رئيس التحرير
عصام كامل

«خُط بنها.. أخطر لص سيارات بالقليوبية».. نرصد لحظة سرقته سيارة «سيراتو».. استولى على 40 سيارة في 45 يوما.. ينفذ جريمته في 120 ثانية.. كاميرات المراقبة تفشل في تحديد ملامحه.. وجهود

فيتو

هل هو أذكى لص كما يدعي البعض، ليتمكن من سرقة هذا العدد من السيارات الذي بلغ ما يقرب من 40 سيارة في أقل من شهر ونصف، بل ومقدرته الفائقة على فتح السيارة وقيادتها في أقل من 120 ثانية فقط، دون أن يترك أثرا غير الكلمة التي أراد أن يتحدى بها الجميع وهي كلمة «الخُط»، التي يكتبها في أماكن سرقاته المختلفة، وكأنه يقول للجميع: "أنا اللص الأذكى في عالم الجريمة وليس هناك من ينافسني فيه وهذا دليلي".


آثار الجريمة
من المعلوم أنه في هذا العالم الغامض.. عالم الجريمة.. كل لص يحاول أن يمحو آثار جريمته بكل السبل، فكلما كانت الآثار مختفية، كانت هناك صعوبة في الوصول إليه، إلا في حالة لص سيارات بنها أو كما يحب أن يسمي نفسه "خُط بنها" الذي ما زال حرا طليقا ولم تتمكن قوات أمن القليوبية من القبض عليه حتى الآن، على الرغم من تحديه لهم بهذه الطريقة، ونقشه لهذه الكلمة بالبنط العريض على السيارات المجاورة، وكأنه يلعب معهم لعبة القط والفأر.

"خُط بنها" على ما يبدو من التفاصيل التي يرويها ضحاياه عشق ماركة سيارة معينة هي ماركة "كيا سيراتو" وتخصص في سرقتها، وحدد لنفسه موعدا ثابتا كان بمثابة نقطة الصفر لممارسة هوايته في السرقة، هو وقت الفجر أو بمعنى أدق نحو الثالثة والنصف فجرا.

احتراف السرقة
كما احترف دراسة مكان السرقة ومعاينته قبل أن يشرع في تنفيذ جريمته، وأكبر دليل على ذلك هو قدرته على الهروب، والتخفي من الكاميرات بوضع يده على وجهه أو تخفيه بمعطفه، فضلا عن طريقة خروجه من المنطقة التي تدل على معرفته بتفاصيلها.

مدينة بنها مازالت تعيش كابوسا مروعا ولغزا ينتظر الحل، وضحايا الخُط يروون لجريدة "فيتو" تفاصيل أكثر عن هذه العصابة.

في البداية يقول محمد محمود شعبان، طبيب، أحد الضحايا الذي يسكن في كفر الجزار ببنها، إنه فقد سيارته الحديثة ماركة "كيا سيراتو" ووضع فيها "تحويشة عمره" ليتم سرقتها على يد هذه العصابة، لتتحول حياته بعدها إلى حالة من الحزن الممزوج باليأس.

لكن وكما يضيف شعبان: "لا أعلم لماذا تركوا لي كلمة الخط التي كانت تخطف العيون على السيارات المجاورة لسيارتي.. هل هو نوع من التحدي؟! أم تذكار منهم يؤلمني يوما بعد يوم كلما رأيتها".

ويستطرد قائلا: "لم أجد أمامي غير مركز الشرطة الذي أسرعت إليه، وحررت محضر بالسرقة برقم "29031/ جنح مركز بنها"، يوم 27/ 11/ 2018 على أمل أن أجد من ينصفني ويرد إليّ سيارتي المسروقة، ومع ذلك لم يهدأ لي بال".

ويضيف: "أخذت أبحث عن أي دليل يُمكن رجال المباحث من القبض على الجاني، ويكون طرف خيط للوصول إليهم، حتى نجحت في اليوم التالي من العثور على أكثر من فيديو في الكاميرات المثبتة في الشارع الذي أسكن فيه".

كاميرات المراقبة
ويؤكد: "إحدى هذه الكاميرات في صيدلية والأخرى في المسجد القريب والتي بتفريغها وجدناها تكشف إلى حد كبير ملابسات الحادث وترصد العديد من تفاصيل اللحظة الأولى لارتكاب جريمة السرقة، وظهر فيها ثلاثة أشخاص ملثمين داخل سيارة أخرى، خرج منها أحد الأشخاص جسده نحيل وقام بالدوران حول سيارتي، والنظر في كل الاتجاهات، ثم وقف بجانب الزجاج الخلفي للسيارة وكسره بسرعة البرق وقفز داخلها، وبعد نحو ثلاثة دقائق فقط كانت السيارة قد تحركت وانطلق بها ومن خلفها السيارة الأخرى".

ويضيف "شعبان": "قدمت كل هذه الأدلة والفيديوهات إلى أجهزة الأمن بالقليوبية ومباحث سرقة السيارات، وكلي أمل أن يتم القبض على الجاني الذي تظهر ملامحه وأوصافه كاملة.. ومنذ تاريخ 27 نوفمبر وأنا أنتظر أن يتحرك أحد لنجدتي، خاصة مع علمي بتحرك الأجهزة الأمنية بالقليوبية، وتشكيل فرق بحث على مدار الساعة".

أما الحاج "نادر الشيمي"، فيقول: "سرقوا سيارتي التي أعمل عليها، والتي أتكسب منها لأنفق على أسرتين، حيث استيقظت صبيحة يوم 24/ 11، لأجد سيارتي التي اعتدت أن أضعها أمام منزلي الكائن في شارع سعد زغلول بوسط مدينة بنها، قد سرقت لتتحطم أحلامي ويضيع مصدر رزقي الوحيد".

ويضيف الحاج نادر: "لم أجد أمامي إلا الذهاب لتحرير محضر برقم 948 لسنة 2018 في مركز شرطة بنها، وبعدها جلست في المنزل، وأصبح شغلي الشاغل هو مداومة السؤال في أقسام الشرطة وفي المديرية، عسى أن يخبرني أحد بأي شيء، وطال انتظاري ومع ذلك لا جديد".

وتابع الحاج "نادر" أن مستقبل أسرتين أصبح في مهب الريح بعد ضياع مصدر رزقه الوحيد، مؤكدا أن أجهزة الأمن لديها القدرة على استعادة هذه السيارات والقبض على المتهمين، خاصة أن هناك فيديوهات تحدد ملامحهم، فضلا عن وجود بؤر وأماكن كثيرة معروفة بهذا النوع من الحوادث.

وقال: "كما كان هناك منطقة «مثلث الرعب» في شبين القناطر، ونجحت أجهزة الأمن في القضاء عليها هناك أيضا أماكن مثل منطقة شبرا هارس، المعروف نشاطها في تجارة وتخزين السيارات المسروقة، والتي بمداهمتها سيتم الكشف عن العديد من السرقات والقبض على المتهمين".

ضحايا السرقة
"سامح عاطف حبيب"، كان هو الآخر ضحية من ضحايا سيارات بنها، والذي يقول: "إن عمليات السرقة لهذا النوع من السيارات جعل هناك حالة من الهلع والخوف لدى أصحاب السيارات من هذه الماركة".

ويضيف أنه بعد أن حرر محضر برقم 7309/ 2018 في مركز شرطة بنها لم يستطع الانتظام في عمله، وأصبح متابعة هذا المحضر كل ما يشغله بعد أن ضاعت "تحويشة العمر" وأخذت معها الابتسامة من على وجهه.

أما "محمد أبو العينين"، فيقول إنه فوجئ بسرقة سيارته من قرية بطا من أمام قرية سما يوم 7 / 11 / 2018، وأثناء نزوله من العقار وجد مكان السيارة زجاجا مكسورا، ووجد بجانب مكان السرقة كلمة الخط تظهر بشكل واضح على سيارة مجاورة، وهو ما لفت انتباه الجميع خاصة أن هذه الكلمة لم تكن موجودة من قبل.

ويضيف أنه على الفور ذهب لتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بالمكان، والتي رصدت هذه العصابة، فأخذ ما بها من فيديوهات ليحرر محضرا ويضعها في يد رجال المباحث، لكن الغريب في الأمر، كما يقول أبو العينين، أنه فوجئ أثناء تحرير المحضر الذي حمل رقم 27427/ 2018 بوجود ضحايا آخرين، أبلغوا عن سرقة سياراتهم من نفس الماركة وهي كيا سيراتو.

والأغرب كما يروي أن هذه العصابة لديها الجرأة الكافية لتعود لنفس مسرح الجريمة مرات ومرات، وتقوم بعملية السرقة من نفس المكان ما دامت وجدت سيارة من النوع كيا سيراتو.
الجريدة الرسمية