رئيس التحرير
عصام كامل

اخترن الصعاب.. سيدات قنا يكتبن شهادة نجاح لأول مصنع نسائي للأثاث (صور)

فيتو

بأيديهن الناعمة يمسكن بالشاكوش والأزميل، ويغرسن الأخشاب تحت مفرمة الماكينات الحديدية الكبيرة، لا يتخيل أحد أن يخرج من بين أيديهن طاولات خشبية أو أسرة أو أثاث منزلي، لكن نساء الصعيد يحرصن دائما على رفع راية العصيان على العادات والتقاليد لتغيير واقعهن بالكثير من الأعمال التي كان يظن البعض أنها مخصصة للرجال.


مصنع أثاث نسائي
لأول مرة في صعيد مصر، تخرج 300 سيدة وفتاة في مهمة صعبة قد يظن البعض أن الفشل سيكون حليفهن لكن الإصرار على النجاح خيب ظن هؤلاء، ليسطرن شهادة نجاح في إنشاء مصنع أثاث بمساهمة من إحدى مؤسسات المجتمع المدني التابعة للأمم المتحدة، بتكلفة تصل إلى مليون دولار بقرية الجمالية التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا.

ومن جانبه قال اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا: "هذا المصنع ضمن سلسلة مصانع قمنا بإنشائها مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، وذلك لخدمة نساء وفتيات المحافظة، وبالفعل كانت صورة مشرفة لم يكن أحد يفكر مجرد تفكير في المشاهد والنماذج الرائعة التي تجسد صورة المرأة القنائية والصعيدية الحقيقة دون الصورة المحفورة".

وأضاف المحافظ: "نسعى خلال الفترة المقبلة إلى إنشاء المزيد من المصانع التي توفر فرص عمل لسيدات وفتيات المحافظة والتي تخلق منهن صورا رائعة لفتيات ونساء الصعيد".

أصحاب الأيدي الناعمة
وعن تجرِبتهن قالت راوية محمد، إحدى الفتيات العاملات في المصنع، إنها تدربت من خلال المؤسسة على العمل في المصنع واستطاعت أن تتعلم حرفة كانت تظن أنها صعبة وشاقة لكنها بالفعل بعد تدريبات عدة وجدت أنها ليست بالحجم التي كانت تتصوره، مشيرة إلى أنها استطاعت في فترة وجيزة تعلمها بشكل احترافي.

كما أضافت صابرة سعيد، إحدى أبناء مركز قوص: "هذا المصنع يعد أحد أهم المصانع المخصصة للنساء ولم يكن في مخيلتنا يومًا أن يكون هناك مصانع مخصصة للسيدات والفتيات بالصعيد، وأن يقوم كيان بهذا الحجم وبهذا التمويل بأيدي نساء وفتيات الصعيد اللاتي كن كما يطلق عليهن "أصحاب الأيدي الناعمة.. الهوانم".

ونوهت صابرة، إلى أن هذه الفكرة التي ساندها اللواء عبد الحميد الهجان محافظ الإقليم، والتي أيدتها أجهزة المحافظة من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني حفز الكثيرات على العمل في كافة مجالات الحياة دون توقف، رافضين أن تكون هناك أعمال للرجال وأخرى للنساء".

المرأة في الصعيد "وتد"
وفي نفس السياق أعرب محمود سيد طه، أحد أبناء مركز قوص، عن سعادته في تلك الإنشاءات المخصصة لعمل النساء والفتيات في الصعيد، خاصة في الأعمال التي يتم تنفيذها لأول مرة على أرض قنا، لافتًا إلى أن المرأة في الصعيد "وتد" والمتحكم الرئيسي في كافة شئون المنزل والعائلة وليس كما تصورها الأعمال الدرامية أنها مغلوبة على أمرها أو أنها المحرض الأساسي في الثأر والقتل والدمار.

وطالب يحيى ثابت، أحد أبناء مركز قوص، كتاب الأعمال الدرامية برصد نماذج وصور النساء الحقيقة وإظهارها في أعمالهم بدلًا من الصورة النمطية التي تعود عليها المشاهد والتي تخالف الواقع.
الجريدة الرسمية