رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المستشار التنفيذي لفيلم «أغسطنيوس»: تكلفة الإنتاج 3 ملايين دولار.. وأمضينا 3 سنوات في التحضير

فيتو



  • الفيلم تاريخى وليس دينيا.. أغسطنيوس امتلك مواهب الفلاسفة وتدين الأساقفة
  • لم نسع للربح المادي من الفيلم

"اغسطنيوس ابن دموعها" فيلم متميز يروى قصة شخصية مميزة ويروى حياة الفيلسوف منذ نشأته ومراحل تعلمه في بلاد العالم، فأغسطنيوس باحث وفليسوف ومفكر تمرد على واقعه.. لكنه في النهاية وجد ما بحث عنه، ولأنه فيلم مميز كان لابد له من طاقم عمل مميز، منهم المخرج سمير سيف والسيناريست سامح سامى والمستشار الفنى للفيلم يوسف منصور وقصة عماد دبور، ورؤية هنرى عون، وموسيقى سليم داده، ومونتاج سيف بن سليم.
"فيتو" التقت صناع الفيلم، حيث قال يوسف منصور المستشار التنفيذي لإنتاج الفيلم أغسطنيوس: إن الفيلم تاريخى وليس دينيا، حيث يعتبر توثيقا لقصة الفليسوف والقديس اغسطنيوس، لتقديمه للجمهور في جميع أنحاء العالم، وهو علامة بارزة في الحكمة والمنطق والبحث عن الحق، وعلى الرغم من تعلمه ودراسته في الكثير من بلدان العالم، منها روما وميلانو وقرطاج بتونس، إلا أنه في نفس الوقت كان يبحث عن الحقيقة هنا، وان يكون راضيا عن نفسه وعلاقته الجيدة بربه، والفيلم يقدم علاقة إنسانية رائعة بين مونيكا الام والابن اغسطينوس، ويتضمن علاقاته الإنسانية والاجتماعية والتي كونت من شخصيته وأفرزت هذا الابداع البشري وتغيير المعتقد الخاطئ، السائد بأنه مسيحي روماني، ولد في مدينة عنابة، والتأكيد على أن القديس والفليسوف ولد بشمال أفريقيا.

يتضمن الفيلم رحلة حياة القديس الفليسوف، واهم المحطات التي بدأت من خلال سفره للتعليم في بلاد أوروبا، ثم رحلة التغيير الإيمانية ليقدم لنا القديس المفكر، انها مغامرة كبيرة في فيلم ضخم الإنتاج في السينما العربية، إلا أن البعض يعتقد أن الفليسوف أغسطنيوس غربى ليس من منطقة الشرق الأوسط، على الرغم أنه شرقي المولد إلا أنه ينسب كل شيء إلى الغرب، وكان لابد على دول شمال أفريقيا وهي تونس والجزائر أن تنتج فيلما يحكي قصة الفليسوف أغسطنيوس وحياته ومولده، وتعلم الكثير من الصبر ودموع أمه القديسة مونيكا حتى سمى «ابن دموعها».

* لماذا كان يلقب الفليسوف اغسطنيوس بالأسقف؟
كان البسطاء يلقبونه بالأسقف؛ لأنه محام عن بسطاء شعبه وعاش فترات كبيرة يعمل على خدمة شعبه ويعلمهم، وله كتابته العظيمة، وهى اعترافات أغسطنيوس، وهو يعترف على نفسه بالخطايا، ومن ثم العودة إلى التغيرات الإيمانية وعلاقته بالله، ورغم ذلك عاش حياة غارقة في الملذات لكنه في الوقت نفسه كان محبا للمعرفة شغوفا بالفلسفة وقد اعتنق في شبابه هرطقة ماني الفارس، الذي حاول المزج بين الإيمان المسيحي والعقائد الزرادشتية والبوذية، وكانت الخطابة والبيان من مواهب أغسطنيوس فعمل بتدريس الفلسفة وعلم البيان، أي علم الخطابة والإقناع في تاجست وقرطاج، قبل أن ينتقل إلى روما عام 383 ميلادية، حيث كان يعتبرها الموطن الأساسي لعلماء البيان، لكنه ترك روما بعد أن صادف بعض المضايقات وتم تعيينه أستاذا لعلم البيان بجامعة ميلانو عام 384م، ومع الوقت بدأ أغسطنيوس يستاء من الفكر المانوي ويستنكره، وراح الفتى الفيلسوف يبحث عن معنى الحياة، وبدأت محاولات أمه معه، لإقناعه بالمسيحية، كما تقابل مع أسقف ميلانو وتأثر به كثيرا، وأعجب ببلاغته الكبيرة، وكان لذلك كله أثره في بداية التحول التدريجي في فكر اغسطينوس ومشاعره، ومع ذلك فلم يتحول الشاب إلى المسيحية بسهولة، بل تقلب بين كافة المذاهب الفلسفية المعروفة في زمنه.

* هل تم عرض الفيلم للجمهور؟
عُرض الفيلم عدة عروض أولية لم تصنف تجارية؛ لأن الهدف من إنتاجه هو الانتشار وليس كسب المال، كما تم عرضه بمهرجان الإسكندرية السينمائي وأوبرا سيد درويش، إضافة إلى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة والإسكندرية، ومهرجان قرطاج ودولة الجزائر، كما حصل الفيلم على العديد من الجوائز ومنها جائزة الجمهور بمهرجان مهران وأخرى بمهرجان الإسكندرية، جائزة الإنجاز الفني، ولأنه كما يقول المثل الشعبي الشهير «ايد لوحدها متسقفش» فقد تحقق ذلك في إنتاج الفيلم، لقد جمعت الشراكة بين مصر والجزائر وتونس، عملا عظيما يؤرخ في تاريخ السينما العربية وستذكره الأجيال القادمة لنستمتع بسيمفونية رائعة من التعاون وإنكار الذات، ليخرج هذا العمل إلى النور، بعد عناء كبير لمجموعة العمل لإنتاج هذا الفيلم، الذي استغرق 3 سنوات من التحضير وكتابة السيناريو والتنفيذ ووضع الموسيقى التصويرية والمتابعة والإعداد في الكتابة، إنها رحلة مليئة بالمتعة والتحدي والأمل والإحباط، لكن يد الله القوية وبركاته الفياضة، التي تقف مع فريق يبذل قصارى جهده في إنتاج عمل مميز، ومع فريق العمل المؤمنين به.

* كم بلغت تكلفة إنتاج إنتاج الفيلم؟ وهل وجدتم صعوبات في اختيار أماكن التصوير؟
بلغت تكلفة إنتاج الفيلم قرابة الـ3 ملايين دولار، وهو رقم كبير للغاية بالنسبة للسينما العربية، إلا أن مقياس إنتاجه عمليا تقدر بأضعاف هذه التكلفة لتصل إلى 10 ملايين دولار، فالقائم على إنتاج وتنفيذ الفيلم مجموعة من الشركات الإنتاجية، ووزارة الثقافة التونسية والجزائرية، وبالتأكيد الفيلم أساسه شمال أفريقيا، كان لابد من التصوير في الأماكن الحقيقية من عنابة وقرطاج وثم ميلانو وروما، لم تكن الصعوبة في الجزء المعاصر وهى الجزء الخاص بالمخرج، الذي يحاول عمل فيلم تسجيلي لأغسطنيوس، فقام بجولة حول الأماكن الحقيقية التي تحرك فيها أغسطنيوس، حيث تم تصويره في الأماكن الحالية بصورتها، لكن الصعوبة كانت في جزء القصة التاريخية، أكثر حيث الأماكن اختلفت فكان الحل عمل ديكورات مشابهة للأماكن في هذا التوقيت.

* ما الذي دفعك لهذا العمل الفني؟ وما أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في الفيلم غير شخصية أغسطنيوس؟
الدافع هو التحدي الفنى بسبب فكرة عمل التداخل بين القصة المعاصرة والقصة القديمة بشكل يكون جاذبا للجمهور، ولا يكون فيلم درس في التاريخ ولا هو فيلم ديني تعليمي، وأكثر الشخصيات التي تأثرت من خلال تواجدها بالفيلم، هي الجارية التي أحبها أغسطنيوس، لكنه لم يستطع أن يتزوجها بسبب التيار السائد والقانون الذي كان يمنع زواج روماني بجارية، ورغم هذا لم يتركها لكنه أخذها في منزله، وعاشت معه كزوجة وأنجبت منه ولدا وكان يحبها ولم يتركها أيضا، ولم يذكر أحد اسمها على الرغم أنها أم ابن أغسطنيوس، لكنه لم يذكر اسمها في كتاباته، ولم يتطرق إلى ذكر السبب في عدم ذكر اسمها، على الرغم من محاولات والدته مونيكا زواجه من فتاة تنتمي لطبقة عالية، ومن هنا تم في سيناريو الفيلم إضافة نوع من التعبير عن حبها له وإنكار الذات والتضحية من قبل هذه الجارية التي تركت المنزل وأغسطنيوس.


Advertisements
الجريدة الرسمية