رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

6 نساء غيرن وجه التاريخ في مصر

هدى شعراوى
هدى شعراوى

خلقت حواء من ضلع آدم لتكون عونا له في تعمير الكون، ودورها لم يقتصر فقط على الإنجاب والتربية بل كان تحرث الأرض مع زوجها وترعى شئونه، وعلى مدار التاريخ برز دور المرأة واضحا خاصة مصر التى لم تكتفِ نساؤها بمشاركة الرجل سياسيا واقتصاديا بل وصلت لحكم البلاد.


الملكة حتشبسوت
وكانت أول امرأة مصرية تصل للحكم هي الملكة حتشبسوت وهي الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول، وجَدها أحمس الأول مؤسس الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة، وصاحب الانتصار الكبير في تحرير مصر من غزو الهكسوس، وتعتبر الوريثة الوحيدة والشرعية لعرش البلاد، إذا لم يكن هناك أي وريث شرعي من الذكور، وكانت تشارك والدها الحكم، وذلك باعتبارها الوريثة الشرعية له، علمًا أنه توفي وهي في العشرين من عمرها، فكان عليها تحمل المسئولية، وتولي الحكم بمفردها، إلا أن السلطة الذكورية والمجتمع والكهنة وقفوا في طريقها، وحاولوا تزويجها من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني بالرغم من ضعف صحته، وخبرته القليلة في إدارة شئون البلاد، وتصبح بذلك مجرد زوجة الملك لا أكثر، ولكنها استلمت الحكم بعد وفاة زوجها، وكانت من أشهر وأقوى الملكات اللواتي حكمن مصر، وحكمت مصر منذ عام 1503 وحتى 1482 قبل الميلاد.

الملكة نفرتيتي
ويأخذنا التاريخ إلى الملكة نفرتيتى التي كان لها دور عظيم في تاريخ مصر القديم، ورغم أن أعداءها حاولوا مسح اسمها ودورها العظيم من نقوش الجدران والكتب القديمة، إلا أن ما قامت به خلَّد اسمها وحفره في أذهان المصريين، فبالرغم من أنها لم تحكم مصر إلا أنها كانت عونا لزوجها الملك أمنحوتب الرابع "إخناتون"، وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة، عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، وهى تنتمى للأسرة الثامنة عشرة، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

الملكة كليوباترا
ثم تأتى للملكة كليوباترا، وهى من أشهر ملكات مصر في التاريخ القديم، حيث كانت تتمتع بجمال فريد من نوعه خلده التاريخ، هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 30 قبل الميلاد، وحكمت تباعا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر، وابنها بطليموس الخامس عشر قيصرون بعد انتصار جيوش الروم على قواتها المشتركة، وهى الوحيدة من بين الأسرة البطلمية التي أخذت على عاتقها تعلم اللغة المصرية حينها، وتشبهت بإيزيس وادعت بأنها تجسد حياتها على الأرض، حتى إنها لقبت نفسها بـ"إيزيس الجديدة"، ما يعكس مدى ذكائها السياسي وجديتها في أن تحكم مصر بنجاح حيث قادت الجيوش في سن الواحد وعشرين وتمكنت من بسط السلام والاستقرار بالبلاد طوال فترة حكمها.

ثم تتوالى على مصر حروب كثيرة وتصبح تحت سلطة روما حتى يفتحها عمرو بن العاص عام 641 ميلاديا، ويتوالى عليها السلطنة الأموية والعباسية والعثمانية، وحينها كان للمرأة دور هام وبارز في الحكم ولكن داخل القصر وراء الأسوار فهى كانت تتحكم في شئون سلاطين الدول في الخفاء وليس في العلن، حتى استقلت مصر عن الدولة العثمانية وبدأ تاريخ مصر الحديث، وكانت المرأة حينها تهتم بشئون تعليمها والأسرة إلى أن ظهرت صفية زغلول في ثورة 1919.

صفية زغلول
صفية زغلول ابنة مصطفى فهمي باشا وهو من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف البلد نظام الوزارة في أوائل القرن التاسع عشر، وزوجة سعد زغلول، لقبت باسم "صفية زغلول" نسبة إلى اسم زوجها كذلك لقبت بـ"أم المصريين" إثر مشاركتها في المظاهرات النسائية أبان ثورة 1919، حيث كان لها دور بارز في الحياة السياسية المصرية في وقت كانت حرية المرأة تقتصر على التعليم فقط، ثم الزواج.

ولدت صفية زغلول لعائلة ارستقراطية فوالدها هو مصطفى فهمى باشا، التركي الأصل، والذي يعد من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف نظام الوزارة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر، وأطلق عليها الجميع لقب "أم المصريين" وذلك لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي والمصري، حيث خرجت على رأس المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال خلال ثورة 1919، وقد حملت لواء الثورة عقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وساهمت بشكل مباشر وفعال في تحرير المرأة المصرية.

هدى شعراوي
ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879، وتوفيت في 12 ديسمبر 1947 م. هي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديو توفيق، وتنتمي هدى شعراوي إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات، حيث كانت من أبرز الناشطات المصريات اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

وتحدثت هدى شعراوي علنًا لأول مرة عام 1918. في سن الأربعين، حيث قررت شعراوي كسر التقاليد وتحدثت لإحياء ذكرى الأيقونة النسوية ملك حفني ناصف (باحثة البادية)، التي توفت فجأة، وذلك خلال حدث كان بمثابة تأبين نسوي، وفي أواخر الحرب العالمية الأولى، أسس زعماء الحركة الوطنية الوفد المصري للمطالبة بالاستقلال عندما تم ترحيل سعد زغلول ونفيه، وعملت هدى شعراوي بجانب زوجها الذي عيّن نائبًا لرئيس الوفد، في الكفاح الوطني من خلال حشد شبكة النساء والمساعدة في تنظيم أكبر مظاهرة نسائية مناهضة لبريطانيا. احتشدت النساء في الشوارع لأول مرة تنديدًا بالعنف والقمع الذي تمارسه السلطات البريطانية ضد الشعب المصري واحتجاجًا على القبض على الزعماء الوطنيين، وفى عام 1944 قامت بعقد ما سُمي بالمؤتمر النسائي العربي وطالبت بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب.

المرأة بعد ثورة يوليو
ثم جاءت ثورة 32 يوليو، وحظيت المرأة على دور واهتمام كبير من قبل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وحصلت المرأة المصرية، على حق الترشح في البرلمان لأول مرة في عام 1956، بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بموجب دستور 1956 وفتح باب الترشح، وكانت المصرية هي أول امرأة عربية تمثل بلادها سياسيا، وتقدمت 8 سيدات للترشح بعد هذا القرار في انتخابات 1957، واعتبر البعض 14 يوليو عام 1957 يوما تاريخيا لأنه شهد دخول أول امرأة عربية البرلمان، إذ نجحت راوية عطية ممثلة لدائرة الجيزة، وأمينة شكري ممثلة لمحافظة الإسكندرية في الوصول إلى البرلمان، وفي انتخابات البرلمانية عام 1964 قفزت المرأة، وحصلت على ثمانية مقاعد من أصل ‏360‏ مقعدا، بنسبة ‏%3.2 من عدد المقاعد.

راوية عطية
وهى أول امرأة تكسب عضوية البرلمان بعدما فازت بعضوية مجلس الأمة في انتخابات سنة 1957، ولدت راوية 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة، ولم تكن غريبة عن السياسة حيث كان أبوها سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية ودخل السجن بسبب آرائه السياسية، لكنها لم تيأس وأكملت مشوار أبيها السياسي، استغلت السيدة الثلاثينية الحق الذي أتاحه دستور 56 للمرأة، والذي أعطاهم الحق لأول مرة في تاريخ مصر للإدلاء بأصواتهم وترشيح أنفسهن في الانتخابات البرلمانية، وبناء عليه رشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة (الاسم السابق لمجلس النواب المصري) في انتخابات 1957 عن محافظة القاهرة.

خاضت المرشحة البرلمانية الانتخابات ونجحت في الوصول إلى قبة البرلمان بالحصول على 110807 صوت، لتسطر تاريخا جديدا باعتبارها أول امرأة في مصر والدول العربية كلها تنجح في الانتخابات البرلمانية وتصبح عضو في البرلمان.

وبجانب إنجازاتها في الكفاح السياسي، سطرت راوية إنجازات تاريخية في الكفاح العسكري، حيث كانت أول امرأة تعمل كضابطة في الجيش المصري وكان ذلك بعد العدوان الثلاثي على مصر، كما دربت راوية 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب.

وفي حرب أكتوبر سنة 1973، تولت راوية عطية رئاسة جمعية «أسر الشهداء والجنود» لذلك لقبت بـ«أم المقاتلين الشهداء»، ونتيجة لدورها في خدمة الجيش المصري حصلت راوية على عدة جوائز عسكرية.
Advertisements
الجريدة الرسمية