رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة النخبة.. وتعديل الدستور


الحديث عن التعديلات الدستورية كان الملف الأبرز في وسائل الإعلام الخارجي على مدار الأيام الثلاثة الماضية، وخاصة تلك التي تبث إرسالها من قطر وتركيا وبريطانيا، ومن الواضح أن الملف مستمر في هذه الوسائل طوال الفترة المقبلة، أما الرسالة المستهدفة فهي التحريض ضد النظام وتعبئة الشعب وإثارته من خلال ضيوف يجيدون هذه اللعبة، ومذيعين احترفوا فن تطويع الضيوف لخدمة توجهاتهم.


على الجانب الآخر جاء الحديث عن التعديلات الدستورية في الإعلام المصري خجولًا، يدخل بعضه في إطار النميمة، والبعض الآخر تلوكه وسائل التواصل الاجتماعي، والحصيلة هي حالة من الارتباك والعصبية من الطرفين.. المؤيد للتعديلات والرافض لها، ارتباك يفضي عادة إلى عشوائية تحسم الجولة لصالح الإعلام الخارجي.

تجاهل الإعلام الخارجي الذي يصل حاليًا إلى ربوع مصر هو نوع من (الفتونة) غير المجدية، والاعتماد على إعلامنا بوضعه الحالي نوع من الانتحار، أما التعويل على من نراهم من مذيعين ومتحدثين فهو عناد يؤدي إلى مزيد من عزوف المواطن بعد أن فقد هؤلاء وأولئك مصداقيتهم.

تعديل الدستور ليس عيبًا، وتمديد مدة الرئاسة لا تروق فقط لشلة المنتفعين الذين استفادوا من كل الأنظمة، بل يرحب بها شرفاء وطنيون ما زالوا قابضين على مصداقيتهم، ولديهم الجرأة على طرح الملف ومناقشته بكل شجاعة، أحدهم اتصل بي أمس يشكو رفض إدارة القناة رغبته في تناول ملف التعديلات دون معرفة السبب، وقد أحزنه فشله في إقناع الإدارة بأهمية الرد على عمليات شحن الإعلام الخارجي للمواطنين ضد النظام، خاصة أن لديه ما يقوله، ويمتلك من الحجج ما يبرهن به على أهمية تمديد فترة الرئاسة.

قد ألتمس العذر لمن قرروا التعاطي مع الملف بطريقة (التقطير) ربما لجس نبض الشارع، أو لعدم ثقتهم في النخبة التي أعطبها التلون ففقدت تواصلها مع الشارع، لكن التقطير لم يعد مجديًا مع (الهويس) الذي فتحه الإعلام الخارجي، وصار لزامًا على من يديرون الملف تغيير إستراتيجيتهم حتى لا نتحول كالعادة إلى رد فعل، خاصة أن التعديلات أصبحت واقعًا بعد البيانات الصادرة عن البرلمان.

إدارة الملف تستوجب تغيير الشخصيات المحروقة بأخرى يثق فيها المواطن، شخصيات عينها على الوطن لا على جيوبهم _ كما قال وزير الترفيه السعودي _ المستمر في تعرية النخبة المعطوبة، شخصيات من خارج الصندوق الذي يحوى أمثال النائبة التي أساءت لنفسها ولمصر عندما خاطبت الخارج بجهل وعصبية، أو أمثال هؤلاء المذيعين الذين يشعرونا أن مصر ملكية خاصة لهم، أو هذا الذي ترأس لجنة الدستور ثم أطل علينا ماسكًا بمنتصف العصا فلا كان مؤيدًا ولا معارضًا.
basher_hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية