رئيس التحرير
عصام كامل

جوايدو يدعو لأكبر تظاهرة في تاريخ فنزويلا لإسقاط مادورو

فيتو
18 حجم الخط

حبست فنزويلا أنفاسها الجمعة عشيّة تظاهرة للمعارضة دعا إليها خوان جوايدو اليوم السبت، الذي أعلن نفسه رئيسًا للبلاد بالوكالة، وذلك للمطالبة بتنحّي الرئيس نيكولاس مادورو والدعوة إلى “إجراء انتخابات حرّة”.


وأعلن جوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي، الجمعة استعداده للدخول في مفاوضات، شرط أن يكون رحيل مادورو على طاولة البحث.

وقال جوايدو في رسالة موجّهة إلى رئيسي المكسيك أندرس مانويل لوبيز أوبرادور، والأوروجواي تاباري فاسكيز، إنّ “المفاوضات تعنينا في حال كان الهدف منها تحديد شروط إنهاء اغتصاب السُلطة، ما سيُتيح نقل السّلطة (…) وإطلاق عمليّة انتقاليّة تؤدّي إلى انتخابات حرّة”.

وكان هذان البلدان أعلنا الأربعاء عقد مؤتمر للدّول المحايدة إزاء الأزمة في فنزويلا في السابع من شباط/فبراير في مونتيفيديو.

ودعوة المعارضة إلى التظاهر السبت تتزامن مع الذكرى العشرين “للثورة البوليفاريّة”، نسبةً إلى اسم بطل الاستقلال سيمون بوليفار، فقبل عشرين عامًا، وتحديدًا في الثاني من فبراير 1999، تمّ تنصيب الاشتراكي هوجو شافيز رئيسًا للجمهوريّة (1999-2013) قبل أن يتوفّى لاحقًا. ويعتبر مادورو نفسه امتدادًا لنهج شافيز.

وقال جوايدو مساء الخميس “يتعيّن علينا جميعًا النزول إلى شوارع فنزويلا، وفي العالم أجمع، مع هدف واضح: مواكبة الإنذار الذي وجّهه أعضاء الاتّحاد الأوروبي”، مضيفًا “سنقوم بأكبر مسيرة في فنزويلا وفي تاريخ قارّتنا”.

وتعتبر المعارضة أنّ الولاية الثانية لمادورو، التي بدأت في العاشر من يناير، غير شرعيّة، مؤكّدةً أنّها انبثقت من انتخابات شهدت عمليّات تزوير.

وكان البرلمان الأوروبّي اعترف الخميس بسُلطة جوايدو، داعيًا كلّ دول الاتّحاد الأوروبي إلى القيام بالمثل.

وأعطت ستّ دول في الاتّحاد الأوروبّي (إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتّحدة، البرتغال وهولندا) مهلةً حتّى الأحد لمادورو من أجل الدّعوة إلى انتخابات، وذلك تحت طائلة اعترافها بجوايدو رئيسًا.

وقرّر الاتّحاد الأوروبي تشكيل مجموعة اتّصال دوليّة “تُعطي نفسها 90 يومًا للتوصّل إلى نتيجة إيجابيّة”، تدفع نحو إجراء انتخابات رئاسيّة جديدة في فنزويلا.

ومهمّة هذه المجموعة ستكون “تقييم” تصرّف حكومة مادورو لمعرفة “ما إذا كانت صادقةً أو تقوم بمناورة جديدة” لكسب الوقت، حسبما قال الخبير في العلاقات الدوليّة ماريانو دي ألبا.

ويرفض مادورو الإنذار الأوروبي ويتّهم الولايات المتّحدة بالوقوف وراء انقلاب يستهدفه، وهو يحظى بدعم روسيا والصين وكوريا الشماليّة وتركيا وكوبا.

ويُكرّر مادورو الكلام عن استعداده للدخول في مفاوضات، لكنّ جوايدو شدّد على أنّ المعارضة لن تدخل في “حوار شكلي”.

ندّد جوايدو الخميس بالترهيب الذي تُمارسه قوّات الأمن بحقّ عائلته، محمّلًا مادورو مسئؤوليّة ما يمكن أن يتعرّض له، وقدّم أيضًا خطّته لخروج البلاد من الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة.

وقال الخميس للصحفيين أمام منزله في كراكاس بينما كان يحمل ابنته البالغة من العمر عشرين شهرًا وإلى جانبه زوجته: “لن يرهبونني”.

وأضاف أنّ رجالًا قالوا إنّهم ينتمون إلى القوّات الخاصّة جاؤوا إلي أمام منزله وسألوا عن مكان وجود زوجته فابيانا روزاليس والعائلة.

ورفض قائد الشّرطة الفنزويلية كارلوس ألفريدو بيريز امبيودا تصريحات جوايدو، وكتب على تويتر “إنّها مغلوطة تمامًا”.

وخلال زيارته ميامي الجمعة، أبقى نائب الرّئيس الأمريكي مايك بينس الضغط على حكومة مادورو، قائلًا “حان الوقت لإنهاء دكتاتوريّة مادورو. الولايات المتّحدة ستُواصل ممارسة ضغوط دبلوماسيّة واقتصاديّة لتحقيق انتقال سلمي نحو الديموقراطيّة”.

وحذّر من أنّ “كُلّ الخيارات مطروحة على الطاولة (…) استبداد مادورو يجب أن يتوقّف الآن”، منددًا في الوقت نفسه بـ”التأثير السلبي لكوبا، الذي حان الوقت لتحرير فنزويلا منه”.

من جهة ثانية، أعلن جوايدو في مقابلة أجرتها معه صحيفة “كلارين” الأرجنيتيّة أنّه يأمل في التوصّل إلى حلّ للأزمة السياسية في بلاده بلا تدخّل عسكري خارجي.

وقال “آمل بصدق ألّا يحصل ذلك أبدًا. إنّ كفاحنا الديموقراطي دفاعًا عن الدستور صعب جدًا، ونحن نعمل على تجنّب الوصول إلى العنف”.

وقدّم جوايدو الخميس خطّته التي ترتكز إلى بضعة محاور، منها الاستجابة للاحتياجات الإنسانيّة الملحّة (الصحّة، المواد الغذائية) و”وقف التضخّم” وإعادة تنشيط الصناعة النفطية والخدمات العامة.

وأعلنت واشنطن استعدادها لدفع عشرين مليون دولار عبارة عن مساعدات غذائية ودوائية إلى فنزويلا، لكنّ مادورو الذي يربط النقص بالعقوبات الأمريكيّة، قال إنّ قبول المساعدات الإنسانية يعني فتح الباب أمام تدخّل عسكري.

وتشهد البلاد التي تمتلك موارد نفطيّة هائلة وكانت الأغنى في أمريكا اللاتينيّة، أزمةً اقتصاديّة عميقة، ويُعاني سكّانها نقصًا حادًّا في الغذاء والدواء، فضلًا عن تضخّم متزايد ساهم في انخفاض شعبية الرئيس الاشتراكي.
الجريدة الرسمية