رئيس التحرير
عصام كامل

بـ«سبحة وبطانية».. حكاية مسن طرده أولاده ليحتمي بضريح «النشابي» في طنطا

فيتو

لم يجد عم "عبد الشكور" الذي تخطى العقد السابع من عمره، من يحن عليه بعد نكران أولاده له رغم التضحيات التي قدمها من أجلهم، سوى عتبات مسجد ومقام سيدى عبد الرحيم النشابي بمنطقة سيجر التابعة لمدينة طنطا في محافظة الغربية مقرا له، لم يملك من حطام الدنيا سوى بطانية تحميه من برد الشتاء القارص وفرشة من البلاستيك وسبحته البيضاء.


وعن قصة "عبد الشكور" قال "محمد شاهين" أحد أهالي المنطقة: "عقب المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية لإنقاذ المشردين من الشوارع وإيداعهم دور الرعاية الصحية على وجه السرعة أصبحنا نبحث عن أي مشرد لإبلاغ المسئولين لحل مشاكله خوفا عليه من موجة البرد فقمنا بالإبلاغ عن حالة عم "عبد الشكور" فهو رجل مسن ومريض وكفيف طرده أولاده في الشارع بعد ضياع العمر في تربيتهم".

وأضاف: "عم عبد الشكور لم يجد مأوى له إلا عتبات مساجد آل البيت للاحتماء بهم فاتخذ من عتبات مقام "سيدى عبد الرحيم النشابى" بيتا له وعلى الفور تم إبلاغ الجهات المعنية التي تحركت على الفور ولكنه رفض ترك مكانه معللا أن هذا المكان جذبه لحب آل البيت فهم أولى به من أبنائه بعد أن طردوه من تلك الدنيا".

ومن جانبه أكد الدكتور خالد أبو المجد، رئيس فريق الإنقاذ السريع بمحافظة الغربية، أنه فور تلقيه بلاغ بتواجد أحد المشردين بالمكان المذكور ترأس تشكيل فريق عمل لتقديم العون والمساعدة للمشرد أكثر من مرة لكنه لم يستجب في وجود توسلات أهالي المنطقة له إلا أنه رفض الاستجابة نهائى مفضلا الجلوس مكانه بجوار الضريح.

وكانت محافظة الغربية شهدت في العاشر من شهر يناير الجارى مصرع مشردة في العقد الخامس من عمرها عثر عليها العاملون أمام حي أول المحلة الكبرى جثة هامدة ويظهر عليها آثار التجمد من البرد ونقلت لمستشفى المحلة العام وجاء القرار الأولى بأنها توفيت بسبب موجة البرد الأخيرة، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة للتحقيق وكانت تلك الواقعة شرارة تفجير لمبادرة رئيس الجمهورية بحماية المشردين.
الجريدة الرسمية