رئيس التحرير
عصام كامل

مرصد الأزهر ينظم ندوة تثقيفية بمدينة البعوث الإسلامية (صور)

فيتو

نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، مساء أمس، ندوة بعنوان: "دور الأزهر الشريف في دعم ثقافة السلام ومكافحة التطرف في أفريقيا"، وذلك بمدينة البعوث الإسلامية، في إطار البرنامج التثقيفي والتوعوي الذي يقدمه المرصد للطلاب الوافدين.


واستعرض الدكتور إيهاب شوقي، منسق وحدة اللغات الأفريقية في بداية فعاليات الندوة جهود المرصد وآليات العمل به والذي يقوم على ثلاث خطوات هي "الرصد والمتابعة والرد"، عن طريق ترجمة وتحليل الأخبار والتقارير التي تصدر عن الجماعات الإرهابية باللغات الأجنبية، إلى جانب متابعة ما يصدر عن مراكز الأبحاث المعنية بدراسة التطرف، والرد عليها، بواسطة لجنة من أساتذة الأزهر.

وتابع أن المرصد لم يهتم فقط بقضية الإرهاب، بل أصدر عددًا من التقارير التي ارتكزت على أخبار وإحصاءات وتحليلات دقيقة عن الإسلام والمسلمين في العالم، كما أطلق عددًا من الحملات التوعوية الموجهة للشباب بشأن أهم القضايا المعاصرة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج لها الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى حملات تهدف إلى إحياء القيم المجتمعية والأخلاقية.

وقال الدكتور رمضان قرني الخبير في الشئون الأفريقية ومنسق وحدة الجودة بالمرصد خلال لقائه: إن مرصد الأزهر يعتبر من القوى الناعمة للقارة الأفريقية كلها، فالأزهر الشريف وأبناؤه من أبرز أدوات القوة الناعمة للقارة الأفريقية بل وللعالم أجمع، وأن القارة الأفريقية لم تكن تعرف الإرهاب حتى التسعينيات فالإرهاب ظاهرة وافدة على هذه القارة التي أصبحت تعيش في حزام الإرهاب، الذي يحيط بها من كل جانب وأن الإرهاب يستنزف مقدراتها، فنجد حركة الشباب الصومالية في الشرق مرورًا بجيش الرب في أوغندا في الوسط ثم جماعة بوكو حرام في الغرب وفي الشمال القاعدة وأخواتها مثل أنصار الدين والتوحيد.

وأكد "قرنى" أن أبناء القارة الأفريقية الآن يواجهون عددًا من التحديات الأول يكمن في استنزاف الإرهاب لمقدرات القارة الأفريقية، نظرًا لكونها قارة غنية، أما التحدى الثانى فهو الصراعات السياسية التي تعيشها بعض دول القارة الأفريقية والتحدي الأخير ينعكس في ظواهر مختلفة مثل الهجرة غير الشرعية والنزوح الداخلي بين الدول وتزايد أعداد اللاجئين، بينما يعتبر التحدي الأكثر أهمية هو التحدي الإعلامي، نتيجة غياب وسائل الإعلام الأفريقية، الأمر الذي يضعنا أسرى لما تبثه وسائل الاعلام الغربية كلٌ وفقًا لأجندته، كما عبر قرني عن أمنيته أن يقضى أبناء الأزهر الشريف على هذه الفجوة عن طريق التواصل والانفتاح على ثقافات ولغات الشعوب الأفريقية، لإعلاء لغة الحوار وقيم وثقافة التفاعل بين الحضارات الأفريقية.

كما تحدث الدكتور محمد عبد الرحمن الباحث بوحدة اللغات الأفريقية بالمرصد، عن دور الأزهر في القارة الأفريقية، وأن ذلك لم يكن حديث العهد بل للأزهر، يشتمل على إرسال قوافل دعوية وصحية، منوهًا إلى جولات فضيلة الإمام في القارة الأفريقية والتي كان آخرها نيجيريا وموريتانيا.

من جانبه تناول محمد حسين، الباحث بمرصد الأزهر مفهوم الجهاد، وأن الأصل في الإسلام السلام وعدم السعي إلى الحروب وبذل الجهد للبعد عنها، وقد حثنا الشرع على خوض الحروب للدفاع عن النفس ضد المعتدين، ولم يجعل القتال فيها مباحًا على الإطلاق بل جعله منضبطًا بمجموعة من الضوابط مع مراعاة كبار السن والأطفال والنساء وجميع المسالمين، وأن حالة الحرب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت لتخرجه عن أخلاقه التي كان يتحلى بها في حالة السلم، وأغلب حياته صلى الله عليه وسلم كانت في ترسيخ السلام والسعي لاستقرار الشعوب.

وأكد أن مرصد الأزهر يعمل على الرد على مثل هذه القضايا التي تثيرها الجماعات الإرهابية وينشر الفكر الوسطي الصحيح للإسلام عبر منصاته الإعلامية المختلفة، وأن هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة من اللقاءات ينظمها مرصد الأزهر لتحصين الشباب من خطورة الجماعات الإرهابية والوقوع في براثن الفكر المتطرف.
الجريدة الرسمية