التوبة عن اعتيادها القفز من المراكب، كما أنها تشوه تلك العلاقة التي بناها الرئيس مع الشعب. أقصوا المنافقين فاقدي المصداقية حتى لو ادعوا أنهم أصدقاء، فالصديق المنافق أسوأ من عشرة أعداء كما قال (إيسوب) الحكيم.
besheerhassan7@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية