رئيس التحرير
عصام كامل

7 اكتشافات أثرية حديثة تكشف أسرار الفراعنة.. العثور على مقبرة النبيل لدى الملك «جد كارع» بسقارة.. الوصول إلى تابوت من الحجر الجيري.. وبهو رمسيس الثاني أبرز نجاحات بعثات الاستكشاف

فيتو

حظي الربع الأول من عام 2019 بالكثير من الاكتشافات الأثرية التي تثري المناطق الأثرية والسياحية بالعديد من الكنوز والإضافات الجديدة التي يتهافت على مشاهدتها السياح الأجانب مما ينعش خزينة وزارة الآثار.


4 اكتشافات أثرية
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن شهر أبريل المقبل سيشهد طفرة في الاكتشافات الأثرية التي سيتم الإعلان عنها، مؤكدا أن هذه الاكتشافات ستكون في سوهاج والأقصر والمنيا والقاهرة والجيزة.

وكشف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن ملامح الاكتشاف الأثري المرتقب، موضحا أن البعثة الأثرية عثرت في أحد الاكتشافات على غرفة دفن لم تُمس ولم تفتح من قبل رائعة الجمال.

اكتشاف سقارة
وتشمل القائمة نجاح البعثة المصرية برئاسة الدكتور محمد مجاهد أثناء أعمال الحفائر والتسجيل العلمي للمجموعة الهرمية للملك جد كارع من الأسرة الخامسة بجنوب سقارة، في الكشف عن مقبرة فريدة من نوعها لشخص يدعى خوي كان يشغل منصب النبيل لدى الملك، في أواخر عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المقبرة تتكون من بناء علوي عبارة عن مقصورة قرابين شيدت على شكل حرف L.

ومن الواضح أن أحجار المقصورة تم انتزاعها خلال العصور المصرية القديمة وأعيد استخدامها في أماكن أخرى، حيث لم تعثر البعثة سوى على بقايا الجدران السفلية والتي شيدت من الحجر الجيري الأبيض.

وأشار "وزيري" إلى أن البعثة عثرت أيضا بالجدار الشمالي من المقبرة على مدخل البناء السفلي للمقبرة والذي يحاكي تصميمه أهرامات الأسرة الخامسة، وهو التصميم الذي يتم الكشف عنه لأول مرة داخل مقابر للأفراد وليس ملوك تلك الفترة.

ويبدأ هذا الجزء من المقبرة بممر هابط يؤدي إلى ردهة صغيرة ومنها إلى حجرة امامية منقوشة عليها مناظر تصور صاحب المقبرة جالس أمام مائدة القرابين، وكذلك على قائمة قرابين ومنظر لواجهة القصر.

كما كشفت البعثة عن حجرة ثانية غير منقوشة استخدمت كحجرة للدفن بها بقايا تابوت من الحجر الجيري الأبيض مهشم تمامًا إلا أن البعثة تمكنت من الكشف عن البقايا الآدمية لخوي بين الأحجار والذي وجد عليها بقايا الزيوت ومادة الراتنج التي كان يستخدمها المصري القديم في التحنيط.

كما انتهت البعثة من أعمال الترميم المعماري لهرم الملك جد كا رع من الداخل حيث إنه لم يخضع لأية أعمال ترميم من قبل، كما تقوم البعثة باستكمال أعمال الترميم والتسجيل الأثري للمجموعة الهرمية للملك جد كارع وزوجته ست إيب حور لاكتشاف المزيد من معلومات عن تاريخ نهاية الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة والذي شهد تحولا جذريا في الفكر والعقيدة المصرية القديمة من خلال ظهور نصوص الأهرامات لأول مرة داخل هرم الملك أوناس وريث عرش الملك جدكارع، وكذلك التوقف عن تشييد معابد الشمس التي شيدها جميع ملوك الأسرة الخامسة قبل جد كارع.

تابوت من الحجر الجيري
وعثرت البعثة الأثرية المصرية أيضًا، على تابوت من الحجر الجيري على الهيئة الآدمية، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري في الجزء الشمالي الغربي من موقع الحفائر بمنطقة آثار محاجر قويسنا بمحافظة المنوفية.

ويبلغ طول التابوت المكتشف نحو مترين، وعرضه نحو ٦٠ سم، حيث عثر بداخله على مومياء في حالة سيئة من الحفظ عليها رقائق ذهبية، وتم نقل التابوت بالمومياء إلى المخزن المتحفي بكفر الشيخ، وذلك بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار لتأمين عملية النقل، حتى يتسنى لفريق الترميم برئاسة غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية لترميم وصيانة الآثار في بدء أعمال ترميم التابوت والمومياء بمعمل الترميم الملحق بالمخزن.

وقال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة، إن البعثة استطاعت أيضا الكشف عن جزء من جبانة قويسنا القديمة والتي ترجع إلى عصر الدولة القديمة، والتي استمر استخدامها على مر العصور المختلفة مرورا بالعصر المتأخر وحتى العصر البطلمي، بالإضافة إلى مجموعة من الدفنات بأساليب دفن مختلفة معظمها تتجه من الغرب إلى الشرق في طبقات دفن متتابعة.

بهو قصر الفرعون رمسيس الثاني
وكشفت البعثة الأثرية لجامعة نيويورك والعاملة بمعبد رمسيس الثاني بأبيدوس عن بهو قصر الفرعون رمسيس الثاني الملحق بمعبده بأبيدوس وأحجار تدشين وتأسيس المعبد، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية حول منطقة المعبد بهدف استكمال الكشف عن عناصره المعمارية.

وقال مصطفى وزيري، إن الكشف سوف يغير ولأول مرة شكل وخريطة المعبد الذي يقرب على اكتشافه نحو 160 عاما، كما سيضيف الجديد إلى معرفتنا بتخطيط وشكل المعابد وملحقاتها في فترة الرعامسة، مشيرًا إلى أن الصورة المعمارية لملحقات هذا المعبد ومن بينها البهو والقصر تحاكى الملحقات الخاصة بمعبد والده سيتى الأول والذي يقع على بعد نحو 300 م جنوبا.

وعثرت البعثة أيضًا بداخل الصالة الثانية على قاعدة عمود من الحجر الرملى وعتب من نفس نوعية الحجر يحمل اسم رمسيس الثانى بالإضافة إلى كتل حجرية أخرى تحمل بقايا مناظر لنجوم كانت تزين سقف الصالة.

وأكد الدكتور سامح إسكندر رئيس البعثة الأثرية، أنه أثناء أعمال الحفائر في الناحية الجنوبية من المعبد تم العثور على ممشى حجرى أمام الباب الجنوبى الغربى للمعبد والذي تبين أنه يقود إلى مدخل مبنى يظهر لأول مرة وتحمل جدرانه بقايا نقش خرطوش رمسيس الثانى.

وأشار إسكندر إلى أن أعمال الحفر كشفت أيضا ولأول مرة عن واحدة من أندر الاكتشافات الأثرية وهى أحجار تدشين وتأسيس المعبد والتي حفر عليها الألقاب الملكية للفرعون رمسيس الثانى، حيث ظهر على الحجر الأخير في كل ركن من أركان المعبد الأربعة والرابط بينها، الخراطيش الملكية لمؤسسه الملك رمسيس الثانى والتي حفر عليها اسمى التتويج والميلاد على خلفية ذهبية اللون يعلوها قرص الشمس وريشيتى الماعت ويدنوها علامة النوب المصرية.

وعثرت البعثة الأثرية التابعة لمركز الآثار البحرية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، على عدد من المرساوات (هلب) المختلفة الطرز والأحجام وذلك أثناء أعمال المسح الأثري بمرسي باجوش بالساحل الشمالي الغربي بالقرب من مدينة مرسى مطروح.

وأوضح إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أن المرساوات التي تم العثور عليها عبارة عن مرساوات حجرية وحديدية وأخرى مصنوعة من الرصاص، والتي تعود لعصور مختلفة بدءا من العصر الهلينستي وحتى القرن العشرين، بالإضافة إلى العثور على عدد من الأواني الفخارية من منطقة شمال أفريقيا، ومصر، واليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وفلسطين، الأمر الذي يشير قويا إلى كثافة النشاط البحري في تلك المنطقة عبر العصور المختلفة، وأن مرسى باجوس ظل مستخدما من قبل السفن لمدة تزيد على ألفي عام.

الميناء الرئيسي لنقل الأحجار
ونجحت البعثة الأثرية العاملة بمنطقة جبل السلسلة، والتابعة لتفتيش آثار كوم أمبو بأسوان، في الكشف عن الميناء الرئيسي الذي كان يستخدم لنقل الأحجار من منطقة محاجر جبل السلسلة عبر نهر النيل لبناء المعابد والمسلات.

هذا الميناء يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، بامتداد نحو 100 متر ويبعد عن المحجر الكبير بالمنطقة رقم 34 نحو 200 متر، وكان مطمورا بالرديم وطمي النيل والحشائش، وبعد أن قامت البعثة بإزالتها وتنظيفها ظهرت العديد من العلامات والنقوش وأماكن ربط المراكب والقوارب تمهيدا لتحميل الأحجار عليها.

وأشار عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، إلى أن منطقة محاجر جبل السلسلة، تعد من أكبر وأهم المحاجر المستخدمة لقطع الحجر الرملي بمصر وربما بالعالم حيث بدأ استخدامها على نطاق واسع منذ بدايات عصر الأسرة 18 واستمر استخدامها حتى العصور الحديثة، وقد تم قطع أحجار معظم المعابد من تلك المحاجر مثل معابد الكرنك، والأقصر، وهابو، ومعبد كوم أمبو، وأدفو، وإسنا، ودندرة.
الجريدة الرسمية