رئيس التحرير
عصام كامل

هل إهانة العلم الوطني جريمة؟


علمونا منذ نعومة أظافرنا أن كل شيء يهون إلا بلادنا، وأعدونا لنموت فداء لعلم بلادنا، ولكن هناك من لم يتعلم أو ربما نسى ما تعلمه مع أشياء أخرى هامة ما كان له أن ينساها، أن منديلَ فتاةٍ قد يُصبح مُقدسًا عند من يعشقها، فلماذا هانت علينا بلادنا وعلمها الوطني إلى هذا الحد؟


يا أبناء مصر، هذا علمكم الصاعد في سماء الحرية، أنه يعلو فتعلو معه العزائم والهمم، أنه رمز كرامتنا، نفديه بالروح، نفديه بالدم، فحيوا معي هذا العلم، بنفس مليئة بحب الله ثم الوطن، (الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر) تحيا جمهورية مصر العربية ــ تحيا جمهورية مصر العربية ــ تحيا جمهورية مصر العربية.. هكذا يهتف أبناؤنا كل صباح في مدارسهم.

ولكن هناك من أهان ذلك العلم الوطني، على موقع مديرية التربية والتعليم بإحدى المحافظات الكبرى، نُشرت صورة المكلف بتسيير أعمال وكيل ومدير المديرية، بعد أن أزال الرمز الوطني في علم مصر وهو "النسر"، ليحل محله صورته الشخصية، وبدا مزهوًا بتلك الجريمة، رغم انتمائه لتلك المؤسسة التعليمية التي تعلم أبناءنا تحية العلم كل يوم مقرونًا بالسلام الوطني، فمن الذي سمح له بهذا؟ ولماذا؟ وهل سيصمت وزير التربية والتعليم على ذلك العبث؟

نعلم جميعًا أن العلم والنشيد والسلام الوطنيين رموز للدولة، يجب احترامها والتعامل معها بتوقير، ويشار إلى العلم الوطني لجمهورية مصر العربية بكلمة العلم.

يتكون العلم من ثلاثة ألوان "الأحمر والأبيض والأسود" وبه نسر مأخوذ عن نسر صلاح الدين باللون الأصفر الذهبي، ويكون العلم مستطيل الشكل عرضه ثلثًا طوله يتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وأدناها باللون الأسود ويتوسط النسر المستطيل الأبيض.

ويحدد رئيس الجمهورية بقرار منه شكل علم الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وتقرر اللوائح العسكرية شكل الأعلام الخاصة بالوحدات والسلطات المختلفة وشروط استعمالها وما يجب أداؤه لها من تعظيم، ويؤدي العسكريون التحية العسكرية أثناء رفع العمل على الساري وإنزاله وأثناء الاستعراضات العسكرية على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية.

مع مراعاة الأعراف الدولية يرفع العلم على مقار رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية والمجالس النيابية ودور المحاكم والسفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل المصرية بالخارج وعلى المعابر والجمارك والنقاط الحدودية وعلى المقر السكنى الرسمى لرئيس الجمهورية وعلى أي وسيلة انتقال يستقلها أثناء مباشرته أعمال وظيفته.

كما يرفع العلم في مكان ظاهر في المؤسسات التعليمية الخاضعة لإشراف الدولة وتؤدى التحية للعمل كل يوم دراسي في مراحل التعليم قبل الجامعي وذلك وفقا للضوابط والإجراءات التي يحددها وزير التربية والتعليم.

ويحظر رفع أو عرض أو تداول العلم إن كان تالفًا أو مستهلكًا أو باهت الألوان أو بأي طريقة أخرى غير لائقة، كما يحظر إضافة أية عبارات أو صور أو تصاميم عليه، ويحظر استخدامه كعلامة تجارية أو جزء من علامة تجارية.

مع عدم الإخلال بالاتفاقيات والأعراف الدولية لا يجوز رفع أو استعمال غير العلم الوطني، وفى الأحوال التي يجوز فيها قانونًا رفع علم آخر يحظر رفعه في سارية واحدة مع العلم الوطني، أو أن يرتفع مستوى أعلى منه.

كما يحظر تنكيس العلم في غير مناسبة حداد وطني، ويحدد رئيس الجمهورية ضوابط وأوضاع وإجراءات مدة ذلك، ويحظر رفع غير العلم الوطني في المناسبات العامة.

السلام الوطني تعبير فني يؤكد مفهوم التضامن الإجتماعى ويصدر رئيس الجمهورية قرارا بتحديد أوضاع أحوال عزفه مع مراعاة النظم والتقاليد المصرية والأعراف الدولية.

ويجب الوقوف احترامًا عند عزف السلام الوطنى ويؤدى العسكريون التحية العسكرية على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية، وتعمل أجهزة التعليم قبل الجامعي على نشر الثقافة المستفادة من عبارات النشيد القومي المصاحبة للسلام الوطني.

ويعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب في مكان عام أو بواسطة إحدى الطرق العلانية المنصوص عليها في المادة 71 من قانون العقوبات أي من الأفعال التالية، إهانة العلم أو مخالفة حكم المادة العاشرة من القانون 41 لسنة 2014 التى تنص على احترام العلم والنشيد والسلام الوطني، وتضاعف العقوبة في حالة العود.

كما نصت المادة (12) من القانون على إلغاء القانون رقم 7 لسنة 1941 بشأن رفع العلم الوطنى وأعلام الدول الأجنبية والقانون رقم 144 لسنة 1984 بشأن العلم المصرى كما ألغى كل نص يخالف أحكام هذا القانون.

إن مستطيلات علم مصر الثلاث تهتف بمن يحب هذا الوطن كل في موقعه أن يُعيد إليها نسرها ويطهرها من العبث، ولننتهز هذه الفرصة لنخبر الأجيال الجديدة أن علم مصر ليس قطعة قماش، إنما هو قطعة من قلوبنا.. وللـحـديث بـقـيـة.
الجريدة الرسمية