رئيس التحرير
عصام كامل

بين قتيل ومنفي.. مصير 4 رفقاء على طائرة الخميني في رحلة العودة

فيتو

في الذكرى الـ40 لثورة رجل الدين الإيراني روح الله الخميني ضد نظام الشاه، تنطبق عليه مقولة "الثورة تأكل أبناءها"، حيث عمل الخميني ببراعة شديدة على التخلص من رفاقه في الثورة، والذين كان لهم دور كبير في عودته إلى طهران منتصرا على غريمه اللدود شاه إيران محمد رضا بهلوي.


وقد رافق الخميني عند عودته إلى إيران في فبراير 1979 بعد 15 عامًا من المنفى، عدد من حلفائه، ولكن بمجرد استقرار الأوضاع في يده، اختفوا جميعًا في ظروف مشبوهة وغامضة، إذ إن كل مساعدي الخميني ورفاقه، الذين عادوا معه على الطائرة نفسها إلى طهران، ماتوا، أو قتلوا، واختفوا بعد سنوات قليلة من عودتهم إلى طهران، ما يكشف دموية نظام ثورة الخميني التي أكلت أقرب أبنائها، فضلًا عن آلاف الإيرانيين الآخرين.

1- مرتضى مطهري.. تلميذ الخميني



يعدُّ مرتضى مطهري (1919-1979) من أبرز من ظهر في الوسط الفكري الشيعي لما قدّمه من جهد معرفي، وكانت تربطه بالخميني علاقة من نوع خاص، وذلك نظرًا لمعرفة كل منهما للآخر معرفة حقيقية والتي نشأت من خلال تلمذ الشهيد لمدة اثني عشر عامًا على يد الخميني ثم في سني الثورة وما بعدها حتى لحظة مقتله في ظروف غامضة، باستثناء نجلخ الخميني، أحمد الخميني الذي توفي في 1995.

ولمطهري تأثير كبير على أيديولوجية الجمهورية الإسلامية بوصفه أحد المنظرين للثورة وأحد مؤسسي مجلس شورى الثورة الإسلامية قبيل سقوط نظام الشاه، لكنه اغتيل في الأول من مايو 1979 في طهران.

وأعلنت جماعة إسلامية تدعى "الفرقان" مسؤوليتها عن عملية اغتياله. وتعارض هذه الجماعة الجمهورية الإسلامية معتمدة تفسيرا آخر للإسلام، يصفه البعض بأنه أكثر تطرفا.

2- حسن لاهوتي أشكوري.. حليف المرشد



كان آية الله حسين لاهوتي اشکوري حليفا مقربا من آية الله الخميني، کان مع المرافقين للخميني في "نوفل لوشاتو" ومن الرکاب في رحلة إيرفرانس التي نقلت خميني في الأول من فبراير 1979 من باريس إلى طهران، وكان مع الخميني الذي سند إلی الطيار الفرنسي وهو ينزل من سلم الطائرة.

ولكن بعد الثورة مباشرة بات "لاهوتي" أقرب إلى الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر، واختلف مع الخميني (الذي بات القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية). وبعد سنتين من الثورة اقتيد أشكوري إلى السجن وتوفي هناك بعد أيام. وتقول عائلته إنه قد سُمم في سجن إيفين. وأعلنت وسائل الإعلام التابعة للخميني أنه توفي في السجن إثر نوبة قلبية. ولکن فيما بعد تبين أنه قتل بمفعول سم «استرکنين» وبأمر من شخص خميني.

فيما قالت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، إن الخميني قتل "لاهوتي اشکوري" لمناصرته مجاهدي خلق في السبعينيات من القرن الماضي، واختلافه مع توجه الخميني.

3- صادق قطب زادة.. مترجم المرشد



ربما تشكل مقتل صادق قطب زادة، أبرز الخيانات التي وجهها الخميني لرفقائه في الإطاحة بنظام الشاه، فصادق هو مستشار الخميني ومترجمه الخاص في منفاه بباريس، وتم تعيينه وزير خارجية للحكومة المؤقتة بعد أن عاد مع الخميني وكان يجلس بالكرسي الملاصق له خلال رحلة العودة إلى طهران على متن طائرة "إيرفرانس"، وتولى مسئولية الإذاعة والتليفزيون، وحصل على عضوية بمجلس الثورة.

ولكن بعد ثلاث سنوات، وفي سبتمبر 1982 أعدم صادق قطب زادة، رميا بالرصاص في سجن إيفين شمال إيران، بتهمة التآمر على النظام وقيادة انقلاب ضد الخميني.

وإلى جانبه اتهم رجل الدين آية الله سيد كاظم كاظم شريعتمداري بمعاونة قطب زادة، إلا أن الخميني منع آنذاك محاكمته نظرًا لمكانته بين رجال الدين، واكتفى بتجريده من اللقب وفرض قيود عليه وتم تحديد إقامته وإبعاده من الحوزة الدينية وحرمانه من التدريس.

4 - أبو الحسن بني صدر.. أول رئيس



ويعد أبو الحسن بني صدر أول رئيس في إيران بعد الثورة الإسلامية، وقد هرب من إيران ويعيش حاليا في المنفى في باريس.

وقد قام البرلمان الإيراني (المجلس) بسحب الثقة من بني صدر بغيابه في 21 يونيو 1981، وتنحيته من منصبه، بتهمة التقارب مع جماعة معارضة للجمهورية الإسلامية.

وقد فضح بني صدر، علاقة الخميني السرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال في أول تصريحات صحيفة بعد وصوله باريس: "لقد كشفتُ فضيحتين دوليَّتين بين نظام الملالي في إيران وبين دول غربية: كانت الأولى "مفاجأة أكتوبر" (التسوية بين الحزب الجمهوري في الولايات المتَّحدة الأمريكية وبين القيادة الإيرانية لإنهاء أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران لصالح رئاسة رونالد ريغان)، والفضيحة الثانية "إيران جيت". ومن خلال ذلك انكشفت لعامة الناس المفاوضاتُ السرية بين إيران وأمريكا.
الجريدة الرسمية