رئيس التحرير
عصام كامل

جاهز يا «كامل»


"كامل الوزير" لم يكن مجرد قائد ضمن قادة قواتنا المسلحة، فهو رجل المهام الصعبة، أو إن شئنا نقول إنه كمبيوتر يتحرك على قدمين، كان ولا زال ممن يفهمون نظرات الرئيس، ويحلون الألغاز، فهو رجل من القلائل الذين يستحوذون على ثقة الرئيس، وكافة الأجهزة التنفيذية والسياسية، خاصة أنه لم يفشل في أي اختبار. 


لذا كان الخيار الصعب أمام الرئيس، لأن وزارة النقل واحدة من الوزارات التي دبت في أوصالها الفساد ونخر في جدرانها كالسوس، وتحتاج إلى وزير صاحب قرار، لكن المشكلة التي ستقابل الوزير الجديد أنه سيتعامل مع موظفين مدنيين، لا يعرفون الانضباط والسمع والطاعة وتنفيذ الأوامر، إلا من رحم ربي، بجانب أن هناك مراكز قوى في الوزارة. 

كل هذا سيعوق الوزير الجديد، ما لم يكن حازما وحاسما، ولو نفذ ما قاله الرئيس بالتطوير في 2020 هذا معناه أن المشكلة في باقي الوزارات ستكون مشكلة قيادة لا مشكلة عمالة أو ميزانيات وخلافه. المعادلة صعبة بكل تأكيد، فلو نجح "كامل الوزير" في هذه المهمة سيخرج الجميع يطالب بـ"كامل الوزير" في كل الوزارات والهيئات، وتتأكد القناعات لدى الجميع أن الحل في أمثاله من أجل نهضة مصر. 

أنا لا أشكك في قدرات الوزراء الحاليين أو القادة الموجودين، ولكن ثقتي الزائدة في "كامل الوزير" تجعلني أخشي على عدد من المشروعات القومية التي كان يشرف عليها من قبل هذا التكليف، كونه رجلا لا يعرف الكلل ولا الملل، يعمل ليل نهار ويجيد تنفيذ الأوامر في الوقت القياسي والخريطة كاملة حاضرة في ذهنه، وبالتالي فإن تعويضه سيكون في منتهي الصعوبة..

تكليف الرئيس له بوزارة النقل رغم صعوبته إلا أنه جعل الكل يشعر بارتياحية كبيرة، ويتأكد من أن وزارة النقل ستسير على الطريق الصحيح، خاصة أنه رجل يجيد التفكير خارج الصندوق، وقادر على تحويل السكة الحديد إلى ثكنة عسكرية في الانضباط والتطوير والتحديث والتجديد، وهو ما نبغاه جميعا، فلا يختلف اثنان على قدرات هذا الرجل، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب..

وأتمنى أن يكون تفكيره خارج رفع أسعار الخدمات والمواصلات، وأن يستغل المترو في الإعلانات وأرصفته في تحويلها إلى مولات مصغرة برقابة حقيقية، وكذلك السكة الحديد والإعلانات وخلافه لتعويض فارق الزيادة في الأسعار..

أعتقد أن الفريق "كامل الوزير" لو نجح في ذلك ستكون نقلة نوعية كبيرة بإذن الله. أعتقد أن جملة الرئيس له والتي قال له جاهز يا "وزير" تحمل معاني كثيرة، وأيضا الضوء الأخضر الذي حصل عليه بالاستعانة بضباط الهيئة الهندسية في التطوير ستكون البداية الحقيقية نحو الانطلاق لوزارة نقل جديدة، تلبي طموحات المصريين، خاصة وأن الفريق "كامل الوزير" يعي جيدا أن كل المصريين وضعوا آمالا عريضة عليه في التطوير والتحديث وثبات الأسعار. 

وخذلانهم سيكون كارثة تفقدنا الأمل، ويجب علينا جميعا أن نعي أنه لا مكان لغير الناجحين، وأن مصر أكبر من الجميع.
الجريدة الرسمية