رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنيس منصور يكتب: مباراة واحدة وألف كورة

أنيس منصور
أنيس منصور

في مجلة الجيل عام 1954 كتب أنيس منصور مقالا، قال فيه:

"شهدت مباراة في كرة السلة بين فتيات اليونان وفتيات إيطاليا، ولم أتمكن من متابعة الكرة وهى تقفز بين يدى اللاعبات إلى السلة ومن السلة إلى أيدي اللاعبات وصفارة الحكم تطارد وتهدد اللاعبات".


وأضاف: "أحسست يومها أن حياة الإنسان هي الأخرى كرة تتقاذفها الأقدار، وأن الإنسان لا يستقر على الأرض ولا يستكن للضربات لأنه منفوخ بالكبرياء ورغبة الحياة والطموح".

وتابع "منصور":" كنت مشغولا بما يقوله المتفرجون في المدرحات عن اللاعبات، لكل لاعبة قصة، وكل قصة فيها نقطة سوداء، وكل نقطة سوداء تنفجر كما تنفجر القنبلة، وكل قنبلة مليئة بالشظايا، وكل شظية فضيحة".

واستطرد: "سقطت لاعبة على الأرض وضحكت المتفرجات عن يمينى وعن شمالى، قالت واحدة: ياسلام يعنى للدرجة دى، أنت عارفة البت دى كانت مخطوبة لموظف في البنك وسابها، والثانية مصاحبة الواد أبو كرافتة اللى قاعد هناك حتى شوفى بتبص له ازاى وهى بتلعب".

وواصل "منصور" في مقاله: "الثالثة تقول البت دى حظها من نار في كل حاجة دى مخطوبة لتاجر أخشاب غنى قوى، شوفى الحرباية دى مخطوبة للواد اللى زى القمر اللى لابس أزرق.. واللى تقول والنبى اللى حظه كويس بيبقى في كل حاجة واللى حظه مايل يبقى مايل على طول.. ولأننى لم أتمكن من متابعة المباراة فانتقلت إلى مكان آخر، وإذا بى أجد مجموعة من الشبان يضربون شابا على قفاه وهو يضحك وقد حنى رأسه لهم، ويقولون له: كل يوم تخرج مع البت، سيبها يا أخى عشان تعرف تلعب".

وأردف: "انتقلت إلى ركن آخر لقيت واحد بيقول عارف البت دي كانت مع مين يوم الأحد، الثاني قال: عامل روميو وهو قاعد في حارة تقرف الكلب اللى بتمسح السلم هي أمه.. مرت أمامه فتاة قصيرة رشيقة وطيرت وراها تيار من العطر الخفيف وتغامز الفتيات عليها، واحدة قالت :رزق الهبل على المجانين، وقالت الثانية: يابخت من كان النقيب خاله، واللى قالت دا فستانها بعشرين جنيها من شارع قصر النيل".

واختتم "منصور" مقاله قائلا:" أنهم في أوروبا يحسنون الاستماع في السينما والمسرح ويحسنون الفرجة في الملاعب..إنها حقا مباراة واحدة لكن هناك ألف كورة".
Advertisements
الجريدة الرسمية