رئيس التحرير
عصام كامل

«السيستم» كلمة السر في إقالة جمال شعبان من معهد القلب.. إجراء 3035 جراحة خلال شهرين 1650 منها خارج السيستم.. الحق في الدواء: القضاء على الروتين وتحويل العلاج الاقتصادي إلى مجاني «ضمن ا

 جمال شعبان
جمال شعبان

تسبب سيستم وزارة الصحة وتجاوز الروتين في إقالة الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب، نظرا لعدم ظهور العمليات التي أجراها المعهد خلال الفترة الماضية على السيستم، لتتفجر بعد ذلك أزمة داخل أروقة الوزارة وعلى صفحات السوشيال ميديا نظرا للمطالبات العديدة من قبل مسئولي الصحة والمواطنين بالقضاء على الروتين وتقديم صحة المواطن على الإجراءات الإدارية، وكشف الحقيقة في واقعة "شعبان".


1650 حالة قسطرة قلب
وكشف الدكتور محمد نصر، نقيب أطباء الجيزة، أستاذ جراحة القلب بالمعهد القومي للقلب، حقيقة ادعاء وزارة الصحة بعدم إجراء معهد القلب القومي لأي عمليات جراحية بداية من يناير 2019، مشيرا إلى أن الإحصائيات الحقيقية هي إجراء ١٦٥٠ حالة قسطرة قلب في شهر فبراير.

ولفت إلى أن كل تلك الأعداد لا يتم رؤيتها على سيستم الوزارة لعدة أسباب منها أن الحالات مجانية لحين صدور قرار علاج على نفقة الدولة.

وأكد أن جميع حالات جراحات الأطفال والقلب والطوارئ لا توجد على سيستم الوزارة وبالتالى يجريها المعهد ولا تظهر على السيستم، مضيفا أن ذلك يرجع إلى عطل في سيستم الوزارة لأنه يعتبر أن حالات القلب هي عمليات الشرايين التاجية فقط.

تغيير السيستم
وأضاف أن الوزارة قامت بغلق السيستم الخاص بـ ٢٠١٨ رغم وجود مرضى حتى الآن يأتون بقرارات ٢٠١٨ وبالتالى رغم إجراء القساطر لا تظهر على سيستم الوزارة.

وأكد أن حالات الطوارئ التي يستقبلها المعهد يوميا لا تظهر أيضا على السيستم، وأضاف أن ما تردد عن قلة عدد العمليات وتعثرها في الفترة ما بين ١ يناير ٢٠١٩ و١٨ فبراير من نفس العام تعثر مفتعل نتيجة تغيير برنامج قوائم الانتظار بالوزارة وإيقاف العمل ببرنامج ٢٠١٨ قبل انتهاء إجراء العمليات للحالات المحولة وذلك لاحتساب الوزارة أن مجرد توزيع الحالات على المراكز يعني انتهاء القوائم، واصفا إياه بأنه أمر خيالي لأن عمليات القلب المفتوح تحتاج لتحضير المريض لعدة أيام ما بين تحاليل وعلاج لعدة أيام قد تطول لأسابيع قبل الانتهاء من العمليات والحالات المحولة.

وأضاف أن إنهاء العمل ببرنامج ٢٠١٨ المبسط وتحويل النظام لبرنامج ٢٠١٩ الأكثر تطورا والذي لا يشتمل على أسماء مرضي ٢٠١٨ أوقف قبول البرنامج لأسماء المرضى المجرى لهم عمليات لعدم وجود الأسماء والأرقام القومية على البرنامج لوضع إفادة انتهاء الجراحة لها ويظهر على النظام المركزي كأنما لم تجرِ عمليات على غير الحقيقة.

3598 عملية جراحية
من جانبه قال محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، إن عدد العمليات التي تمت بعمليات طوارئ ومجاني لحين صدور قرار العلاج الفترة من أول يناير إلى ٥ مارس بلغت 3598 مقسمين إلى ٣١٦٦ عملية قسطرة و٤٣٢ عملية قلب مفتوح بشكل مجاني ١٠٠٪؜ أي إن هذه العمليات كما تعترف الوزارة كانت ملحة ولا يستلزم تسجيلها في المنظومة الإلكترونية لقوائم الانتظار وذلك خلال مذكرة إقالة الدكتور جمال شعبان.

وتابع أن الخطاب الرسمي تضمن أن المعهد أجرى ١٤٣٧ عملية قسطرة وقلب مفتوح تم تسجيلها على منظومة قوائم الانتظار فقط، واعتبرت الوزارة أن هذا قصور واضح يستحق الإقالة ولكن مع حساب العمليات التي لم تسجل والعمليات المسجلة يصبح عدد العمليات التي تمت داخل المعهد ٣٠٣٥ عملية خلال الفترة التي حددتها الوزارة وهي ٦٣ يوما فقط بمعنى أن هناك 80 عملية يوميا وهو الرقم المسجل للمعهد وهي أكبر طاقة لغرف العمليات.

تحويل العلاج الاقتصادي إلى مجاني
وأكد أن وزارة الصحة ترى أن من لم يسجل على المنظومة الإلكترونية ليس له الحق في العلاج، مشيرا إلى أن وزارة الصحة لم ترض عن مدير المعهد بسبب تحويل العلاج الاقتصادي إلى مجاني وتغافلت متعمدة عن كل الجهود المبذولة لراحة المرضى.

وكانت وزارة الصحة والسكان، أعلنت عن صدور قرار وزيرة الصحة بإنهاء تكليف الدكتور جمال شعبان، كمديرًا لمعهد القلب القومى، وإحالته للتحقيق العاجل، نظرا لتقصيره في مهام عمله، وتكليف الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم جراحة القلب بالمعهد، بديلًا عنه.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن قرار وزيرة الصحة جاء بعد مذكرة عرضت عليها من الدكتور أحمد محيي القاصد، مساعد الوزيرة لشئون الطب العلاجي، المشرف على غرفة قوائم الانتظار، توضح عددًا من الأخطاء رصدتها لجنة مشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب القومى.

وأشار إلى وجود عدد من العمليات الجراحية تم تأجيلها بمعهد القلب بدون سبب أو مبرر لمرضى يعانون من ويلات المرض، وفى أمس الحاجة إلى إجراء التدخلات العاجلة، الأمر الذي يحتم اتخاذ هذا القرار حرصا على صحة وسلامة المرضى، لافتًا إلى أن اللجنة تبينت خلال بحث شكاوى المرضى بوجود 3598 مريضا لم يسجلوا من خلال المعهد ضمن منظومة قوائم الانتظار مما يؤجل إجراء جراحاتهم العاجلة.

وأضاف أن اللجنة تبينت أيضًا أن عدد العمليات التي أجريت في الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الحالى 79 عملية جراحية فقط من أصل 660 حالة مسجلة على منظومة قوائم الانتظار، علما بأن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح بالمعهد تبلغ 240 حالة شهريًا.

وأكد أن وزيرة الصحة وجهت على الفور بتوزيع الحالات المؤجلة بمعهد القلب إلى مستشفيات الزيتون التخصصي، وزايد التخصصي، ومبرة مصر القديمة، لإجراء التدخلات الجراحية العاجلة، حرصًا على سرعة إجراء جراحاتهم في أسرع وقت ممكن، كما كلفت المدير الجديد لمعهد القلب بسرعة إنهاء العمليات المؤجلة للمرضى بدون سبب، وتسهيل إجراءاتهم، حرصًا على صحة وسلامة المرضى.
الجريدة الرسمية