رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«عمايل إيديا وحياة عينيا».. ولاء و7 نساء يغزون كفر الشيخ بـ«الفسيخ البيتي»

فيتو

«كل ما نريده من خلال مشروعنا «أكل بيتي» بأسعار رمزية، ودايما بقول لزبايني بيني وبينكم ربنا»، بتلك الكلمات بدأت، ولاء جبر، أحد سيدات كفر الشيخ التي نالت شهرة واسعة داخل منازل وأسواق مدينة كفر الشيخ؛ بسبب أكلاتها المنزلية المميزة، خاصة المرتبطة بالمواسم والأعياد.


ولاء جبر، صاحبة الـ45 عاما، قالت: إن مشروعها الذي أطلقت عليه «أكل بيتي»، لا يوجد له مقر خارجي، ولكنه داخل بيوتنا، ويتكون من فريق عمل، يضم 7 سيدات من أسر بسيطة لهن ظروف اجتماعية صعبة، فمنهن المطلقة، والأرملة، والمتزوجة، ودخل زوجها بسيط، ولكنهن بارعات في الطبخ المنزلي، فجاءتني فكرة هذا المشروع لتحسين دخولنا بطريقة كريمة ولا تؤثر على حياتنا الاجتماعية، والحمد لله تمكننا من الانتشار شيئا فشيئا بين الناس بسبب مراعاتنا لضمائرنا في عملنا وإصرارنا الدائم على أن نقدم طعاما نظيفا، وجودته عالية دون مغالاة، وبذلك تحولت تلك الأسر البسيطة من مستهلكة إلى منتجة.

تتابع ولاء جبر، أن أبرز الأكلات المطلوبة منها بشكل كبير خلال تلك الفترة «الفسيخ»، تزامنا مع أعياد الربيع وشم النسيم، قائلة: «الفسيخ من الأكلات المطلوبة مني طوال العام، ولكن يكثر الحجز عليها خلال شهر أبريل، ولذلك توجد عدة خطوات نستخدمها دائما لتقديم منتج فسيخ جيد».

وتقدم ولاء جبر، خطوات عمل «الفسيخ» البيتي، قائلة: «أولا لا بد من اختيار السمك البوري المستخدم في الفسيخ من تاجر مضمون ويشترط أن تكون السمكة فاتحة اللون تميل للبياض، ومتماسكة، لأن حسن اختيار السمك البوري، يؤدي إلى منتج ممتاز من الفسيخ فيما بعد».

ثانيا: يترك السمك عدة ساعات داخل الكيس الذي تم شراؤه، ثم يتم غسله بمياه دافئة ووضعه داخل قماشة «شاشة» بيضاء نظيفة لمدة ساعتين؛ للتخلص من أي دماء أو شوائب في السمك.

ثالثا: يتم تحضير الملح الخشن أو الناعم، ولكن الملح الخشن يؤدي إلى ضبط ملوحة الفسيخ، ونقوم بوضع الملح والشطة داخل رأس السمك، ويتم رصه داخل علبة أو جردل، ووضع زيت فوق السمك ليجعله طريا، يلي ذلك تغطية السمك بشكل جيد ومحكم حتى لا يطفو السمك.

رابعا وأخيرا: إذا كان حجم السمك البوري كبير، يتم تخزينه لمدة من أسبوعين لـ3 أسابيع، ويفضل اختيار السمك البوري الكبير في عمل الفسيخ، لأنه مع التخزين يقل حجمه.

وتضيف ولاء، أننا حاليا نقوم بطرح كميات فسيخ بيتي بسعر 100 جنيه للكيلو، وهو السعر الأقل في السوق على الإطلاق، بالإضافة لتجهيز كميات فسيخ أخرى لشم النسيم نظرا للطلبات الكثيرة من الحاجزين.

وتشير إلى أنهم يستخدمون «فيس بوك» في الترويج لمنتجاتهم وحجزها، فمثلا، حجز الفسيخ يكون من خلال كتابة بوست على «فيس بوك» بأن الفسيخ أصبح جاهزا لمن يرغب في الحجز، وبالفعل تنهال عليهم الطلبات وبكميات كبيرة، موضحة، أن السعر المبدئي للفسيخ في شم النسيم سيبدأ من 120 جنيها ولا يتعدى الـ 140 جنيها، لأن سعر السمك البوري في تلك الفترة مرتفع، ومع ذلك لن نضع سوى هامش ربح بسيط على الفسيخ لكي يكون متاحا للجميع قدر الإمكان.

وأكدت ولاء، أن فريق مشروع أكل بيتي، متاح لأي سيدة تريد الاشتراك فيه، أو حتى الترويج لأكلاتها، وللعلم أنني أقوم بتجريب الأكل على نفسي أولا، للتأكد من جودة المنتج وتماسكه، سواء كان فسيخا أو غيره من الأكلات الأخرى، وهو الأمر الذي أعطى لزبائننا الثقة فينا بشكل كبير، وتوجد طلبات كثيرة لدينا من مواطنين بمحافظات أخرى، ولكننا غير قادرين على توفير توصيل للمحافظات لتخوفنا من تأثير ذلك على جودة الأكل.

تروي ولاء، أنه في إحدى المرات، طلبت إحدى الزبائن 5 كيلو محشي، وبعد إرساله لها، أخبرتنا أن المحشي مش عاجبها، على الفور أرسلنا الديلفري، وتم استرجاع المحشي، وقمت أنا والفريق بتذوقه لمعرفة أوجه القصور ومعالجتها، ولكننا فوجئنا أننا قمنا بأكل المحشي بالكامل ولم نجد به أي مشكلة، ومع ذلك «رجعنا الفلوس للزبونة»، بخلاف ذلك لا نواجه أي مشكلة مع الزبائن ولدينا عندهم رصيد كبير من الثقة.

وأضافت، أنها أم لبنتين وولد، وتحاول طوال الوقت، عدم التقصير مع أولادها أو عملائها، وفي بعض الأحيان أولادها يعانون من انشغالها طيلة الوقت في توفير احتياجات السوق من الطلبات لتسليمها في الموعد المحدد، ثم بعد ذلك أبدأ في تجهيز الطعام الخاص بهم، ولكنهم متفهمون لي ولكفاحي معهم من أجل توفير مصدر رزق كريم بالحلال، ففي بعض الأحيان يمازحونني، قائلين: «إحنا كمان عايزين أوردر أنتي بتطبخي للناس ومش بتطبخلنا».

واختتمت قائلة: «أسعى دائما لتعليم بناتي الطبخ، ليتمكنوا من الطبخ لأولادهم فيما بعد، لأن هذه مشكلة أغلب بنات هذا الزمن، وفكرت كثيرا في إعطاء كورسات مجانية للبنات ومساعدتهن في تعلم أساسيات الطبخ كما تعلمته من والدتي ووالدة زوجي، وبرامج الطبخ، حتى أنني كنت أجهز كشكولا به أدق تفاصيل الأطعمة التي أشاهدها ثم أقوم بتطبيقها».
Advertisements
الجريدة الرسمية