رئيس التحرير
عصام كامل

عدم إثارة الروس.. أبرز أسباب ضبط النفس الإسرائيلي بسوريا

فيتو

يعتبر الهجوم الذي جرى أول أمس، هو الهجوم الأول الذي يعلن عنه الجيش الإسرائيلي في عهد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، أفيف كوخافى، والإعلان عنه وفقًا للإعلام الإسرائيلي بمثابة نهج جديد بالتخلي عن الغموض الذي كان يعتري هجمات إسرائيلية سابقة في سوريا، لكن يبدو أن العلانية الإسرائيلية دفعت الجانب الإيراني للتلويح بالحرب في وقت تقف تل أبيب غير جاهزة لأي معركة في ظل الصراع الانتخابي الذي يصل ذروته في شهر أبريل المقبل، لكن ما هي نظرة إسرائيل للتهديدات الإيرانية بالحرب والقضاء على إسرائيل في ضوء التصعيد الأخير؟


الكاتب الإسرائيلي، رون بن يشاي أكد في تقرير تعليقًا على التهديدات الإيرانية قال إن الإيرانيين يريدون الحرب مع إسرائيل في الساحة السورية، وإسرائيل تلمح، مشيرًا إلى أن روسيا تشير لإسرائيل إلى أن نشاطها الجوي في سوريا محدود، كما يحاول الرئيس السوري، بشار الأسد إثبات أنه بالفعل يقف على قدميه وغير مجبر على ضبط النفس.

حقبة حرب جديدة

وتابع أن الأحداث التي بدأت بعد أول أمس لم تكن استثنائية في حد ذاتها، ولكن حدوثها في تسلسل واحدة تلو الأخرى قد يشير إلى حقبة جديدة في الحرب بين إسرائيل والنظام الإيراني.

بن يشاي، أكد في تقرير نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن في نهاية يوم عنيف قامت فيه جميع الأطراف بإرسال إشارات فيما بينها، ستحاول إسرائيل العودة إلى سياسة الغموض.

وتؤكد التقارير أن مصلحة إسرائيل عدم إثارة حفيظة الروس؛ لأن ذلك يحقق نقاطا للإيرانيين في حال اندلاع اشتباكات مع الإيرانيين في سوريا، من أجل الحفاظ على حرية العمل في أجواء سوريا، ويمكن الافتراض أن هذا جزء من التفاهمات مع الروس، ومع ذلك تركز إسرائيل الآن على مهاجمة الأهداف الإيرانية بالقرب من دمشق لتوضيح للروس أنها لن تقبل خرق التفاهمات من جانبهم.

رسالة لـلبنان

كما ترى إسرائيل أنها تصرفت وفقا لقواعد التنسيق مع الروس، وبالتالي لم يدين الروس التصرفات المنسوبة إلى إسرائيل، وقال رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الميجر جنرال "احتياط"، عاموس يدلين إن هجوم القوات الجوية الإسرائيلية على سوريا رسالة مهمة إلى لبنان.

ووفق القناة العبرية السابعة قال يدلين: "لقد تصرفت إسرائيل الليلة ضد قوة القدس الإيرانية، بعد أن حاولت تمرير إطلاق صاروخ أرض أرض ثقيل صوب الجولان، وتوجيه الاتهام للسوريين بإطلاق النار على إسرائيل، مشيرًا إلى أن الهجوم رسالة مهمة إلى لبنان، وهذا مكون أساسي لأي مواجهة في الجبهة الشمالية.

وكانت غارات عنيفة شنها سلاح الإسرائيلي صوب مواقع مخابرات وتدريب إيرانية ومخازن أسلحة في دمشق بعد وقت قصير من إطلاق صاروخ من سوريا صوب هضبة الجولان جرى اعتراضه، خلف 11 قتيلًا سوريًا، من بينهم 4 جنود وفق منظمات سورية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف قرابة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليلة الفائتة أهدافا عسكرية في سوريا تابعة لفيلق "القدس" الإيراني، وقال الناطق العسكري الإسرائيلي فجر اليوم إن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع لتخزين الأسلحة وفي مقدمتها مستودع كهذا في مطار دمشق الدولي، وكذلك موقع استخباراتي إيراني ومعسكر تدريب إيران، وجاء أيضا أن القصف تم ردًا على إطلاق صاروخ أرض أرض، أطلقته أمس قوة إيرانية من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وأشار مصدر عسكري إسرائيلي بأن عشرات الصواريخ جو-أرض السورية أطلقت خلال الهجوم رغم التحذير الإسرائيلي الواضح بتجنب إطلاق النار، مضيفًا أنه نتيجة لذلك، تم ضرب عدد من بطاريات الدفاع الجوي السورية، وجاء في بيان صدر في وقت سابق من الليلة الماضية، أن الجيش الإسرائيلي حذر الجيش السوري من محاولات ضرب الأراضي الإسرائيلية أو التعرض للقوات الإسرائيلية، وذلك بعد مرور نصف يوم على إطلاق الصاروخ من الأراضي السورية باتجاه جبل الشيخ.

اعتراض 30 صاروخًا

وفي السياق ذاته، أعلن مصدر عسكري روسي في سوريا أن أربعة جنود سوريين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي الليلة الماضية، وأكد ذات المصدر أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض أكثر من 30 صاروخا إسرائيليا.
الجريدة الرسمية