رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نعمات أحمد فؤاد: شاعرنا الكبير بيرم التونسي

فيتو

في مجلة الهلال 1982 كتبت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد مقالا عن الشاعر الزجال بيرم التونسى قالت فيه:

"كل زجال في مصر أفاد من بيرم التونسى، حتى من يكبرونه سنا، وإذا ذكر بيرم التونسى في أي مجال ذكر قصيدته الشهيرة "المجلس البلدى"، وكم كان يحلو له أن يقولها في بيتى، في وجود زكريا أحمد الذي كان يستحثه".


وتابعت: في قصيدة المجلس البلدى يسخر بيرم من رسوم بلديات المدن، وإن كان يعنى بها مجلس بلدى الإسكندرية في صباه.
قد أوقع القلب في الأشجان والكمد..هوى حبيب يسمى المجلس البلدى
ما شرد النوم عن جفنى القريح سوى..طيف الخيال خيال المجلس البلدى
إذا الرغيف أتى فالنصف آكله..والنصف أتركه للمجلس البلدى
ولم ألق طعم قدر كنت طابخها..إلا إذا ذاق قبلى المجلس البلدى
ولا كسوت عيالى في الشتاء ولا..في الصيف إلا كسوت المجلس البلدى
كانت أمى بل الله تربتها..أوصت فقالت أخوك المجلس البلدى
هل دامت الرسل بين العاشقين كما..تدور بينى وبين المجلس البلدى
حتى قبور اللآلي ماتوا إذا نبشت..فليس إلا بفأس المجلس البلدى
يا بائع الفجل بالمليم واحدة..كم للعيال وكم للمجلس البلدى
أخشى الزواج، وأخشى أن ينافسنى.. على العروس المجلس البلدى

واستطردت: "كان لهذه القصيدة دوى امتد صداها عشرات الأعوام بعد نظمها، ولا تزال علامة في أدب بيرم التونسى حتى اليوم، بعد إلقائه القصيدة يطلب منه الشيخ زكريا أحمد أن يروى المقامة السندوتشية.. فيتربع بيرم على أريكة عندى كان يفضل الجلوس عليها، ويحكى لنا عائدا بذكرياته إلى سنة 1919 حين أصدر جريدة "المسلة" التي أصدر منها ستة أعداد، كان بيرم متعلقا بمصر تعلقا شديدا، ويؤلمه أن ينسبه إلى غيرها بحكم الجذور البعيدة".

واختتمت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد مقالها قائلة: "كان دائما يقول وبعد كل هذا تقولون بيرم التونسى، لقد تعلق بكتاباته بالعامية المصرية حتى كان أحمد بك شوقى يقول: لا أخشى على العامية إلا من بيرم.. لقد عاش بيرم في مختلف الفئات وعرف كافة الأوساط حتى لم يترك شيئا إلا وصفه، أقصد صوره في سخرية ضاحكة لكنه الضحك المندى بالدموع".
Advertisements
الجريدة الرسمية