رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكاية أول متحف بيئي مفتوح للحفاظ على هوية الواحات.. أديب شاب صاحب فكرة تأسيسه.. والحفاظ على التراث أهم الأهداف.. ملتقى للفنانين وسط النخيل.. ووفود صينية وروسية تكتشف كنز الصحراء

فيتو

على بُعد 3 كم جنوب واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، يقع متحف مصطفى معاذ للتراث البيئي، والذي يصنف على أنه أول متحف بيئي مفتوح للحفاظ على هُوية الواحات، ويحتفظ باللون الواحاتى الأصيل، وسط مزارع النخيل والبيئة الخلابة التي جعلت منه مقصدا مهما للباحثين عن الهُوية والتراث، وملتقى لأصحاب الفكر والشعراء من أبناء الواحات.


الحفاظ على التراث
مصطفى معاذ صاحب فكرة تأسيس المتحف شاعر وأديب من واحة الخارجة، ورئيس نادي الأدب سابقا بمحافظة الوادي الجديد، أسس المتحف الفريد من نوعه من منطلق حبه الشديد للواحات، وخوفه من أن يضيع جزء كبير من التراث، ويخفيه التاريخ قبل أن تراه الأجيال القادمة.. المتحف عبارة عن مكان مفتوح تحول لمتحف بيئي ملحق بإحدى مزارع النخيل الخاصة بوالده، يقع على ربوة مرتفعة تنمو فيه أشجار السنط العربي والدوم والأثل وبعض النباتات الصحراوية الأخرى، ويستطيع الموجود به أن يرى جزءا كبيرا من واحة الخارجة، ومراقبة شروق وغروب الشمس، نظرا لموقعه وارتفاعه عن باقي المناطق المحيطة به.

تحقيق حلمي
يقول معاذ: «وقع اختياري على هذا المكان لتحقيق حلمي وتحويله إلى متحف بيئي مفتوح، يشمل رسومات للفنانين تحت أشجار الدوم والسنط، بالإضافة إلى أنه موقع للنحت على الأخشاب وجذوع النخيل، وجلسة لأصحاب الفكر من الشعراء والأدباء، كما يشمل أيضا ربوعا عالية تطل على مزارع النخيل الممتدة على مرمى البصر لهواة تصوير تراث الواحات، كما أنه متنفس للأهالي، وهناك العديد من الرحلات المدرسية التي تستهدف المكان».

ويضيف: «بجانب ذلك يتم عقد ورش فنية للأطفال بين الحين والآخر في الإجازة الصيفية، وذلك بهدف تدريبهم على الرسم والنحت، ومحاكاة الطبيعة في رسومهم وتدريبهم على الفن التراثي كرسم الطبيعة والصحراء وأشجار النخيل والحياة القديمة لأهالي الواحات، وجميع ما يتعلق بالعادات والتقاليد».

«معاذ» أشار إلى أن أهم ما يميز المتحف أنه مفتوح يستطيع من يزوره أن يعيش وسط أحضان الطبيعة، ويسترجع الماضي، خاصة في ظل وجود أشجار السنط العربي، وهي أول أشجار وجدت في الواحات، بجانب عيون المياه القديمة، كما أنها رونق وروح المكان وملهمة للكثير من الشعراء والأدباء والفنانين وهواة التصوير، مضيفًا أن المتحف استطاع أن يشارك في العديد من المحافل الثقافية الفنية، حيث شارك مؤخرا في كل من صالون الحرف والتراث، ومعرض ثقافي بمتحف محمود خليل، ومعرض آخر بمعرض طه حسين، وعدد من المعارض الأخرى والمحافل التي تهتم بالتراث، لافتا إلى أن المتحف شارك بالمنحوتات والرسومات الخاصة به، ولاقى ترحيبا كبيرا.

كما أنه استقبل أيضا وفدا صينيا ووفدا روسيا كانوا في زيارتهم للواحات، وأعجبوا بالمتحف كثيرا وبفكرته، كما أن هناك إحدى رسائل الدكتوراه يتم إعدادها حول هذا المكان باعتباره أول المتاحف البيئية التي تتخصص في الحفاظ على الهُوية الواحاتية، وأضاف معاذ: "المتحف غير ربحي ولم يتلق دعما من أي جهة، وأبوابه مفتوحة أمام الجميع، وهدفى منه هو توصيل رسالة تبنيتها طوال حياتى الأدبية والفكرية، وهي الحفاظ على التراث الواحاتى وتعريف الأجيال القادمة بهُويتهم وتاريخهم، مؤكدا أنه بذل الكثير في سبيل إنجاح الفكرة والترويج لها وتدعيمها".

"نقلا عن العدد الورقي...."
Advertisements
الجريدة الرسمية