رئيس التحرير
عصام كامل

منوفي يبهر العالم ببحث عن علاج التمدد الشرياني بالمخ.. «سعيد» ورث حب الطب عن أبيه وأمه.. وحصل جائزة دولية مرموقة.. آلام المرضى بداية الرحلة.. خطوات التشخيص تقوده للنجاح

فيتو

ورث الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور، مدرس واستشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بجامعة المنوفية، الحرص على المرضى من والديه الطبيبين، وكان عدم التشخيص الصحيح وحالات الوفاة المتكررة دافعه لإجراء أبحاث عديدة لإيجاد طريقة لإنقاذ حياة المرضى وإعادتهم للحياة بشكل طبيعى مرة أخرى.


وسط أسرة تعتبر التربية والتعليم هما الأساس والاستثمار الرئيسي للمستقبل، نشأ الطبيب الشاب، زرع فيه والده ووالدته الطموح والبحث عن العلم أينما وجد حتى ولو في الصين وهكذا نفذ الوصية، ودعماه لدرجة كبيرة أثناء دراسته حتى حصل على الدكتوراه من إحدى جامعات الصين.

والده الدكتور سعيد فهيم طبيب الحميات والجهاز الهضمى بحميات شبين، ووالدته الدكتورة ناهد صبحى مديرة تدريب الأطباء بالتأمين الصحى بالمنوفية، وعمه الدكتور أسامة فهيم استشارى أمراض الصدر، وخاله الطبيب محمود خطاب أستاذ الأوعية الدموية بعين شمس، وزوجته الدكتورة ماهى نبيل مدرس مساعد نساء وولادة.

كان استشاري المخ والأعصاب يعود بعد الدراسة إلى عيادة والده وليس إلى المنزل فأحب مهنة الطب وعلاج المرضى، ونشأ داخله شغف لأن يصبح طبيبًا، ويساهم في القضاء على آلام الناس.

الحلم أصبح حقيقة
تحول الحلم إلى حقيقة وأصبح طبيبًا وحصل على درجة الدكتوراه في تخصص جراحة المخ والأعصاب من جامعة طوهوكو باليابان، كما حصل على زمالة جراحات الأوعية الدموية المخية وجراحات أورام قاع الجمجمة من مستشفيات نفس الجامعة باليابان.

خلال ممارسته لعمله شاهد العديد من الحالات التي تصاب بنزيف في المخ دون معرفة أو تحديد السبب في حدوث ذلك، ثم يتضح أن النزيف بسبب تمدد في الشرايين، فقرر إجراء العديد من الأبحاث من أجل الوصول لعلاج التمدد الشرياني بالمخ، باستخدام القسطرة لتقليل احتمالية حدوث النزيف بالمخ.

رأى منصور أن تمدد الأوعية الدموية المخية أصبح ذا أهمية متزايدة لتسببه في نزيف المخ، وبذلك زادت الحاجة لعلاج فعال طويل المدى ومع ذلك، فإن الآليات التي تقوم عليها هذه العلاجات لم يتم فهمها بالكامل بعد ولا يزال متغيرا بين مختلف أنواع النزيف.

تحليل ديناميكي
هدف الطبيب الشباب كما يقول لـ"فيتو" كان إجراء تحليل ديناميكي لتمدد الأوعية الدموية، وإنشاء تحليل شامل لعوامل الخطر والتنبؤات بعد العلاج بالقسطرة المخية داخل الأوعية الدموية، حيث يكون من بين 34 مريضا بتمدد الأوعية الدموية المدرجة في الدراسة "الإناث 26، و8 ذكور" تحتاج 2 منهم فقط لإعادة التدخل بالقسطرة المخية وتركيب ملفات داخل الأوعية الدموية، وخلصت الاستنتاجات إلى أن زاوية تمدد الأوعية الدموية تمثل مؤشرا قويا وفعالا لقياس مدى نجاح العلاج بالقسطرة المخية، وتركيب ملفات داخل التمددات الشريانية، وذلك لتقليل نسبة حدوث نزيف بالمخ وفعالية العلاج على المدى القصير والطويل.

وتمكن الدكتور أحمد منصور من الفوز بجائزة أفضل بحث عن علاج التمدد الشرياني بالمخ، باستخدام القسطرة لتقليل احتمالية حدوث النزيف بالمخ، بمؤتمر الشرق الأوسط الدولي Meet Symposia للقسطرة التداخلية المخية وعلاجات نزيف وجلطات وأورام المخ باستخدام القسطرة والذي عقد مؤخرا بالقاهرة، وعبر منصور عن أمنيته أن يتم تنفيذ نتيجة الأبحاث على الأرض ويحلم بأن يكون على أرض المنوفية مركز متخصص في السكتة الدماغية والجلطات ونزيف المخ من أجل إنقاذ حياة الكثيرين من المرضى وعودتهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعى.
الجريدة الرسمية