رئيس التحرير
عصام كامل

3 أفاعٍ لـ«الإخوان» حاولوا تغيير الهوية الوطنية في بلاد العرب.. «البناني» يقود مخططا لإنتاج نموذج تركي بنكهة قطبية في ليبيا.. «جابر» سعى لتمكين الجماعة بالكويت.. ويوسف ند

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تظل جماعة الإخوان الإرهابية، المتهم الأول دائما في العبث بالهوية الوطنية، ورغم خطورة التنظيم بجميع حاملي بذور أفكاره، إلا أن الخطر الأكبر يأتي دائما من المصطفين، المكلفين بإعادة إنتاج تصورات مشوهة، ووضعها في كفة موازية، لهوية البلدان العربية لتدميرها، وإقامة عقيدة إخوانية على أنقاضها، وآخر هؤلاء عماد البناني، المرشح لرئاسة إخوان ليبيا.


عماد البناني
انحسر دور الإخوان في ليبيا، طول السنوات الخمس الأخيرة، التي ظهر فيها المشير حفتر، وفرض نفسه كمعبر عن الهوية الوطنية للبلاد بكل طوائفها، ومعاديًا ومحاربا شرسا لتيارات الإسلام السياسي، وأجندتهم التي دمرت ليبيا بعد وفاة القذافي، وجعلت من بلاد عمر المختار أشلاء ممزقة، وشيعا تتصارع على معنى جديد للبلاد، وكأنها خرجت للتو من عباءة الاستعمار، وتبحث عمن يجدد لها هويتها.

المحاصرة التي يحياها حزب العدالة والبناء، ذراع الجماعة السياسي في ليبيا، وعدم استطاعته تقديم أي جديد طوال السنوات الماضية، وفشله في التحريض على حفتر، وتجميع القوى الدينية المعارضة له على أمل إزاحته بالقوة، تجعله يحاول تغيير جلده حاليا، وتقديم قيادي جديد لتصدر المشهد الإخواني، على أمل أن تكون لديه القدرة على المناورة، والوصول إلى الأهداف الإخوانية بطريقة أخرى، غير الطريقة التقليدية، التي فضحت مخططات الجماعة، وأوصلتهم إلى مشارف السجون والمعتقلات.

تأمل إخوان ليبيا، من تصعيد عماد البناني، المرشح الحالي لخلافة رئيس الحزب محمد صوان، حسم الخلافات الشرسة بين الحزب والجماعة، خاصة أنه «قطبي التوجه» ولديه تصورات كاملة لإلغاء الهوية الليبية وتحويلها إلى نسخة إخوانية، وهذه التصورات جعلته ينجح في فرض خطته قبل سنوات، لعرقلة تشكيل جيش وطني ليبي، قبل ظهور حفتر في الصورة، وإفساده لهذا المخطط، وبسببه لم تنجح الإخوان في استنساخ تجربة تركية ماليزية، بطريقة مختلفة في ليبيا.

حسين جابر
يعتقد البعض أن حسن البنا وقطب، وبجوارهما قلة، هم فقط الذين حاولوا تلوين المجتمعات العربية والإسلامية، وصبغها باللون الإخواني، ولكن طوال الوقت كان يخرج على السطح من يحاول تجديد الفكرة الإخوانية بطريقته، حتى لو منهم من ارتدى ثوب البحث والتقصي، وعلى رأس هؤلاء الباحث الكويتي حسين بن محسن جابر، وهو سلفي إخواني الهوى.

أنتج جابر رسالة ماجستير قبل نحو 6 سنوات عن الإخوان، واعتبر ما دون الجماعة، كفرًا، وفسقًا لا يليق بمجتمعات إسلامية، والغريب أنه نال درجة الماجستير عنها من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ووجدت الرسالة طريقها للنشر، وطبعت ووزعت بشكل كبير، وساهم الإسلاميون في انتشارها غير مسبوق.

تناول «حسين» في رسالة الماجستير، التي تعتبرها الإخوان حاليا من أهم وثائقها التاريخية، طبيعة فكرة الجماعة، وهياكلها التنظيمية والمنتمين لها، وشروط كل طبقة، بالإضافة لعدة فصول شرح فيها أفكاره عن الأمة والشورى والإمامة والجماعة، قبل أن يتوفى وتندثر فكرته في الكويت، بعد سقوط اللوبي الإخواني، وتراجع التيار الديني رغم مشاركته في البرلمان واستمراره في العمل السياسي حتى الآن.

يوسف ندا
يظل يوسف ندا، واحدا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ الإخوان، بما له من تأثير ونفوذ امتد خارج مصر، على المستوى التنظيمي والاقتصادي، لدرجة أن الإدارة الأمريكية نفسها، وضعته على رأس أخطر الشخصيات المشبوهة، المتهمة بتدبير أحداث 11 سبتمبر الدامية.

وتوضح مذكرات «ندا» التي تكشف بشكل كبير عن معالم أفكار الإخوان وأهدافهم، حجم دور الرجل في نشر الفكرة الإخوانية خارج مصر، وأولوياتها، وماذا سعت للحديث عنه، وما أخفته تحديدًا من عُقد الفكر الإخواني.

ورغم الإرث الفكري والتأثير الذي أحدثه يوسف ندا، ومحاولته تجديد فكر الإخوان، وفرضه على الواقع المصري من خلال التسويق له خارجيا باعتباره البديل الممكن، إلا أنه لم يستطع الفرار من نواقص الشخصية الإخوانية وتناقضاتها، ومع إقامته منذ نحو نصف قرن بالخارج، لم ينجح هو نفسه، إلا أن يكون دائما محل شك لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، فأينما حل دارت حوله الشبهات، وعلامات الاستفهام.
الجريدة الرسمية