رئيس التحرير
عصام كامل

البنتاجون يدرس خفض قواته فى أفغانستان.. الإبقاء على 9 آلاف جندى داخل قاعدتين ..والإفراج عن سجناء طالبان يثير مخاوف الأمريكيين

 وزير الدفاع الأمريكى
وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا

رصدت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم السبت الإجراءات والخطط التى تعتزم الولايات المتحدة اتباعها عقب انسحاب الجزء الأكبر من قواتها المتواجدة فى أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، ومدى تداعياتها على الوضع الأمنى فى أفغانستان.

فمن جانبها، ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) تدرس حاليا خططا، أرسلها لها البيت الأبيض، تقضى بخفض عدد القوات الأمريكية التى ستبقى فى أفغانستان عقب انتهاء العام القادم.
وأوضحت الصحيفة -فى تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني- أن الخطط الجارى إعدادها فى البنتاجون حالياً تتضمن الإبقاء على قوة قوامها ثلاثة آلاف أو ستة آلاف أو تسعة آلاف جندى على الأكثر، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تبحث حالياً مع حلفائها الدوليين ملامح القوة المصغرة التى ستبقى فى أفغانستان عقب الانسحاب، وسط توقعات بأن تشكل القوات الأمريكية ما يقرب من ثلثى هذه القوة.
وأشارت إلى أن خفض عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان إلى الحد المذكور سوف يدفع وزارة الخارجية الأمريكية لإلغاء خططها بإنشاء قنوات دبلوماسية واسعة النطاق فى جميع أرجاء أفغانستان، وسيزيد من درجة الاعتماد على استخدام الطائرات بدون طيار من أجل مراقبة واستهداف المسلحين، لا سيما عقب سحب معظم المروحيات الأمريكية من هناك.
ومع ذلك، أكد مسئولون أمريكيون أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يتخذ بعد القرار النهائى الخاص بتحديد قوام القوات التى ستتبقى فى أفغانستان عقب الانسحاب، وأنه سيناقش هذا الموضوع خلال اجتماعه القادم بنظيره الأفغانى حامد كرزاى، فى ظل احتمالات بعدم التوصل إلى اتفاق نهائى حول هذا الشأن نظرًا لتعقيد التفاوض حول إبرام اتفاقية طويلة الأمد بين الجانبين.
وكشفت (وول ستريت جورنال) أن البنتاجون أرسل توصيات إلى البيت الأبيض مفادها أن إبقاء نحو 3 آلاف جندى فقط فى أفغانستان عقب الانسحاب قد يؤدى إلى عدة مخاطر، على رأسها تزايد احتمالات أن تعجز هذه القوة عن حماية أو مساعدة الحكومة الأفغانية أو حتى منع عودة مقاتلى تنظيم "القاعدة" إلى سابق قوتهم.
لهذا، أفادت الصحيفة أن المسئولين فى البنتاجون يفضلون خيار الإبقاء على ما يقرب من 9 آلاف جندى لما يسمح للولايات المتحدة بتشكيل قوة لمحاربة الإرهاب بداخل قاعدتين أمريكيتين على الأقل، على أن تتولى هذه القوة أيضا مهام تدريب القوات الأفغانية.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن قرار الحكومة الأفغانية بالإفراج عن عشرات السجناء، الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية فى إطار ملاحقتها لعناصر حركة "طالبان" فى أفغانستان، يأتى فى ضوء الجهود التى تبذلها كابول لتأكيد دورها الفعال فى قضية معاملة السجناء الأفغان والتى أثارت فى السابق جدلاً واسعاً.
وتناولت الصحيفة -فى تعليق لها أوردته على موقعها الإلكتروني- مخاوف العديد من المسئولين الأمريكيين من احتمالات انضمام هؤلاء السجناء للمجموعات المسلحة من جديد عقب الافراج عنهم، والذى تم بزعم عدم قانونية احتجازهم من دون جمع الأدلة الكاملة ضدهم.
وأوضحت أن القرار الأخير للحكومة الأفغانية فى هذا الصدد تم اتخاذه انطلاقا من الاتفاقية التى أبرمتها كابول مع واشنطن، وتقضى بتسلم القوات الأفغانية السيطرة على سجن "باروان" بقاعدة "باجرام" العسكرية التى تحتجز ما يقرب من ثلاثة آلاف سجين.
وتعليقاً على هذا الشأن، قال مدير سجن "باروان" الجنرال غلام فاروق "إن الحكومة الأفغانية لن تحاول فتح أبواب سجونها وتفرج عن كافة محتجزيها"، مؤكداً أنه سيتم إطلاق سراح من ثبتت براءتهم فقط بينما سيواصل بقية المتهمين قضاء فترة عقوبتهم حتى اتمامها".
الجريدة الرسمية