رئيس التحرير
عصام كامل

الله في عون العبد.. ما دام العبد في عون أخيه!


كثيرة هي متطلبات واحتياجات "الحياة الكريمة لكل مواطن"، وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي وتختلف من فئة لأخرى.. فبينما هي عند البسطاء والسواد الأعظم من المواطنين مجرد مسكن آدمي واحتياجات حياتية ضرورية من دخل ثابت يكفي المتطلبات الأساسية من مأكل ومشرب ورعاية صحية مناسبة وتعليم جيد وتنقلات مريحة.. وهي فوق ذلك كله تمكين المواطن البسيط من كسب قوته من عمل يده..


أما عند الأغنياء والموسرين فهي رفاهية وجودة في مقومات الحياة.. ويحدونا أمل كبير أن يظهر رجال الأعمال همة أكبر في النهوض بالدور الاجتماعي لرأس المال؛ ولو أن كل غني أو رجل أعمال تولى رعاية أهل منطقته أو حتى بعضهم؛ تشغيلا أو تعليمًا أو توفيرا للسكن أو علاجًا بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية المعنية لما شهدنا مواطنين يعانون العوز والفقر والاحتياج.. فما جاع فقير إلا ببخل غني، وامتناعه عن إخراج الحق المعلوم من أمواله لهؤلاء المعدمين.

الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.. هكذا جاءت الأديان كلها تدعونا لمساعدة الفقراء والمساكين والعطف على الضعفاء وذوي الحاجة.. وفي المقابل فإن على الحكومة-أي حكومة- الإصغاء لشكاوى المواطن وحلها كخطوة أولى ضرورية ولازمة لتحقيق الحياة الكريمة الواجبة التي ينشد الرئيس السيسي توفيرها على النحو الأكمل..

لكن هل قامت الوزارات والجهات الحكومية كلها أو أغلبها بهذا الدور.. أم أن هناك قصورًا وتراجعًا واضحًا في التفاعل مع هموم المواطن والسعي لإزالة أسباب شكواه.. هل يأخذ المسئولون بالحكومة تلك الشكاوى على محمل الجد فيتحركون بصورة عاجلة للوقوف على واقع المعاناة التي يعيشها هذا المواطن مع خدماتها وموظفيها.. أم يتعاملون معها بمنطق "ودن من طين وودن من عجين"..

ألا يدرك هؤلاء الموظفون أن بطء استجابتهم لمطالب المواطن، وغياب تفاعلهم مع همومه بالصورة المرجوة يزيد الفجوة بينه وبين الحكومة، ويصيب الناس بالإحباط وربما خيبة الأمل واليأس من مسئولين وأجهزة ظنوا أنهم في خدمتهم، ويهيل التراب على الإنجازات مهما تكن قوتها وكثرتها على الأرض؛ فالمواطن لا يعترف إلا بما يصل إليه من مكاسب مباشرة، وما يخفف عنه من متاعب وآلام يكابدها بصورة شبه يومية.
الجريدة الرسمية