رئيس التحرير
عصام كامل

كوثر مصطفى.. «الست اللي ورا محمد منير» ثنائية نجاح بدأت منذ ربع قرن.. و«لسه الأغاني ممكنة».. بدأت بفيلم لم يكتمل.. أشهر أغاني «الكينج» بتوقيع الشاعرة الكبيرة.. والتوأمة ا

كوثر مصطفى
كوثر مصطفى

"ولا انهزام.. ولا انكسار.. ولا خوف ولا.. ولا حلم نابت في الخلا"، أغنية المطرب محمد منير الشهيرة "لسه الأغاني ممكنة"، أو نشيد الأمل من فيلم "المصير" للمخرج العالمى يوسف شاهين، التي نرددها ونغنيها، ونسمعها وتطرب بها أسماعنا بصوت الملك، ولكن نادرًا ما نبحث عن الكاتب الذي أبدع كلماتها التي تمس القلب، وتتسلل إليه بدون استئذان، قلة من يدركون أن وراء هذه الأغنية وغيرها من أجمل أغنيات الملك محمد منير، شاعرة مبدعة تُدعى كوثر مصطفى، صاحبة بصمة شعرية مميزة، وكلمات يصعب أن تجد لها مثيلا في عالم الأغنية المصرية، مفرداتها متفردة، تمكنت أن تخوض بها عالم عادة ما يفرض عليه الرجال سيطرتهم، ويحتلون فيه مراكز الصدارة، فتفوقت واحتلت مكانة خاصة بعيدًا عن عالم المنافسة، وضجيج المقارنة، وكانت كلماتها المتفردة تلك بوابتها إلى عالم الشعر الغنائى أولًا، وإلى علاقة فنية ممتدة مع الكينج محمد منير.


توأمة
تمتد التوأمة الفنية التي جمعت الشاعرة كوثر مصطفى بالملك إلى سنوات طوال تصل إلى 25 عاما، كانت بدايتها مع فيلم لم يكتمل حمل اسم "طعم الدنيا" من إخراج خيري بشارة، حينما طلب منها بشارة كتابة أغنيات الفيلم، إيمانًا منه بموهبتها الفطرية الطازجة التي وجد فيها ضالته، وحينها التقت كوثر بالملك، وبالرغم من أن الفيلم لم يُكتب له الاكتمال إلا أن أغنياته خرجت إلى النور، كانت من بينها أغنية "أخرج من البيبان الحر الضيقة"، التي أطربت جمهور منير، وبشرت بشاعرة متميزة وبحالة فنية مميزة تجمع بين الثنائى، ومن بعدها تواصلت الكيمياء الفنية بين كوثر ومنير، فرشحها الأخير لكتابة أغنية فيلم المصير، فنجحت وظلت أنغام "على صوتك بالغنا" تتردد حتى اليوم، واستمر ترشيح منير لكوثر في عدد كبير من الأعمال الفنية المختلفة التي يشترك بها.

التنوع
ومع مرور السنوات تواصلت محطات مشوارهما الفنى معًا، وازدادت وتعددت وتنوعت تجاربهما الفنية، فقدما أغنيات تناقش قضايا وتشتبك وتثير أفكارًا غير معتادة، في صورة كلمات ومفردات تكتبها كوثر بروحها، ويغنيها منير بإحساسه، فأثمر عن تعاون الثنائى فنيًا عن أغنيات متنوعة يصل عددها إلى 25 أغنية، منها "في بلد البنات"، و"يا ليالي"، و"النيل"، و"ساح يا بداح"، و"يا بنت ياللي"، و"مدد يا رسول الله"، وكلمات مسلسل "بكار" وغيرها وغيرها من أجمل ما غنى منير الذي عشق الاختلاف منذ أن أطل على جمهوره، ووجد ملاذه في كلمات الشاعرة كوثر مصطفى، أما هي فلا تجد أي صعوبة في أن تكتب لـ"منير"، فبالرغم من تعدد تجارِبها الفنية مع عدد من المطربين والمطربات مثل: حنان ماضى في "شدى الضفاير"، وريهام عبد الحكيم في كلمات أغنيات فيلم "إنت عمرى"، وغيرهن، إلا أن كلماتها التي تكتبها للملك عادة ما تحمل طابعا مختلفا تليق به وبشخصيته وأدائه، ولا يمكن أن يغنيها غيره، فمن يملك الجرأة على التغنى بكلمات مثل "حط الدبلة وحط الساعة.. حط سجايره والولاعة" سوى الملك محمد منير؟.

وبالرغم من أن مفردات هذه الأغنية وغيرها من الأغانى التي كتبتها كوثر للملك قد تبدو غير مألوفة، إلا أن كوثر تؤكد أن هذه هي المفردات التي تخرج من روحها بسلاسة، والتي لا تبذل مجهودًا في كتابتها، وبالرغم من قدرتها على كتابة أغنيات من كافة الألوان، إلا أن هذا اللون الغنائى هو المفضل لها، والمفضل أيضًا لمحمد منير، وهذا هو سر الكيمياء الفنية التي جمعت بينهما والتي لا تزال تُثمر عن أغنيات من أبدع ما قُدم في مسيرة منير الطويلة، وأجمل ما قُدم في عالم الغناء المصري.
الجريدة الرسمية