رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

4 ساعات بين الحياة والموت.. كيف ابتلعت ماسورة «المجاري» سارة «طفلة قنا»

فيتو

4 ساعات كانت فاصلة بين الحياة والموت.. بين طفلة في عمر الزهور تلعب وتلهو وبين جثة هامدة تخرج بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة داخل «ماسورة صرف صحي».


كانت عقارب الساعة تشير إلى الـ 4 عصرًا، والطفلة سارة كانت لا تزال على قيد الحياة، مرتدية فستانها الأحمر وبيدها زجاجة العصير، تلعب وتلهو أمام منزلها، إلا أن القدر لم يمهلها فرصة لاستكمال دقائق الفرح، لتسقط في إحدى «مواسير الصرف الصحي المكشوفة»، لتتعالى الصرخات، وسط محاولات مستميتة من الأهالي في عمليات الانتشال التي استمرت 4 ساعات.

خرجت الطفلة سارة ذات العامين ونصف العام، ممسكة بيدها زجاجة العصير التي كانت تلهو بها قبل سقوطها في «ماسورة الموت»، والجميع يصرخ على صرختها، والأم إلى جوارها تقف منتظرة وهي تشاهدها تصارع الموت وتسمع صوتها، والأهالي يصرخون، مرددين: «يارب.. يارب»، وماهي إلا دقائق وصمت صوتها وتوقفت الآهات، وبعدها فارقت الحياة.

في قرية بركة التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، عقارب الساعة تشير إلى الثالثة والنصف عصرًا، سارة ابنة العامين ونصف العام، خرجت لتلهو مع أقرانها أمام المنزل، دون أن تعرف ما يخبأه لها القدر، تلك الطفلة التي تحمل جينات أب مصري وأم سورية.

أذان العصر وصرخات سارة
مع أذان العصر انطلقت صرخات سارة مستغيثة،ا بعد أن قادها القدر وهي تلهو إلى إحدى مواسير المياه والصرف الصحي الموجودة أمام منزلها، والتي تركها مسئولو الشركة مفتوحة دون تغطيتها، لتسقط في ماسورة قطرها 10 بوصات وعمقها نحو 36 مترًا تحت الأرض، وتتصل تلك الماسورة بأخرى قطرها نحو 8 أمتار تمتد لـــ100 متر تحت الأرض.

ساعات امتدت وهي تصرخ دون مجيب، وبعد فترة خرجت الأم المكلومة تبحث عن طفلتها، إلى أن وصلت إلى مواسير الصرف، وسمعت صوت نجلتها تصارع الموت قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، وحاول بعض رجال الإنقاذ توصيل الأكسجين للطفلة إلا أن القدر لم يمهلها وفارقت الحياة، وظلت محاولات رجال الإنقاذ مستمرة، لانتشال جثتها بعد التأكد من وفاتها.

محافظ قنا
وفور وصول البلاغ إلى غرفة عمليات المحافظة حضر اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية إلى موقع الحادث لمتابعة انتشال جثمان الطفلة، وتم التواصل مع مسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي لإحضار غطاسين تابعين للشركة للتعامل مع الأمر، خاصة أن الماسورة ذات عمق يمتد إلى نحو 100 متر تحت الأرض.

اللحظات الأخيرة
وبعد جلب أسطوانة أكسجين تم ضخها لها من خلال خرطوم لعمق يصل إلى 26 مترا، وأسقطت قوات الإنقاذ كاميرة لمتابعة الطفلة إذا كانت على قيد الحياة أم لا، وفي تلك الأثناء تم جلب ونش لحفر مكان بجوار المأسورة بعمق 12 مترا، كل تلك المحاولات لم تستطع إنقاذ الطفلة التي فارقت الحياة في تلك اللحظات الصعبة التي مرت على فرق الإنقاذ التي حاولت إنقاذها.

انتشال الجثة
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم "الأحد" تم انتشال جثة الطفلة، ونقلت إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام، تمهيدًا لإنهاء الإجراءات الخاصة باستخراج تصاريح الدفن، وتسليم جثمان الطفلة إلى ذويها لدفنها بمدافن العائلة.

البلاغ
كان اللواء مجدي القاضي، مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا، مفاده وفاة الطفلة سارة إيهاب محمد القصير البالغة من العمر سنتين ونصف، والتي لقيت مصرعها إثر سقوطها بماسورة صرف صحي أثناء لهوها أمام منزلها، وتم انتشال جثة الطفلة، ونقلها إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي المركزي، وتحرر محضر بالواقعة لتتولى النيابة التحقيقات.
Advertisements
الجريدة الرسمية