رئيس التحرير
عصام كامل

حسانية أبو بكر.. قصة الأم المثالية بقنا من «بيت الأكابر» إلى رحلة الشقاء (فيديو)

فيتو

في إحدى الحارات الضيقة، بشوارع قرية الشيخية، التابعة لمركز قفط جنوب محافظة قنا، يوجد منزل صغير مكون من طابقين تعيش بداخله سيدة نحيلة الجسد ترتدي عباءة سوداء ونظارة، ارتسمت على وجهها علامات الزمن والشقاء الذي عاشتها رغم أنها من أسرة عريقة ومن أحد أكبر قبائل قريتها إلا أن الأزمنة تتغير.


حسانية أبو بكر تبلغ من العمر 53 عاما.. تزوجت في عمر مبكر، لم تكن تعي أن الحياة تحمل لها كل هذه القسوة، وتقطن في منزل بسيط، بعد أن كانت ترث العديد من الأفدنة.

"فيتو" زارت "حسانية" بقرية الشيحية، لتتحدث إلينا في أول لقاء لها بعد إعلان مديرية التضامن بفوزها بالأم المثالية عن محافظة قنا.

"بعت الأرض عشان أربي عيالي".. بتلك الكلمات بدأت "حسانية" حديثها لـ"فيتو" متابعة: "طلقني زوجي وترك لي الأبناء الثلاثة وشقيقي اشترط علي التنازل عن أبنائي مقابل الحصول على ميراثي منه، وظللت على مدار سنوات أسعى للحصول على حقي" البنات هنا في الصعيد لا يحصلن على ميراثهن باعتبار أن الزوج رجل غريب"، ورفضت ترك أبنائي، وبعد مرض والدتي بالسرطان استطعت الحصول على ميراثي وبعت الأرض واشتريت لهم هذا البيت الذي نعيش فيه".

وأكدت "حسانية"، أن وفاة والدتها كانت من أكبر الصدمات التي تعرضت لها لكن الصدمة جعلتها أقوى، وزادتها إصرارا على استكمال حياتها كما هي قائلة "قدرنا نشقى ونتعب".

واستطردت: "سعيت في تلك الأثناء إلى تربية أبنائي واستكمال تعليمهم، حتى حصلوا على شهادات عليا، وزوجت ابنتي الكبرى في سن مبكرة لكنها أصيبت بحالة نفسية سيئة، وهذا جعلني أفكر في عمل مشروع لها حتى تكمل حياتها بعد طلاقها من زوجها في سن مبكرة".

وتابعت: "ابني رفضوه في النيابة رغم تفوقه بسبب جهلي للقراءة والكتابة وعدم حصولي على أي شهادات، هذا الرفض زادني إصرارا على أني أدعمه ليحصل على أعلى الشهادات ويكمل الدراسات العليا حتى يصبح أكبر محام في العالم".

وأكدت على أن الرئيس السيسي يعمل الكثير من أجل مصر، وتأمل أن يدخل مشروع الغاز الطبيعي والصرف إلى قريتها، وأن تزور بيت الله الحرام قائلة: "نفسي أحج بيت ربنا وأزور النبي محمد صلى الله عليه وسلم".

قالت ياسمين ابنتها الكبرى، إنها سوف تظل وراء والدتها حتى تحصل على شهادة تعليمية وأن يأتي العام القادم وتكون والدتها هي الأم المثالية على مستوى مصر قائلة "أمي بجد تستحق أن تصبح هكذا.. شقيت وتعبت كتير".

وأشارت إلى أنها قدمت لوالدتها في المسابقة لتحصل على لقب الأم المثالية على مستوى المحافظة بعد استيفاء كافة الشروط، ونوهت إلى أنها علمت عبر وسائل الإعلام عن فوز نجلتها بلقب الأم المثالية.

وفي نفس السياق قال أحمد الجارد، ابن شقيقة "حسانية": إن خالته من الشخصيات العظيمة التي تستحق أكثر مما هي فيه، ووالدها كان من أكبر قيادات القرية وصاحب مشورة كما يطلق عليه في الصعيد، وكان عضو الاتحاد الاشتراكي، ويقصده الكبير والصغير في كل شيء.

وأشار إلى أن خالته تنتمي إلى عائلة العتامنة وهي من الأسر الكبيرة المنتشرة في قنا وأسوان، وكانت العمدية في عائلتها منذ عام 1847 حتى عام 1947.
الجريدة الرسمية