رئيس التحرير
عصام كامل

الباحث السياسي الفلسطيني طارق الفرا: إعلان ضم الجولان لإسرائيل يمهد لسيناريوهات أسوأ

فيتو

يرى الدكتور طارق الفرا الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، أن إعلان ضم الجولان إسرائيل يمهد لسيناريوهات أسوأ، مشيرا في حوار مع "فيتو" إلى أنه بعد هذا القرار ستسعى إسرائيل لتحويلات ديموغرافية في الجولان لتغيير خارطة السكان.. وإلى نص الحوار:


كيف قرأت قرار الرئيس الأمريكي بشأن إعلان سيادة إسرائيل على الجولان؟
باعتقادي أن هذا القرار جاء ليجسد من جديد ويؤكد تحالف اليمين المسيحي واللوبي الإسرائيلي، ويأتي في الوقت الذي أعلن فيه عن هزيمة داعش في سوريا وبداية سيطرة الدولة السورية على أراضيها، وهذا القرار يؤكد الدور العبثي الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ثم بإعلان سيادة إسرائيل على الجولان، وهي أراضٍ سورية تحت الاحتلال منذ عام 1967 وفشلت محاولة ضمها في عام 1981، ورفض الاعتراف بضمها من دول العالم.


هل تتوقع ردا روسيًّا على الإعلان الأمريكي؟ وما هي آليات الرد إن وجد؟
غالبًا وفي كل الحالات المشابهة لهذه الأفعال الأمريكية في الشرق الأوسط فإن روسيا تنأى بنفسها على أي رد، وتبقى حالات الرفض والشجب، وشاهدنا ذلك في حالات القصف المتكرر من أمريكا على الأراضي السورية وعلى مقربة من مقرات روسية، لكن ربما تقوم روسيا بصفقات سلاح جديدة مع سوريا أو مع إيران وذلك كتحقيق نوع من التوازن حول هذه النقطة.

كيف سيستفيد ترامب على المستوى الداخلي من القرار، خاصة أن هناك تلاحما بين اليمين في واشنطن وتل أبيب؟
ترامب مستفيد من اليمين الإسرائيلي قبل اتخاذه هذا القرار، هو يحظى بدعم لا مثيل له من اللوبي الإسرائيلي، حتى أنه بات الحديث على أنه الرئيس الذي جاء "بإرادة الله"، والعديد من القضايا في أمريكا يقف بجانبه فيها شخصيات إسرائيلية، وبالرغم من كل ما كان يواجهه من مشكلات، وكان هناك اعتقاد بأنه سيسقط سريعًا؛ إلا أن وجوده حتى هذه اللحظة يرجع إلى دعم اللوبي الصهيوني في الكونجرس الأمريكي أو الإدارات الأمريكية الأخرى.

هل تتوقع من العرب رد فعل أكثر من الشجب والتنديد؟ وما أوراق الضغط التي بأيديهم ويمكن تفعيلها؟
الدول العربية أظهرت ردودها عبر التنديد، فالسعودية والإمارات وقطر والكويت وفلسطين والأردن، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، جميعهم كان موقفهم عبارة عن تنديد بهذه الخطوة، ولا أعتقد أن الدول العربية لديها القدرة على فعل أكثر من ذلك، فمنذ قدوم ترامب لرئاسة أمريكا فقدت الدول العربية أوراق قوتها عندما دخلت في حالة الصراع العربي العربي، ولم تستجب لنداءات سنين طويلة من ضرورة وجود وحدة عربية لمواجهة الخطر الأمريكي في المنطقة.

ما توقعاتك بشأن رد فعل النظام السوري؟
رد الدولة السورية كان واضحًا عندما قالت الخارجية عن هذه الخطوة إنها اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، ربما أن النظام السوري سيكون هدفه هو التركيز على جعل هذا القرار أمريكيا فقط، والتركيز على إدانة القرار في المحافل الدولية، خصوصًا بعد رفض العديد من دول الاتحاد الأوروبي لهذا القرار الأمريكي الأحادي الجانب.

هل توجد علاقة بين إعلان الجولان وصفقة القرن؟
لم يتم الحديث سابقًا عن أن صفقة القرن قد تشمل وضع الجولان السوري، لكن هذه الصفقة هي عبارة عن صفقة متغيرة غير ثابتة البنود، رفضها الكثير من الدول العربية في العلن، لا أعتقد أن الجولان تأتي ضمن تحقيق صفقة القرن بقدر ما هي منطقة عسكرية مهمة للاحتلال الإسرائيلي لتبقى في خاصرة سوريا لما لهذه الهضبة من أهمية عسكرية في كشف المناطق السورية المطلة على دمشق.

وعلى الجانب الآخر كيف سيستفيد نتنياهو من القرار؟ وماذا يعني بالنسبة لإسرائيل؟
نتنياهو عاد من الولايات المتحدة بسبب التصعيد على الجبهة الجنوبية في غزة، لكنه أكد على قوته في الانتخابات القادمة من خلال الصورة مع ترامب خلال توقيعه على هذا الإعلان.

أما إسرائيل فهي تعتبر نفسها حققت انتصارًا دون خوض معركة، فهي حالة التمدد الأولى لها بعد انكماش أراضيها بعد هزيمة حرب أكتوبر والانسحاب من سيناء ومن ثم اتفاقية طابا، هذه الدولة الدينية لما لها من أطماع تتجسد من النيل إلى الفرات فهي تحيي هذه الفكرة من جديد.

وما المتوقع أن تفعله إسرائيل بعد أن حقق ترامب حلمها بشأن الجولان؟
إسرائيل ستسعى لتحويلات ديموغرافية في الجولان من أجل تغيير خارطة السكان، بالإضافة لنشر المزيد من القوة العسكرية في المنطقة لتؤكد على هذه الخطوة بأنها انتصار.

هل ستنجح القمة العربية في الرد سياسيا على قرار ترامب؟ وهل يفضل دعوة سوريا لحضورها؟
لا يزال موضوع عودة سوريا لجامعة الدول العربية قيد النقاش، وهو قرار لدى المجلس الوزاري في الجامعة، بالتأكيد بعد هذه التطورات يجب دعوة سوريا للقمة العربية المقرر انعقادها في تونس، لأنها هي الدولة الوحيدة القادرة على الدفاع عن أراضيها ولو سياسيا، أما الرد السياسي العربي فسيكون عبارة عن رفض هذه الخطوة والتأكيد على أن الجولان أرض عربية.

وما مستقبل القضية الفلسطينية بعد القرار؟ وهل الخطر قادم على الضفة بعد الجولان؟
بالحقيقة هناك تخوف فلسطيني من أن يكون القرار القادم هو ضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال، وهو ما سيكون القرار الذي ينهي هذه القضية أو شكل الدولة الفلسطينية المأمول إنشاؤها على حدود يونيو 1967، مستقبل القضية الفلسطينية لا زال في يد أبنائها بإعلان الوحدة الوطنية، وترتيب الساحة الفلسطينية بما لا يسمح للاحتلال بالانفراد بالضفة الغربية أو قطاع غزة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".

الجريدة الرسمية