رئيس التحرير
عصام كامل

أشهر قصص الحب في عهد الفراعنة

فيتو

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن الحضارة المصرية القديمة قامت على عدة ركائز أساسية ساهمت في تدوين دستورها المعروف بقانون «ماعت» رمز العدالة والمساواة، وكان أساسه «أنا أنفتح على الحب بكل أشكاله»، وكان الحب أهم تلك الركائز التي نبعت من أرض مصر.


وأضاف «شاكر» أن المصرى القديم عاش في بيئة ومجتمع لم يعرف سوى معاني العفة والعاطفة السامية التي كانت موضوعا هاما دارت حوله العديد من الأساطير أبرزها قصة الحب والوفاء الخالدة أيزيس وأوزوريس وعشقها لزوجها وبحثها عنه وحملها.

وأكد "شاكر" أن مصر كانت أرض الحب حتى قال الأمير سنوهي: «سكن الجمال ديار مصر.. وأبى ألا يبرحها إلا على جناح الحب»، فكثيرا ما كان يحرص المصرى القديم على إبراز مظاهر الحب والعشق من خلال تسجيل احتفالاته على جدران المعابد والمقابر اعتمادًا على فن التصوير في التعبير عما يكنه من مشاعر في داخله قد لا يستطيع التعبير عنها في نصوصه، هذا ومع الوصول للعصر الراهن لم تختلف مظاهر الاحتفالات التي يتبارى العشاق فيها بتبادل الزهور والهدايا في يوم عيد الحب أو الفالنتين كما يُعرف.

وأوضح "شاكر"، أن المحبين والعشاق في مصر القديمة كانوا منذ آلاف السنين يحرصون على إهداء الورود والزهور لمن يحبون تعبيرا عن العشق والغرام في احتفالية يطلق عليها الوليمة، ويحتوي العديد من المقابر في الجيزة وسقارة على عشرات الجداريات التي تصوّر مظاهر احتفاء المصري القديم بمعشوقته في كل الطبقات فهناك قصص الحب الشهيرة بين الفرعون أمنحتب الثالث والملكة تي، والذي تحدى الكل وتزوجها وكاد يفقد عرشه وقصة إخناتون ونفرتيتي وتوت عنخ آمون والملكة عنخ إس با آمون والأشهر رمسيس الثاني ونفرتاري الذي بنى لها معبد في أبو سمبل بجوار معبده وشبهها بالمعبودة حتحور معبودة الحب والجمال.

ولم تقتصر روايات الحب على الملوك فهناك في مقبرة المطرب "كاهاى" مغنى البلاط الملكى وزوجته "ميريت ايتس" إحدى كاهنات معبد آمون، تم اكتشاف تلك المقبرة عام 1966م بمنطقة سقارة ويرجع تاريخها إلى مايقرب من 4400 عام، زُخرٍفت جدرانها بالعديد من المناظر التصويرية المهمة من بينها نقش جداري يُسجل أول وأجمل قصة حب عرفها التاريخ، وهو مشهد للزوجين (كاهاى) و(ميريت ايتس) يحدقان في عيون بعضهما البعض ليتبادلوا مشاعر الحب والطيبة، وتظهر الزوجة (ميريت إيتس) وهى تضع يدها اليمنى على الكتف الأيمن لـ الزوج (كاهاي) تعبيرًا عن الاحتواء والحنان، هذا ولم يغفل الفنان المصري القديم إعطاء المشهد المثالية في كمال التفاصيل سواء كانت في التعبير عن الغرض الأساسي من المشهد وهو إبراز مشاعر الحب والعاطفة أو في التعريف بهوية ومكانه أشخاص المشهد داخل المجتمع، فنجده أخذ يصور الزوج "كاهاى" مرتديا شعرا مستعارا، وقلادة على كتفيه وتنورة وأساور وجلد نمر، ممسكا بيده عصا وصولجان بمثابة رموز تدل على السلطة والمسئولية التي ربما تتعلق بترقيته إلى منصب مدير حفلات الغناء.

وفي قصيدة العاشقة العذراء في بردية شستربيتي تقول: «أثار حبيبى قلبى بصوته – وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى– إنه يسكن قريبًا من بيت والدتي –ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه – ربما تستطيع أمي أن تتصرف حيال ذلك – ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها – أنه لا يعلم برغبتي في أن آخذه بين أحضاني – ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى – إن قلبي يسرع في دقاته عندما أفكر في حبي – أنه ينتفض في مكانه.. لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدي ملابسي – ولا أضع المساحيق حول عيني ولا أتعطر أبدًا بالروائح الذكية».

وهناك شهيدة الحب إيزادورا ذات الخامسة عشرةن وما زالت المومياء الخاصة بها تحكى قصتها في مقبرتها في المنيا وهناك الكثير من الأشعار وقصص الغرام لأنهم كلهم عاشوا على نهر الحب.
الجريدة الرسمية