رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كريمة الدارين السيدة «نفيسة»


هي السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الإمام الحسن بن على سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد ريحانيه وأحد سيدي شباب أهل الجنة، وهي العابدة الزاهدة النقية الطاهرة التقية، وسيدة أهل العلم والتصريف، وهي بركة الله تعالى لأهل مصر، كما قال جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجها سيدنا إسحاق المؤتمن رضي الله عنه..


ولدت السيدة نفيسة يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول سنة مائة وخمس وأربعين من الهجرة النبوية المباركة بمكة المكرمة، ونشأت وتربت بالمدينة المنورة، حفظت آيات كتاب الله عز وجل وهي ابنة ست سنوات، وتلقت علوم الدين وأحكامه في حداثة عمرها، ولم تبلغ الثالثة عشر من عمرها إلا وكانت عالمة بمنهج الله تعالى وشريعته فقيهة في سنة جدها المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم والسلام.

نشأت رضي الله عنها في بيت من بيوت النبوة على العبادة والطاعة والورع والذكر والكرم والجود والإحسان، كشأن أهل بيت النبوة الأطهار، الذين خصهم الله تعالى في قرآنه الكريم بالثناء والذكر، والذين جعل سبحانه وتعالى محبتهم ومودتهم فرضا على الأمة الإسلامية بأسرها.

يقول سبحانه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، ويقول تعالى: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد).. ويقول عز وجل: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)، هذا وللسيدة "نفيسة" كنيات وألقاب عديدة أطلقت عليها وعرفت بها منها: عاشقة القرآن، ونفيسة العلوم، والعابدة الزاهدة، وكريمة الدارين، وسيدة أهل العلم والتصريف، وبركة مصر، وأم الخير، وصاحبة النفحات والبركات والكرامات.

هذا وللسيدة "نفيسة" مناقب عدة وسيرة طيبة حميدة، أحبت الخلوة والانقطاع لعبادة الله تعالى وذكره، وكان أحب الأذكار إليها قراءة القرآن، فكانت تتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وكان القرآن بالنسبة لها كالروح والهواء والماء، حتى إنها بعدما حفرت مرقدها الطاهر بيدها الشريفة، كانت تبيت فيه، وتقرأ القرآن، وقيل إنها ختمته أكثر من ألف مرة فيه..

ولم تكن رضي الله عنها قارئة للقرآن فقط، بل تذوقت حلاوته، بعدما تدبرت آياته وألمت بتعاليمه وأوامره ونواهيه وأحكامه، علمت محكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، وأسباب نزول آياته المكي والمدني منه، وتبشيره وزجره وأمثاله وقصصه وكل ما يتعلق بآياته وأحكامه، وعملت رضي الله عنها، والتزمت به في قولها وعملها وحالها، ولقد فتح الله تعالى على قلبها الطاهر، ومنحها من علومه اللدنية وإشراقاته النورانية حتى سعى إليها أكابر أهل العلم في زمنها طلبا للتزود من علمها، وكان منهم الإمامان الجليلان "الشافعي" و"الليث إبن سعد" عالما مصر رضي الله عنهما.

ولها رضي الله عنها مع الإمام "الشافعي" قصص حكايات لطيفة نذكر بعضها في المقال القادم بمشيئة الله تعالى.
Advertisements
الجريدة الرسمية