رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأرز.. معركة «فرد العضلات» بين «الزراعة» و«الري».. الأولى تحلم بتحقيق اكتفاء ذاتي من المحصول.. الثانية تخشى الإفراط في مخزون المياه.. و«أبو ستيت» يعلن زيادة مس

ارشيفية
ارشيفية


معركة محتدمة تدور رحاها في الكواليس بين وزارتي الزراعة والري حول المساحة المسموح بزراعتها من محصول الأرز، وتسعى كل وزارة إلى إثبات وجودها ونفوذها في ذلك الملف الحيوي، ورغم أن الحكومة قررت منذ عامين خفض المساحات المنزرعة إلى 724 ألف فدان فقط في الموسم، إلا أن «الري» ترغب في تخفيض المساحة لأقل من ذلك بكثير، وهو ما تسبب في اشتعال الأوضاع مع «الزراعة».


مسئولو وزارة الرى يرون من جانبهم أن تكلفة استيراد الأرز من الخارج أقل بكثير من إهدار كميات كبيرة من المياه في زراعته في الداخل، في ظل أزمة الفقر المائي التي تعيشها مصر مؤخرا، بينما وزارة الزراعة من جانبها تقود ملف الأرز برغبة في رفع المساحات إلى القدر الممكن لتحقيق اكتفاء ذاتي من المحصول الذي يحتل مكانة موازية لمحصول القمح، من حيث الأهمية الإستراتيجية، بل ويزيد عن القمح كونه محصولا مربحا للفلاح، وهو أمر أصبح نادر التحقق هذه الأيام.

زيادة المساحة
وقبل 3 أسابيع أعلنت وزارة الزراعة على غير المعتاد أن مساحات الأرز سترتفع هذا العام إلى مليون و75 ألف فدان على غير التوجه السائد مذ عامين، بخفض المساحات إلى 724 ألف فدان فقط، وهو إعلان أثار الجدل نظرا لأن الجهة التي تصدر قرار تحديد مناطق زراعة الأرز هي وزارة الري، وليست الزراعة التي تشارك بشكل فني في التحضير للقرار وتحديد المساحات.

إعلان الزراعة المثير للجدل تبعه تعزيز الوزارة فكرة زراعة الأصناف المتحملة للجفاف، وأخرى ذات أعمار قصيرة يقل استهلاكها للمياه، وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن المساحات المقترحة من جانبها ستتضمن زراعة أصناف جديدة من الأرز المتحمل للجفاف والملوحة، في مساحة تبلغ 350 ألف فدان ستحدد فيما بعد مع وزارة الري، التي أعلنت موافقتها على مبدأ زراعة الأصناف الجديدة من باب التجربة.

وزارة الزراعة من جانبها بدأت في تجهيز الأصناف، ونجح قسم بحوث الأرز بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية في إنتاج أصناف جديدة قصيرة العمر (120-130 يوما) عالية المحصول تتحمل طول فترات الري وذات كفاءة عالية في استخدام المياه يمكن زراعتها مستقبلا على خطوط بذرة جافة في أرض جافة، أو تسطير، وهي: الصنف جيزة 179، جيزة 178، وهجين مصري 1، وسخا 107، وسخا سوبر 300.

وكشف تقرير لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية أن تلك الأصناف تزرع تحت ظروف الأراضي المتأثرة بالأملاح، مثل: الصنف هجين مصري1، وجيزة 178، وجيزة 179، حتى إن هذه الأصناف يمكن أن تزرع تحت هذه الظروف شتلا على خطوط ويتم معاملتها ببعض المعاملات الزراعية، والتي لا تمتص معه أي عناصر ثقيلة مضرة بالصحة في حالة ريها بمياه الصرف الزراعي، وتتحمل مستويات عالية من الملوحة في التربة والمياه، وتعطي محصولا عاليا.

وأضاف التقرير أن هناك طرقا جديدة لزراعة الأرز يمكن لهذه الأصناف أن تزرع بها مثل الزراعة "التسطير"، وعلى خطوط بذرة جافة في أرض جافة، كما في محصول الذرة، حيث يوفر هذا الأسلوب للأصناف السابقة نحو 2800 إلى 3300 متر مكعب مياه بفدان الأرز مقارنة بالصنف جيزة 171.

وأوضح التقرير أن الزراعة على خطوط بذرة جافة في أرض جافة، مثل: الذرة، تروى كل ثمانية أيام فقط، وتغمر بالمياه مرة واحدة أثناء طرد السنابل، وهذه الطريقة توفر ما يقرب من 1500 إلى 2000 متر مكعب مياه للفدان مع انخفاض غير مؤثر في كمية المحصول، حيث يتراوح النقص فقط نحو 9 -15% بمتوسط محصول 4 أطنان، كما في الصنف جيزة 179، وهجين مصري1، وجيزة 178، وسخا 107، بالإضافة إلى ما يوفره الصنف قصير العمر، حيث وصل معدل استهلاك المياه لفدان الصنف جيزة 179 إلى 3600 متر مكعب مياه، أي ما يساوي استهلاك محصول الذرة ومحصوله نحو أربعة طن للفدان.

نصف مليون فدان
خبراء الأرز في مصر يحذرون بشكل دوري من تقليص المساحات المزروعة منه في الدلتا، وأكد الدكتور سعد شبل رئيس قسم بحوث الأرز السابق بمركز البحوث الزراعية، أن هناك مساحة تصل إلى نصف مليون فدان في المنطقة المسماة بحزام الأرز في شمال الدلتا يجب زراعتها سنويا بالأرز، نظرا لارتفاع ملوحة التربة في تلك المناطق، بسبب قربها من ساحل المتوسط، وطالب شبل بإعادة النظر في مساحات الأرز المنزرعة وزيادتها في المستقبل، كونها غير مستهلكة للمياه بالنظر إلى وحدة المياه والمساحة، وقيمة الإنتاجية المرتفعة غذائيا للأرز منها مقارنة بمحاصيل أخرى.
Advertisements
الجريدة الرسمية