رئيس التحرير
عصام كامل

جمال العطيفى: 12 ألف عمالة زائدة في ماسبيرو 1976

جمال العطيفى
جمال العطيفى


في لقاء أجراه الصحفى مفيد فوزى مع وزير الثقافة والاعلام الأسبق الدكتور جمال العطيفى فور توليه وزارة الثقافة، ونشرته مجلة صباح الخير عام 1976، سأله مفيد عن دعوته الدائمة للكتاب والنقاد والقيادات، للاجتماع معه بصفة دورية خاصة أنها أصبحت تحصيل حاصل.

قال العطيفى: هي ضرورة للتعرف على مشكلات أجهزة الثقافة والإعلام، ولقائى بهم هو ائتناس بالرأى وتبصير به ودعوة للمشاركة في التفكير والتدبير، وكان لابد أن استوعب آراء النقاد، وقد بلغ حجم ما نشر في الأسابيع الأخيرة أضعاف ما نشر على مدى سنوات وعموما بابى مفتوح للجميع فأنا وزير بلا شلة.

وأضاف العطيفي: عندي إحصاء غريب قد يفاجأك وهو أن عددا من يتناولون أجهزة الثقافة والإعلام بالنقد يصلون إلى 120 قلما.. وهو عدد لا تحظى به القضايا الخارجية والمشكلات الداخلية من هنا كان لابد من المواجهة وتحديد القضايا بدقة. 

ولابد أن أعترف لك أن ما يكتبه النقاد هو عامل مساعد لى للحث على المبادرة والعلاج من جانبى، وهذه الآراء تثري الخلفية لأعرف أبعاد أي موضوع وتتضح الصورة.

وحول برامج التليفزيون والشبكات الإذاعية قال العطيفى: كل جهد دون أن يكون هناك جهاز يوصل المضمون لا قيمة له، وإلا ما فائدة برامج هائلة لا تصل، ولهذا أرى أن الاهتمام الأول يجب أن يكون لتقوية الشبكات وحل مشكلة انقطاع الإرسال من الصورة.

وعندي مشكلة أخرى وهى ضعف البرامج السياسية بل انعدامها في الإذاعة والتليفزيون، وأرفض أن تكون هذه البرامج مجرد دفاع وتبرير ساذج عما تقوم به الحكومة.

وأضاف: كان الهدف الوصول إلى برامج ناضجة سياسيا بالمعنى الصحيح، وكان مطلوبا إدخال برامج سياسية جديدة، شرط ألا تكون بوقا دعائيا، ولعلك تلاحظ أن البرامج في التليفزيون بدأت تنتقد الحكومة، رغم أننى أنتمى إلى حزب الحكومة، وأن الحوار الحى الساخن أصبح سمتها الرئيسية ولم تحذف من أي برنامج كلمة واحدة.

وسأله مفيد فوزى: التليفزيون لم يفرز مذيعا أو مذيعة له رأى معارض، ولكن عندنا مذيعات مبهورات على طول الخط؟

فقال العطيفى:عندنا 12 ألف موظف وموظفة في مبنى الإذاعة والتليفزيون، وهم باختصار عمالة زائدة، وقد ربيت كوادر على أنها ناقلة للفكر السياسي دون اية إضافة وليست ناقدة.. لكن عندنا مذيعين على درجة من الكفاءة، وكل ما قدموه كان تعليقات سياسية تبريرية وليست نقدية لأن المناخ لم يسمح لهم بالرأى.

وأضاف أن نفس هذه الآفة موجودة في الصحافة عند بعض الصحفيين ، بل أن بعض من يدعى للحديث بالتليفزيون تنقصه حرية التعبير.

حتى الحوار المفتوح الذي تقدمه همت مصطفى وسعيد أمين كان اسما فقط، ولم يكن في الواقع حوارا مفتوحا، وكان دوره محدودا للغاية، وقد تابعت ما يدور داخل الإذاعة والتليفزيون قبل أن أكون وزيرا من خلال التشريعات التي أعدها.
الجريدة الرسمية