رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بريطانيا تضحي برجالها من أجل الإخوان.. مستشارها للإسكان هاجم الجماعة فطردته من وظيفته.. دافعت عنه في عنصريته ضد الصين وانقلبت عليه لاتهامه التنظيم بصناعة الإسلاموفوبيا.. وباحث: يرتبطان بمصالح معقدة

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

يبدو أن بريطانيا، تصر دائما في تصرفاتها، على إثارة الشكوك حول علاقاتها بجماعة الإخوان الإرهابية، بداية من توفير الحماية السياسية والاجتماعية لعناصرها، نهاية بإقالة الفيلسوف أروجر سكروتون، العالم الكبير، مستشار الحكومة للإسكان، لمجرد اتهامه للإخوان باختراع لفظ «الإرهاب الإسلامي».


موقف غامض
ومنذ أشهر والحكومة البريطانية ترفض جميع الدعوات، لإقالة الأكاديمي والفيلسوف البريطاني، من وظيفته بصفته مستشارًا للإسكان بسبب أرائه التي تخالف المجتمع عن المثلية، ودعوته لسيادة الجنس الأبيض، وإهانته للشعب الصيني بسبب تقاربهم في الشكل من بعضهم البعض.

ودافعت عنه الحكومة البريطانية وبشكل خاص وزير المجتمعات البريطانية جيمس بروكنشاير، ضد هجمات الحقوقيين ومؤسسات المجتمع المدني، واعتبروه من أبطال حرية التعبير، باعتباره أكثر الأشخاص المؤهلين للعمل، كمفكر مشهورً، وله مؤلفات تتجاوز الـ 50 كتابًا، فضلًا عن عدد لا يحصى من المقالات والمحاضرات العامة، بجانب مشاركته الدائمة في مجموعة متنوعة من الموضوعات، يعبر فيها غالبًا عن أراء قوية ومثيرة للجدل.

مصيدة الإخوان
وقبل أيام، وجه سكروتون انتقادات حادة للإخوان، واعتبر أن الإسلاموفوبيا وما يسمى بـ«الإرهاب الإسلامي» كلمة دعائية اخترعها التنظيم في تسعينات القرن الماضي، بالتعاون مع ما يسمى بالمعهد الدولي للفكر، المقرب من الجماعة، كوسيلة لإسكات الأصوات الناقمة على الإسلام السياسي، وتوريطهم معه في نزاع قانوني، عبر اتهامهم بترديد «خطاب كراهية».

وردا على تصريحات مستشار الحكومة البريطانية، سارعت الجميعات الإخوانية للهجوم عليه، وفي غضون يومين، فقد الرجل منصبه، كرئيس للجنة بناء المباني الجميلة.

موقف الحكومة البريطانية، واتخاذها قرارًا سريعا بإقالة الرجل، يكشف عن حساسية شديدة تتبعها بريطانيا تجاه كل قضايا الجماعة، فالرجل الذي تم فصله الآن بعد التعرض بالنقد للتنظيم، سبق له اتهام كل شخص صيني، بأنه نوع من نسخة طبق الأصل من شخص صيني آخر، كما طالب بسيادة الجنس الأبيض، ورغم ذلك لم تقيله إنجلترا، أو تعاقبه إلا بعد التعرض مباشرة للإسلام السياسي والإخوان.

مصالح معقدة
ويرى سامح عيد، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، أن بريطانيا مرتبطة بمصالح معقدة مع الإخوان، لذا تساندها دائما بشكل واضح، مؤكدًا أن أبرز دليل على ذلك، عدم تصنيفها للتنظيم كجماعة إرهابية، بجانب استضافتها لإبراهيم منير والقيادات الإخوانية الأخرى بكل حريتهم حتى الآن في مدن إنجلترا.

ويوضح عيد، أن التواجد الطويل للجماعة وسط المؤسسات الإعلامية الدولية، منذ أيام نظام حسني مبارك، جعلها تدشن جماعات مصالح، وتقوي علاقاتها بالمؤسسات الخارجية، ما يجعلها تمثل ورقة ضغط مهمة للغرب والأمريكان على المنطقة، مستدلا بعدم تحرك بريطانيا في ملف الإخوان رغم المطالبات المصرية والعربية بذلك، ولم تخرج إنجلترا في النهاية، إلا بتصنيف الأذرع العسكرية للتنظيم ككيانات إرهابية، دون أن تصنف الإخوان نفسها، تنظيمًا إرهابيًا، لافتا إلى أن هذه المقدمات لاتدعو للاستغراب من مواقف الحكومة البريطانية.
Advertisements
الجريدة الرسمية