رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ40 للثورة.. النظام الإيراني مهدد من أصدقاء وأعداء الأمس

متظاهرون في طهران
متظاهرون في طهران في 1979 يرفعون صورة الخميني

تأتي ذكرى الثورة الخمينية الـ40، وسط تهديدات عديدة داخلية وخارجية يعيشها نظام علي خامنئي، تهدد استمراره، ما بين معارضة قوية نشطة تتمثل في مجاهدي خلق وأنصار نظام الشاه محمد رضا بهلوي، بالإضافة إلى تأزم الوضع الاقتصادي نتيجة للعقوبات الأمريكية، ونشاط حركة الأقليات والجماعات المسلحة داخليا لترسم ملامح قوية على أزمة طاحنة يعيشها نظام العمائم في إيران.

الأزمة الاقتصادية
تشكل الأزمة الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع التضخم أزمات عاصفة ترفع من وتيرة الأزمة الاجتماعية داخل إيران، حيث ارتفعت وتيرة الاحتجاجات الداخلية والعمالية إلى ارقام قياسية تخطت الـ 62 تظاهرة في أسبوع واحد وهو الأسبوع الثالث من يناير الماضي وفقا لتقديرات المعارضة الإيرانية.

وفي نهاية ديسمبر قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده تواجه أصعب وضع اقتصادي منذ 40 عاما، متهما الولايات المتحدة في ذلك الأمر، وليس حكومته.

الحريات الشخصية
كما يشكل نشاط المعارضة الداخلية للنظام وأزمات الحريات خاصة على صعيد حريات المرأة أزمة كبيرة للنظام في ظل ارتفاع ظاهرة تظاهرات المرأة للمطالبة بالعديد من الحقوق وفي مقدمتها حرية السفر والعمل في مناصب حكر على الرجال وكذلك سن الزواج.

وذكر مرصد حقوق الإنسان في إيران في تقرير شهري حول انتهاك حقوق الإنسان، أنه منذ بداية العام ولغاية الذكرى الأربعين للثورة، في 11 فبراير، قامت السلطات الإيرانية بإعدام 16 شخصًا، ونفذت 23 حالة جلد بالسوط، واعتقلت أكثر من 70 ناشطا كلهم من أبناء القوميات.

المعارضة في الخارج
وبالإضافة إلى الأوضاع الداخلية تشكل المعارضة الإيرانية في الخارج سواء مجاهدي خلق بقيادة مريم رجوي، أو أنصار نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

وتشكل «مجاهدي خلق» التي كانت حليفا للخميني في إسقاط نظام الشاه، صداعا وإزعاجا لنظام خامنئي ولعبت دورا كبيرا في المطالبة بإسقاط النظام وتنظيم تظاهرات مستمر في باريس والعواصم الأوروبية لديها علاقات قوية بالإدارة الأمريكية، ما يجعلها المرشح الأول بديلا للنظام في إيران.
ودعت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي، الدول الغربية إلى الاعتراف بحق شعبها في الإطاحة بالنظام الفاشي الحاكم في طهران وتحقيق الحرية.
وشددت في تصريحات صحيفة، على ضرورة إدراج مليشيات الحرس الثوري ووزارة المخابرات التابعة للملالي في قائمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للإرهاب.

عودة الشاه
وعلى الجانب الآخر يقود محمد رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، كيانا سياسيا معارضا للنظام الإيراني الحالي، يضم مجموعة من النشطاء من داخل وخارج إيران يدعى "رفقاء إيران"وهو كيان يهدف إلى إسقاط نظام "آيات الله" في البلاد.

وبالتزامن مع ذكرى مرور 40 عاما على الثورة الخمينية في إيران، دعا رضا بهلوي، ولي عهد الأسرة البهلوية، التي حكمت البلاد بين عامي 1925 و1979 إلى عصيان مدني بغية إسقاط نظام ولاية الفقيه.

وأشار بهلوي المقيم في الولايات المتحدة منذ خروجه من إيران نهاية سبعينيات القرن الماضي، في تغريدة له عبر موقع تويتر، إلى أن العصيان المدني يعد خطوة أولى على طريق إعادة إعمار شامل بعد مرحلة الإطاحة بحكم نظام ولاية الفقيه.

واعتبر نجل شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوي أن بلاده تعاني إقامة إجبارية منذ 40 عاما مضت، لافتا إلى أن مسئولية إعمار ربوع إيران مجددا تقع على عاتق الجيل الجديد.

وأوضح بهلوي أن الخيار الأمثل يتلخص في عزل نظام طهران المسيطر على حكم البلاد، وكذلك المؤسسات التابعة له لإحياء الحضارة مرة أخرى، في الوقت الذي طالب بالعمل على صياغة خطاب إيراني مستقبلي قائم على البناء والرفاه وإعادة الهوية الوطنية.

الجماعات المسلحة
تحظى العلاقة بين السلطات الإيرانية والأقلية العرقية في البلاد، بحالة من التوتر الدائمن ويعتبر أهم الأحزاب الكردية والحركات الانفصالية في إيران، ويتخذ من الكفاح المسلح إستراتيجية كبرى له، وهو أحد الأذرع العسكرية للأكراد، وتابع أيضا أيدلوجيًّا ولوجستيًّا لحزب العمال الكردستاني النشط في تركيا، وأسس حزب الحياة الحرة عام 2004 في إيران، وقام بمجموعة كبيرة من العمليات الداخلية أهمها عام 2005 عندما أسر 10 جنود من قوات الحرس الثوري الإيراني وقتل مجموعة أخرى من قواته.

وهناك الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز، المحتلة من قبل إيران منذ عام 1925، وتعتمد الجبهة الشعبية على النضال المسلح من أجل تحرير المنطقة من قبضة النظام الإيراني، ولها الكثير من العمليات ضد المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وتقوم بالتنسيق مع كافة الجبهات التحررية الأحوازية الأخرى من أجل الحصول على الاستقلال عن إيران.

كما قام "جيش العدل" البلوشي، وهي جماعة سنية معارضة إيرانية في إقليم سيستان وبلوشستان، بالعديد من العمليات المسلحة ضد القوات الإيرانية آخرها مقتل 10 جنود إيرانيين الأسبوع الماضي.

وحركة التحرير الوطنية الآذرية وهي جماعة سياسية مسلحة تسعى للاتحاد مع جمهورية أذربيجان الواقعة في آسيا الوسطى، وتدافع عن الإيرانيون من ذوي الأصول التركية من التحقير بأساليب متنوعة يمارسها النظام الإيراني من خلال الإعلام والفن.

وهناك أيضا حركة تحرير تركمان الصحراء، هي حركة تابعة أيضًا للإيرانيين من الأصول التركية من الأوزبك والتركمان والقازاق والآذريين وغيرهم من أبناء هذه الطائفة والأقلية التي تعاني من تحقير النظام الإيراني؛ حيث تطلق هذه المنظمة على نفسها بأنها حزب كل الأتراك في إيران.
الجريدة الرسمية