رئيس التحرير
عصام كامل

شكرًا للـستات


الحقيقة أني مؤمن دائمًا بأن "حواء" هي مخلوق مميز أكتر من الراجل، رغم أنه في بداية الخليقة ربنا خلقها علشان تبقى معين نظير لآدم، لكن بعد كدة كانت هي السبب في خلق حياة، وفي المسيحية هي أساس الخلاص لأن الوعد الإلهي كان ليها في سفر التكوين - أحد أسفار موسى النبي - أن نسلها يسحق نسل الحية.


فمن وقتها بقت حواء هي أساس الخلاص وأساس الحياة، أساس الحياة لأن من رحمها بيتولد كل إنسان موجود في الحياة، وبتلعب هي الدور الأساسي في تشكيل شخصيته وتكوينه الفكري من وهو لسة طفل.

في حياة كل واحد منا مجموعة "ستات" كانوا السبب في تكوين شخصيته أو تغيير جزء فيه سواء بالإيجاب أو بالسلب؛ من أول الجدة إلى الحفيدة.. أفتكر زمان أول ما بدأت كتابة وأنا في ٦ ابتدائي، بدأت في مجلة كنسية، ووقتها المجلة كانت بتتباع بجنيه تقريبًا، وقتها لما جبت عدد واديته لجدتي، لقيتها بعتت تجيب بـ١٥٠ جنيه أعداد علشان تشيلهم عندها وتوزعهم على حبايبها، وساعتها كان الموقف ده من أكثر المواقف اللي شجعتني أكمل وأكتب.

لكن ما انكرش إني ساعات ما بفهمش طبيعة أمي، بحكم إني بادرس في كلية الطب، تقعد تقول لي ركز في المذاكرة وهات تقديرات، فساعات تاخدني المذاكرة وانسى الكتابة، فتقول لي: ازاي ما تكتبش بقالك فترة؟! ده زمايلي بيسألوا عن كتاباتك؟!، فارجع اتشجع واكتب، فتقعد تقول لي ركز في المذاكرة وهات تقديرات..إلخ.

أما أختي "ميلاندا"، فأنا مدين لها بالكثير جدًا، بحكم فارق السن بيننا، وبحكم إني كنت بابقى لازق فيها طول الوقت، للأسف الناس كانوا بيفتكروها أمي، وهي فعلًا كانت بتعمل معايا حاجات كتير كأنها أمي، كانت أكتر حد بيتعب معايا وقت عملية رجلي، بدون ما تمل أو تزهق، وتسهر بالليل علشان الأدوية بتاعتي، ولو احتجت الحمام أو أي حاجة، وفعلا لازم أقول إني مقصر في حقها.. بس بحبها وواحشاني جدًا.

أما على المستوى المهني، فاللي صنعوا مني كاتب كلهم "نساء"، في بداية حياتي أخدت التشجيع كله من "نانسي نزيه" أول واحدة وثقت في قلمي، وحبت اني أكتب في مجلة "كنيسة العذراء مريم" بالمطرية، وبعدها دعموني الأختين "أماني وباسنت" موسى بأحد المواقع الإخبارية القبطية، وادوني الفرصة أكون كاتب ضمن كتاب الموقع.

وفي "فيتو" مانكرش أني اتعلمت كتير من أستاذتنا وأختنا العظيمة أماني عبده، واللي دائمًا بتنصحني لو كتبت أي مقال ممكن يخليني أقابل مشكلات، وتقدم لي النصيحة بكل حب، ولو تعبت أو مقدرتش أكتب، تطمن المهم اني بخير مش تلومني على عدم كتابتي.

أما في ٢٠١٨ كنت محظوظ أدبيًا، بصداقة، وأني أكون تلميذ لتلميذة العراب الراحل "الدكتور أحمد خالد توفيق" الكاتبة المدهشة "شيرين هنائي"، أمي الروحية، واللي قدمت، ومازالت بتقدم، دعم كبير ليا، واللي كانت سبب في اني هقدم أول عمل روائي ليا.

أما "لينا النابلسي"، و"أناسيمون جميل"، فكانوا هدايا من الله لي في عام ٢٠١٨.. عرفت "لينا" بحكم أنها كاتبة ولها رواية شهيرة بعنوان "قلب مستعمل"، واللي أرسلت منها نسخة هدية لي، وبالفعل استمتعت بها وأستمتع بكل مرة نتحدث فيها وتغني لي، أو نتشارك بعض التفاصيل، ولكن المفأجاة الكبرى هي أنها كانت السبب في أني أتعرف على "أناسيمون"، الشابة المدهشة المتذوقة للأدب وعلم النفس. 

تعرف ازاى بكلمات قليلة تخللى قلبي وفكري يركزوا في كل اللى بتقوله ويفكروا فيه، بدون أي حديث مطول بيننا، تعرف كل مفاتيحي.

وبحكم حبي للشعر، يجب أن أعترف أن "ساندي نبيل" كانت سبب في رجوعي لكتابة الشعر، هي تعرف جيدًا كيف عرفتها، ولكن الحقيقة التي لا تعلمها هي أني أندهش بكل حرف تدونه في قصيدة، وكأن كل كلمة قصيدة في حد ذاتها، تعرف كيف تلامس الوجع وتلامس القلب بكلماتها، وتلك حالة نادرة لا يصل إليها أي شاعر في وقتنا الحالي المشغول فيه الكتاب والشعراء فقط بكم "لايك" حصدت "منشوراتهم" على فيس بوك!

لذلك مفيش أي شك في أن المرأة هي الأقوى والأكثر تميزًا عن الرجال، فهي الحبيبة اللي بتسند، ومحظوظ بأن فيه حبيبة في حياتي تعرف ازاي تكون حبيبة وتكون أم وأخت وصديقة، والأم اللي تسند، والصديقة اللي ترشد وتدعم في الحياة.

شكرًا لكل مرأة في يومها العالمي، وشكرًا لأنكم مصباح في حياة كل رجل، وبدونكم، مكانتش الحياة هتستمر.

الجريدة الرسمية