أزمات بلاد المغرب العربي.. خلافات الأشقاء على ضفتى المتوسط والأطلسي

تشهد منطقة المغرب العربي العديد من الأزمات التي تهدد استقرار دول الشمال الأفريقي، التي تتنوع ما بين أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، إذ يبقى الرهان على قدرة هذه الدول على تخطي أزماتها لما شهدته من قبل من أزمات وخاصة بعد 2011.

الجزائر.. أزمة رئاسة
تعيش الجزائر حالة من عدم الاستقرار السياسي مع غموض موقف حزب جبهة التحرير الوطني، من ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية في أبريل 2019، وسط تعقد موقف بوتفليقة نظرا لأوضاعه الصحية الصعبة، وعدم قدرته على الترشح مرة أخرى.

في الوقت الذي خرجت العديد من الأصوات الرافضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، فيما ظل تأكيد قيادات داخل حزب جبهة التحرير أن بوتفليقة سيكون مرشح الحزب للرئاسة 2019.

بينما طالبت قوى سياسية داخل الجزائر وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم «حمس» فرع الإخوان ببلد المليون شهيد، هذا إلى جانب أن الجيش يلعب دورا في انتقال السلطة في ظل الأوضاع الصحية لبوتفليقة.

كما تشكل الأوضاع الأمنية التي تشهدها الجزائر وارتفاع معدلات إحباط العمليات الإرهابية والعثور على مخابئ أسلحة متعددة في مناطق نزاع قبائلي أو مناطق نائية درجة من درجات التهديد للأمن القومي الجزائري.

تونس.. صراع رفقاء السبسي والغنوشي
كما تعيش تونس الخضراء صراعا سياسا محتدما بين قوى «نداء تونس» والأحزاب اليسارية، وحركة النهضة الإخوانية، ويشكل الصراع بين حزب «حركة نداء تونس» بقيادة الرئيس التونسي قايد باجي السبسي وحركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي، أبرز صور هذا الصراع.

كما تشهد البلاد تهديد أمنيا بفعل نشاط الجماعات الإرهابية وخاصة في الجنوب التونسي، وهو ما يمثل تهديدا للاقتصاد التونسي، المترنح والذي يعيش أزمة كبيرة في ظل تراجع الاقتصاد، مما أدي إلى ارتفاع وتيرة التظاهرات العمالية بفعل سياسة حكومة يوسف الشاهد.

كما شكل 2018 نقطة هامة في تاريخ صراع السبسي الغنوشي، مع فتح النيابة التونسية التحقيق في التنظيم السري لحركة النهضة، واتهامها بتنفيذ الاغتيالات التي شهدتها تونس وفي مقدمتها اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، القياديان اليساريان في تونس.

المغرب
المغرب إذا كان هناك استقرار على الجانب الحكومي والرسمي، فإن الأوضاع الاقتصادية وحراك الريف وأزمة الصحراء المغربية، ومكافحة الإرهاب، تشكل عناوين بارزة وكاشفة لأزمات المملكة.

إذ يشكل الوضع الاقتصادي والأجور أبرز المطبات التي تهدد المغرب، في ظل ارتفاع حدة التظاهرات العمالية من أجل تحسين الأجور والوضع المعيشي للعاملين والمواطنين.

وكذلك يشكل الوضع الأمني هاجسا كبيرا في المغرب في ظل ارتفاع معدلات القبض على خلايا لتنظيم داعش الإرهابي، وكذلك مواجهة الهجرة غير الشرعية مما يشكل عبئا أمنيا كبيرا على المغرب.