رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء طلبة رضوان.. قائد أول سرية مشاة عبرت قناة السويس

اللواء طلبة رضوان
اللواء طلبة رضوان

أبطال أكتوبر العظماء، أعطوا الكثير لمصر دون انتظار أي مقابل، بل صنعوا بطولات أقرب للخيال، ومن هؤلاء الأبطال اللواء طلبة رضوان، قائد سرية مشاة بالكتيبة 12، من اللواء الرابع الفرقة الثانية، أبطال تحرير الموقع الحصين "تبة الشجرة"، والذي يعاني من وعكة صحية حاليا.


ويقول أحد زملائه في الكتيبة الملازم أول احتياط محمد شمس: إن البطل طلبة رضوان، لم يكتب عنه أحد من قبل بالرغم أنه كتب عن كل زملائه في الحرب إنه (الجنرال) كما يلقبونه في سلاح المشاة فهو أحد أشهر أبطال أكتوبر 1973.

وأضاف شمس: "بداية تعرفنا على بعض منتصف عام 1971 حين كنت ملازم احتياط قائد فصيلة بالسرية الثالثة بالكتيبة ١٢ مشاة بالإسماعيلية شمال قليلا من المعدية رقم ٦ وكان قائد السرية وقتها النقيب حمدى عبد المقصود البندارى (الذي رقى إلى رتبة الرائد وتولى رئيس عمليات الكتيبة أثناء حرب أكتوبر 1973) وكان طلبة ملازم أول قائد فصيلة بنفس السرية بعد فترة وجيزة معه، ولم أرَ في حياتى ضابط مشاة بهذا النشاط وهذه الحيوية والطاقة الرهيبة في العمل لدرجة أننا كنا نسميه (الجن المسلسل ) مما دفع المقدم رجب عبد الرحيم عثمان قائد الكتيبة تعيينه قائد السرية الأولى بعد ترقيته لرتبة النقيب".

وتابع: "بعد ترقيتي لملازم أول تركت أيضا السرية الثالثة وتوليت قيادة سرية الرشاشات بالكتيبة وأثناء الحرب كلف النقيب طلبة من قائد الفرقة الثانية العميد حسن أبو سعدة بأن تكون سريته هي سرية مفرزة المقدمة يعنى تعبر القناة بقواربها قبل الكتيبة للتصدي لأي تقدم محتمل للعدو ولتأمين عبور الكتيبة واللواء من بعده بينما كانت مهمتي أن أعبر بقواتي القناة بأقصى سرعة، حيث أنا الوحيد الذي عبرت بمركبات التوباز البرمائية لأن معي مدافع ثقيلة مما يمكني أن أكون أول قوات الكتيبة التي تلحق به على تبة السبعات على بعد نحو كيلو ونصف من القناة".

وقال: "تقدمنا بعد ذلك مساء يوم ٨ أكتوبر لنحقق المهمة التالية والعظيمة لكتيبتنا وهى تدمير مركز قيادة القوات الإسرائيلية للقطاع الأوسط بتبة الشجرة على بعد نحو ١٢ كيلومتر من القناة مما كان له الأثر البالغ في أن يفقد العدو السيطرة على قواته والتعجيل بهزيمته".

وأضاف أن تبه الشجرة أو كما تطلق عليها القوات الإسرائيلية اسم “نقطة رأس الأفعى المدمرة” كان من أهم نقاط القيادة للجيش الإسرائيلي، وتتحكم فيه 8 نقاط حصينة من 18 نقطة حصينة لخط بارليف، وتضم موقعين حصينين متصلين بواسطة أنفاق محصنة.

وقال شمس: "قمنا بأخذ الأوامر بالإغارة عليها وإسقاطها يوم 8 أكتوبر وكانت مدعمة بالدبابات، وتحركنا بقيادة البطل النقيب طلبة وحاصرناها وقمنا بالاستيلاء عليها خلال ٤٥ دقيقة، وتمكنا من الاستيلاء على أسلحة ومعدات الموقع، وأسر 50% من قوة السرية المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلي، والتي كان قوامها ١٥٠ فردًا، ودفع العدو بكتيبة دبابات مدعمة لاستعادة الموقع، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه وتحمل خسائر إضافية في قواته المهاجمة".

الجريدة الرسمية