رئيس التحرير
عصام كامل

نور الهدى تروى حكاية «بوسة» مع الملك فاروق

 الفنانة نور الهدى
الفنانة نور الهدى

في حوار أجرته أمل سرور وعمر طاهر ونشرته مجلة نصف الدنيا عام 2000 مع الفنانة نور الهدى حول علاقتها بمصر وبالملك فاروق قالت:


دعتنى السفارة المصرية ببيروت إلى حفل يحضره الملك فاروق، وكانت أول مرة أغنى فيها أمام الملك، نبهنى الكثيرون أن الغناء في حفل يحضره الملك ليس سهلا بالمرة، فهناك تقاليد وبروتوكولات يجب أن التزم بها، منها أننى يجب أن أنحنى وأقبل يد الملك مثلى مثل الرجل الفقير، ولما ذهبت بالفعل انتظرت حتى ينتهى فريد الأطرش من وصلة عزفه على العود، وفاجأت الجميع بطلوعى مباشرة على المسرح دون أن أقبل يد الملك الجالس في الصف الأول، واكتفيت بانحناءة بسيطة ثم غنيت أغنية "سبح بحمدك يارب"، وكنت أصور وقتها فيلم اسمه "بوسة ".

وفجأة قال الملك: "إيه الفيلم اللى بتعمليه الأيام دى يا ست نور" لم أستطع الرد خجلا من اسم الفيلم، فقال: "انت ليه مبترديش ؟ فقلت له وأنا ارتجف اسم الفيلم "بوسة" فضحك الملك.

بعد ذلك واجهتنى مصاعب كثيرة بدأت برغبة الملك سماعى وحضورى حفلين متتاليين أمامه، كيف يطلب سماع نور الهدى وعنده أم كلثوم وعبد الوهاب وليلى مراد، فلا وجه للمقارنة بينى وبينهم، ثانيا لو عشت مليون سنة فلن تكون نور الهدى أم كلثوم.

حوربت كثيرا وكانت نقطة ضعفى تجديد إقامتى بمصر، كانوا دائما في وزارة الشئون يرفضون، فاضطر إلى الاستعانة بفلان باشا أو علان باشا حتى يجدد لى الإقامة، وأتذكر مرة أنى ذهبت إلى مصطفى النحاس باشا الذي رفع سماعة التليفون وجدد لى الإقامة وأنا جالسة في مكتبه.

بعد الثورة جاءنى عسكري من الشرطة وطلب منى الرحيل فورا، ولم يتبق من الإقامة إلا يومين وحضرت إلى مصر بعد ذلك لكنهم أعادونى إلى بيروت في نفس الطائرة التي جئت بها، وقلت له : لست إسرائيلية حتى تعاملونى هذه المعاملة، يا قائد أنت تجمع شمل العرب فلماذا تطلقون على اللبنانى والسورى لقب أجنبي، بالرغم من أننا كلنا إخوة ونتكلم العربية.

للأسف لم يصلنى الرد ربما لم يقرأها، أنا صحيح لبنانية لكنى أحب مصر جدا، فهى سبب حياة واسم نور الهدى، فمصر أرض ولادة تحتضن كل من يجيء إليها إما أن يطلع السما أو ينزل تحت الأرض.
الجريدة الرسمية