رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كيف حاولت الإخوان اختراق واستقطاب الفنانين.. البداية مع حسين صدقي.. ومحاولات تجنيد أشرف عبد الغفور تفشل.. هشام عبد الله ومحمد شومان يسقطان في الفخ.. وسامح حسين يكشف محاولة ضمه للتنظيم

فيتو


لم تكن تصريحات الفنان سامح حسين، عن سعي جماعة الإخوان الإرهابية لاصطياده إلى صفوفها، مفاجأة لمن يعرف تاريخ الجماعة في تتبع مرتادي المساجد، وضمهم إلى صفوف التنظيم، وخاصة الفنانين والمثقفين والقوى الناعمة لمصر.


الانتماء الديني بداية
 الفنان الشاب كشف انتماء عائلته الديني، موضحًا كيف تختار الجماعة من يجب تجنيده، وأوضح لماذا شعر بأجواء مريبة، من بداية احتكاكه بالمنتمين إلى الإخوان، الذين حاولوا إبعاده عن ولعه بكرة القدم، وتحويل اهتماماته إلى رياضات عنيفة، مثل الملاكمة والكونغ فو، لخدمة أهداف التنظيم، فكان قراره بالابتعاد عنهم للأبد، بعد محاولة للحوار لم تجدي نفعا.

وطوال تاريخ الإخوان، وهي تسعى بشدة، لجذب انتباه القوى الناعمة، إما بإغرائهم بالمال والنفوذ في ملفات بعينها، أو باللعب على العاطفة الدينية للملتزمين منهم، وتطويعهم لخدمة ملف الجماعة، بداية من العصر الملكي، وانتهاء بوصول الإخوان إلى الحكم، وحتى عزلهم، وضمها لبعض الفنانين الذين انحسرت عنهم الأضواء مثل هشام عبد الله، وهشام عبد الحميد، ومحمد شومان، والثلاثة ينكرون علاقتهم التنظيمية بالإخوان، ولكنهم يصطفون معها في مواقفها السياسية.

نجوم الملكي في الإخوان
مع ظهور الإخوان في المجتمع المصري، نهاية عشرينيات القرن الماضي، استطاعت تجنيد نجوم كبار، على رأسهم الفنان حسين صدقي، الذي ارتبط بعلاقات قوية مع قادة الإخوان، وعلى رأسهم حسن البنا، وكان يدعو لها داخل الوسط الفني.

وجدي العربي
وفور اندلاع ثورة يوليو، وتمرد الإخوان على مقتضيات المرحلة، ومحاولتهم الانفراد بالحكم عبر إثارة القلاقل في البلاد، تم التضييق عليها، وأصبح المنتمون لها تحت طائلة القانون، ولفظهم المجتمع، ولجأ المؤمنون بأفكارها إلى السرية، والكتمان، وإن كانت تصرفاتهم تفضحهم، ومواقفهم من السلطات الحاكمة، مثل وجدي العربي وشومان وغيرهم.

في المقابل كان يرفض دعاة الحداثة والهوية المصرية الفكر الإخواني داخل الأوساط الفنية المصرية، وعبر عن ذلك بوضوح الموسيقار الراحل عمار الشريعى، واعتبر وصول الإخوان للحكم، بداية لتدمير الفن المصري بشكل تام.

أشرف عبد الغفور
بعد وصول الإخوان للحكم عقب ثورة يناير، حاولت التقرب من الوسط الفني، ودبرت لقاءً بين محمد بديع، مرشد الإخوان المحبوس حاليا، وأشرف عبد الغفور، نقيب الممثلين آنذاك، ولم تسفر المقابلة عن ترطيب الأجواء بين الطرفين، فحاول الرئيس المعزول محمد مرسي، تصحيح الأوضاع مرة أخرى، إثر تصاعد الهجوم الشرس للتيار الديني على الفنانين، وصل إلى مطالبة بعضهم بمحاكمة رموز الفن المصري، وعلى رأسهم عادل إمام، بزعم الإساءة لهم في الأعمال التي تناولت الإسلام السياسي.

لجأت الإخوان لوجهها الحقيقي، وفرضت منطقها على روافد الفكر والثقافة بتعيين القيادي الإخواني علاء عبد العزيز، وزيرًا للثقافة، فأشعل الأحداث أكثر، ولجأ المثقفون إلى الاعتصام أمام وزارة الثقافة لإقالة الوزير الإخواني، اعتراضًا على تطويع الثقافة، وإخضاعها لمبدأ أهل الثقة من قيادات الجماعة، وإرهاب المخالفين لهم، وكانت منهم إيناس عبد الدايم وزير الثقافة الحالية.

محاولة السيطرة على الوسط الثقافي، والتعالي الذي تعامل به الإخوان مع المطالبات بعدم التمييز داخل الوزارة، استمرت في محاولاتها الرامية إلى أخونة الثقافة، ما مهد بشكل واضح لاشتعال ثورة 30 يونيو، بل يرى البعض أن عصيان المثقفين كان المدخل الحقيقي لإظهار مدى ضعف جماعة، صورت نفسها للعالم، وكأنها طاووس مجنح لن يستطع أحد إيقافه.

تدمير الثقافة

محاولة الإخوان السيطرة على الأوساط الفنية والثقافية، يراها الكاتب يوسف القعيد، محاولات بائسة لتدمير الثقافة المصرية، تمارسها منذ نشأتها، وكانت أهم نتائجها استقطاب سيد قطب وتحويله من ناقد وأديب، إلى إرهابي على حد وصفه.

ويرى «القعيد» أن المثقفين تصدوا للإخوان بكل شراسة وقوة، لمعرفتهم بموقف الجماعة المضاد للإبداع والحريات والخيال، بل ولجوئهم إلى التصفيات الجسدية لمعارضيهم حال الاستمرار في معارضتهم، واستشهد بمحاولة اغتيال الأديب العالمي نجيب محفوظ، استنادًا على فتوى دينية تقف ضد الإبداع.
Advertisements
الجريدة الرسمية