رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صباح الخير يا «فنلندا»!!


"صباح الخير يا مصر" واحدٌ من أشهر وأقدم برامج "ماسبيرو". تعاقب على إعداده وتقديمه مشاهيرُ العمل الإعلامي في مصر. البرنامجُ – الذي ينطلقُ يوميًا من الساعة السابعة وحتى العاشرة صباحًا- خضع في الشهور الأخيرة لما يُسمى "مرحلة تطوير وتجديد"، وتم استبعادُ أسماء وجلب أخرى بلا أدنى مبرر.


توقع المشاهدون أنهم سيكونون كل صباح على موعد مع برنامج من العيار الثقيل، يشبه البرامج الصباحية في الفضائيات العربية الأحدث نشأة من "ماسبيرو"، في ظل الدعم المالى الكبير الذي يحظى به، ولكن كما جرى العُرف في مصر.. أتتْ الرياحُ بما لا تشتهى السفنُ، وخيَّبَ البرنامج بمذيعيه الأربعة الذين صاروا اثنين خلال فترة وجيزة- وفريق إعداده، ظنون المشاهدين، بعدما تحوَّل إلى ما يُشبه ما يقدمه تلاميذُ المدارس الابتدائية والإعدادية في طوابير الصباح.

بغضِّ النظر عن ارتباك "شاهيناز جاويش" وضياع مخارج الحروف عند "تامر شلتوت" وعدم قدرته على القراءة السليمة، وهما من يتناوبان حاليًا على تقديم البرنامج.. فإن المحتوى الذي يتم تقديمه يوميًا يبقى "حجر الزاوية"، حيث صار مترهلًا وضعيفًا بشكل مريب، ولا يتناسب مع المٌخصصات المالية المرصودة للبرنامج ولا حالة "البروباجندا" التي سبقتْ نسخته الجديدة، ويحتاجُ إلى عمليةٍ جراحيةٍ ناجحةٍ "تعيد الشيء إلى أصله"، إن كنا جادينَ حقًّا في تقديم محتوى إعلامي يناسبُ ريادة الإعلام المصرى الذي نتحدثُ عنه.

البرنامج، الذي يجبُ أن يكون لسانَ حال مصر التي يحملُ اسمها، صار مشغولًا بتقديم التقارير المصورة يوميًا عن المقاصد السياحية، ليس في مصر، ولكن في دولٍ أخرى مثل: فنلندا والفلبين والأكوادور وكردستان العراق!! هذا يحدثُ في الوقت الذي لا تزال السياحة المصرية فيه تعانى كسادًا كبيرًا، داخليًا وخارجيًا، ما يعنى ضرورة تضافر الجهود، ومن بينها: الإعلامية، للترويج للمقاصد السياحية داخل مصر، وإغراء المصريين بالسفر إليها بدلًا من السفر لـ "فنلندا" والتمتع بطقس "الأكوادور"، والتزلُّج على الثلوج في "كردستان العراق"!!

الأمرُ امتد إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما خصص القائمون على البرنامج، الذي كان برنامجًا، جانبًا من إحدى حلقاته، مطلع يناير الجارى، للاحتفال بذكرى ميلاد عالم الجغرافيا الكبير الدكتور "جمال حمدان".

دعك من المذيعة التي وصفته بالكاتب والأديب وتجاهلتْ صفته الأساسية وتخصصه الأكاديمى، فهى مغلوبةٌ على أمرها وتقرأ من "إسكريبت" كتبه فريق الإعداد، ولكنَّ الغريب أن "حمدان" - رحمه الله- وُلد في شهر فبراير، ورحل في شهر أبريل، ما يكشف حالة الخلل والارتباك التي تسيطر على فريق العمل بالكامل، وتؤكد أن حالة التطوير المزعومة لم تكن سوى "فنكوش" من الطراز الرفيع، مثل "فناكيش" كثيرة جدًا نعيشها حاليًا، وتعكسُ مستوى الأذرع الإعلامية التي تعوِّل عليها الدولة المصرية كثيرًا في الفترة الأخيرة.

ويبدو أن الإصرار على الاعتماد على أهل الثقة، مهما كان مستوى كفاءتهم، وتجاهل الكوادر والمواهب الإعلامية هو السر في تدهور المنظومة الإعلامية المصرية بشقيها: الرسمى وشبه الرسمى.. حتى إشعارٍ آخر.

Advertisements
الجريدة الرسمية