رئيس التحرير
عصام كامل

البطل المجهول في حادث محطة مصر.. وليد مُرضي يروي تفاصيل إنقاذ 5 ضحايا من الحرق«فيديو»

فيتو

كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، الطقس كما أعلنت عنه هيئة الأرصاد الجوية معتدل إلى حد كبير، يبدو أن يوم وليد مرضي الأربعيني ابن مركز الحامول، سيكون هادئا في "الميني بار" الخاص به رقم ٦ على رصيف ٦ بمحطة السكة الحديد في ميدان رمسيس بالقاهرة، "الجو كان هادي ولطيف جدا والناس في حركتها المعتادة على الرصيف لأنه في التوقيت ده الدنيا بتكون زحمة على الأرصفة، وفجأة سمعت صوت انفجار جامد جدا وناس بتصرخ وتجري والنار ماسكة فيها".



وليد مُرضي، أو بطل محطة مصر كما أطلق عليه عمال محطة مصر فحينما تبحث عنه عليك أن تقول "فين بطل محطة مصر عم وليد مرضي" لتجده على الفور وقد أنهكه الإعياء والتعب بعد أن ساهم وبدفعة قدرية لا يعلم من أين جاءته في إنقاذ خمسة أشخاص بعد أن شبت نيران الجرار رقم ٢٣٠٢ برصيف ٦ بعد اصطدامه به، فور وصوله إلى المحطة بسرعة فائقة، وهو الحدث الذي استيقظ عليه المصريون صباح اليوم الأربعاء، وما هي إلا ساعات قليلة والتفت الأنظار حول الجندي المجهول ذي الرداء الرمادي، الذي ما إن رأى النيران تلتهم أجساد الركاب، أحضر جركن مياه كبير وهم بسكبه عليهم، "صوتهم مش مفارق ودني وهما بيقولولي الحقنا انجدنا الله يخليك بنموت بنتحرق، حتى اللي جسمهم كان بيقرب مني فجأة وكان ممكن النار تمسك فيا في أي وقت مهمنيش إلا أني ألحقهم"، فكر وليد سريعا فوجد أن المياه إذا سكبت على جسد محترق يمكن أن تساهم في تدهور حالته وزيادة مساحة الحروق في جسده، "لقيت المياه هتحرقهم أكتر جريت جبت بطانية وبقيت الفهم بيها". مقطع فيديو لا يتعدى الدقيقة وربع أظهر وليد وهو يسكب المياه على الأجساد المحترقة، لكن بقية العمل البطولي الذي انضم إليه كتيبة من عمال خدمة قطارات النوم وزملاء وليد.


من أربعة إلى خمسة أجساد نجح وليد باستخدام جراكن المياه والبطاطين في إطفاء النيران منها تماما، "الناس كانت عمالة تصرخ جنبي مش عارف أطفيهم، شفت نفسي سليم وهما لأ مقدرتش أسيبهم كدة"، ما زال وليد يشعر بالذنب كلما تذكر بعض الأشخاص الذين استغاثوا به ولم يتمكن من مساعدتهم، "مكنتش ملاحق اطفي مين ولا مين، والله لو بأيدي كنت مُت علشانهم، يمكن دي أول مرة اتعرض لحادث زي ده، أيام الثورة كانوا دائما يهددوا بوجود قنابل وما إلى ذلك، لكن إني أشوف حاجة زي كدة بعيني أول مرة تحصل".


وليد يعمل في الشركة الوطنية لخدمة عربات النوم التابعة لهيئة السكة الحديد منذ نحو ١٦ عاما، فالصدفة وضيق الحال هما ما دفعا لتقلد هذه الوظيفة "قبل كدة كنت شغال في شركة إنتاج بطاطس سائق عربية، بعد ما حصلت على دبلوم تجاري خمس سنوات، يمكن لحد وقت قريب مكنتش راضي عن قاعدتي هنا وحاليا حسيت بقيمتها".



وكانت هيئة السكة الحديد أعلنت في بيان رسمي، انحدار جرار وردية رقم 2302 واصطدامه بالصدادات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر.

وتمكنت قوات الحماية المدنية، اليوم الأربعاء، من إخماد حريق نشب نتيجة اصطدام قطار برصيف داخل محطة مصر، مما أسفر عن سقوط وفيات ومصابين.

وكانت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغًا يفيد بتصاعد أدخنة من محطة مصر، وعلى الفور تم الدفع بـ10 سيارات إطفاء وخبراء المفرقعات وعناصر شرطة النقل والمواصلات للوقوف على ملابسات الواقعة. 


وتبين بالفحص المبدئى نشوب حريق بأحد القطارات نتيجة اصطدامه بالرصيف رقم 6، وجار الدفع بسيارات الإسعاف لنقل المصابين.‎

وكشف الفحص المبدئي أيضًا أن حريق محطة مصر وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة "باور" الخاصة بالتكييف بصدادات نهاية الرصيف، وانفجار تانك السولار بالجرار ونشوب الحريق، ونتج عنه مصابون ووفيات بين الركاب.


وقررت هيئة السكة الحديد، إيقاف حركة القطارات بمحطة مصر بالقاهرة بعد الحريق، الذي وقع على رصيف داخل المحطة، كما فرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا حول موقع الحريق.

وأمر الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، بتشكيل لجنة فنية لمعرفة سبب التصادم وانفجار تانك السولار الخاص به، فيما واصلت سيارات الإسعاف نقل المصابين والضحايا إلى المستشفيات المجاورة للمحطة.
الجريدة الرسمية