رئيس التحرير
عصام كامل

«رشوان» ولم الشمل.. ووعود قابلة للتنفيذ؟!


شاهدنا أمس عرسًا ديمقراطيًا حقيقيًا بنقابة الصحفيين بانتخابات حرة نزيهة وبحضور مميز اقترب من خمسة آلاف عضو، تم فيه انتخاب الأستاذ "ضياء رشوان" كنقيب جديد للصحفيين بحصوله على 2810 أصوات مقابل 1585 صوتًا لمنافسه رفعت رشاد، كما تم انتخاب 6 من الأعضاء الجدد بمجلس النقابة في جو تنافسي عظيم.


لقد قال النقيب الفائز الذي كان شعار برنامجه الانتخابي "لم الشمل وهيبة النقابة" موجها كلامه للجماعة الصحفية أرجوكم لا تتركوا النقابة لتأتوا إليها في كل انتخابات فقط.. بل كونوا معي لتنفيذ برنامجي من أجل رفع شأن المهنة ومواجهة الأخطار الكثيرة التي تهدد صناعة الصحافة.. وقيادة هذا المجتمع إلى مزيد من الحرية والديمقراطية.

نرجو تنفيذ عملي لكل الوعود التي أطلقها الزميل ضياء رشوان وفي مقدمتها وفورًا تحسين خدمة مشروع علاج الصحفيين وأسرهم بأقل تكلفة، ورفع معاش الصحفيين ليتساوى مع زيادة بدل التكنولوجيا ليصل إلى 2100 جنيه شهريًا، وكلنا نعرف مدى المعاناة الكبيرة لأصحاب المعاشات من الصحفيين.

ما أحوجنا إلى ثورة في الفكر والمحتوى والإرادة لتعود لنا ريادة كانت أصيلة في صحافتنا وإعلامنا، قبل أن تغزونا رياح الجفاف الروحي والفكري والاستخدام غير الرشيد للحرية الذي هو عدوها الأول كما التطرف في الرأي والشطط والسفه في استخدام الكلمة والصورة، لتصبح معول نهش للخصوصية وإهدارا لحرمة الحياة الخاصة.

إصلاح الإعلام وتنميته والاستثمار فيه وضخ دماء جديدة قادرة على إنهاضه بات أولوية مقدمة على ما سواها إذا أردنا شعبًا واعيًا داعمًا لدولته.. ولا يصح التعلل هنا بمبدأ الربح وعائد التكلفة عند التعامل مع الإعلام الذي هو في الأصل رسالة تنوير غير هادفة للربح، تسعى لتثقيف العقل وتحريره من أوهام الجهل والتعتيم، ووسيلة ديمقراطية يراقب بها الشعب حكومته وممثليه في البرلمان.

فهل آن الأوان لاضطلاع الجماعة الصحفية ومجالس الإعلام والصحافة بدورها في إصلاح تلك المنظومة؟!.. ويبقى أخيرًا هل تتحقق وعود ضياء رشوان النقيب الجديد التي قطعها على نفسه على أرض الواقع.. نتمنى.
الجريدة الرسمية