رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سذاجة مثقفين!


رغم أن فترة حكم الإخوان التي امتدت عاما أتاحت لنا معرفة الكثير من الأسرار حول الإخوان وجماعاتهم وأسلوبهم ومنهجهم في العمل واختراق المجتمع والسيطرة على مؤسساته، والتغرير بمثقفيه وسياسييه وأيضًا مواطنيه العاديين، إلا أنه للأسف الشديد ما زال لدينا مثقفون يدعون أنهم يعرفون كل شىء، ومع ذلك مازالوا يجهلون الكثير عن الإخوان، وعن طبيعة تلك الجماعة التي أسسها حسن البنّا قبل تسعين عاما مضت، ومارس من خلالها عمليات خداع واسعة.


فهولاء المثقفون لا يعلمون أن تلك الجماعة كما كشف بعض كوادرها لا تعتمد فقط على الأعضاء المنتظمين فيها، وإنما تعتمد أيضا على قطاع واسع من الناس تسميهم المتعاطفين، بل لعلها تعتمد على هؤلاء أكثر في تحركاتها الجماهيرية، وفى محاولاتها اختراق مؤسسات الدولة والمجتمع المختلفة.

والجماعة تنتهج دوما سياسة تهدف إلى كسب مزيد من المتعاطفين من خلال وسائل وأساليب شتى تبدأ بالتغرير والخداع، وتشمل استخدام المال، ولا تنتهى بالاستفادة من بعض الأخطاء السياسية واستثمار المشكلات والأزمات الاقتصادية، فهى تعتمد على المتعاطفين كثيرا في أنشطتها ومؤامراتها التي تدبرها أكثر من اعتمادها على أعضائها.. ولعلنا نتذكر ما فعلته الجماعة في العديد من الحركات والتجمعات التي آقيمت قبل ٢٠١١ لتبدو انها معارضة ولا صلة لها بالإخوان، بينما بمرور الوقت تكشف سيطرة الإخوان عليها وقيامهم بتوجيهها.

وحتى الآن مازالت الجماعة وتنظيمها الدولى تنهج ذات الأسلوب وتسير في ذات الطريق، أي تسعى لإقامة منابر إعلامية وتجمعات وحركات مدنية تكون واجهاتها غير إخوانية، أي من غير الأعضاء المنظمين، وانما من المتعاطفين مع الجماعة والذين يقبلون بالعمل معها بل وتحت إشرافها، وذلك لكى يكون لهم تأثير أكبر في الرأى العام.. وقد زادت حاجة الجماعة أكثر لذلك في السنوات الأخيرة بعد أن واجهت الجماعة رفضا جماهيريا لها وعدم قبول بعودتها مجددا وإصرارا شعبيا على معاقبة قادتها وكوادرها على ما ارتكبته الجماعة من أعمال عنف.

غير أن لدينا بعض المثقفين للأسف الشديد لا يدركون ذلك، ويجهلونه، وبالتالى يساعدون بمواقفهم الجماعة على أن تستمر في محاولات اختراق مجتمعنا بالمتعاطفين غير المنظمين.. إنها سذاجة سياسية قاتلة!
Advertisements
الجريدة الرسمية