رئيس التحرير
عصام كامل

عامان على مقتل مؤسس الأجنحة الإرهابية للإخوان.. محمد كمال أعاد إنتاج التنظيم العسكري ودفع الثمن.. انفرد بالقرار بعد عزل الجماعة طمعا في منصب «المرشد».. باحث: بصماته حاضرة بـ«المكتب المو

محمد كمال، أخطر قيادي
محمد كمال، أخطر قيادي بجماعة الإخوان الإرهابية

في مثل هذه الأيام، قتل محمد كمال، أخطر قيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، على مدار ما يقرب من 4 عقود، فهو مجدد التنظيم المسلح، الذي اختفى منذ الإفراج عنهم، في حقبة الرئيس السادات، ولجوئهم للعمل السياسي، واتباعهم رؤية جديدة، تهدف للسيطرة من الداخل على المجتمع، وهي الإستراتيجية التي حصدت ثمارها بعد ثورة يناير، وصعودها لسدة الحكم، قبل أن تفقد كل ما جمعته، بسبب فضح سياستها وأفكارها العدوانية، تجاه كيان الدولة المصرية.


مواجهة مسلحة
قتل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ومؤسس أجنحة العنف في منتصف ديسمبر من عام 2016، في مواجهة مسلحة مع قوات الأمن، أثناء محاولة القبض عليه، لاتهامه بتأسيس أذرع إرهابية، مهمتها إشاعة الفوضى في البلاد، أملا في استعادة حكم مرسي بالقوة المسلحة.

طوال 3 أعوام، كان كمال يسيطر على عقول الشباب في الجماعة، اعتبروه صوت القوة، التي طالما أوهمتهم بها الإخوان، في مواجهة أي كيان آخر، بل وضد الدولة المصرية نفسها، وهي مزاعم يسهل إثبات زيفها تاريخيا وعمليا، فلا تنظيم يمكنه مواجهة دولة مهما كانت قوته.

اتضحت أفكار كمال في تبني العنف، من خلال إشرافه على تشكيل اللجنة الإدارية العليا، بعد عزل الإخوان عن الحكم، والقبض على قياداتها من الجيل الأول وحتى الرابع، وحتى ينفذ أفكاره، لم يشرك في الكيان الوليد، إلا ثلاثة فقط من أعضاء مكتب الإرشاد، القديم وحرص على تهميشهم تمامًا، وإبعادهم عن شئون إدارة اللجنة ليتمكن من قيادتها بمفرده.

مثل "كمال" خطورة حقيقية على جبهة القائم بأعمال المرشد الحالي، محمود عزت، وذراعه الأيمن محمود حسين أمين عام الجماعة، وإبراهيم منير، صاحب النفوذ التاريخي في مكتب لندن الحاكم للتنظيم الدولي، وتمركزت قوته في إدارة شئون الجماعة من داخل مصر بعد عزل مرسي، بعكس الكبار الذين هرب ما تبقى منهم إلى الخارج.

اتبع مؤسس الأجنحة المسلحة خطة شيطانية لإبعاد الكبار وتصفيتهم تماما، فاختار أمينا عاما جديدا من إخوان الداخل، ورفض الإفصاح عن اسمه بحجة الخوف من تتبع الأمن، له ولكن في الخلفية، كان يمهله الوقت الكافي ليتمكن من مفاصل التنظيم التي يسيطر عليها محمود حسين الأمين الحالي، وهي الثغرة التي اعتمد عليها الكبار بعد تصفية كمال، ليؤكدوا أن الشرعية لا تزال معهم، في ظل عدم معرفة عموم الصف، بما حدث في الكواليس، ومن هو الأمين العام البديل، كما تزعم الجبهة الموازية.

وهمش "كمال" محمود عزت تماما، وحرص على عدم ذكر اسمه، مع أنه نظريا القائم بأعمال المرشد، ولم يشركه في عضوية اللجنة الإدارية العليا الأولى، بل لم يشارك فيها بأي لقاء.

وظل لأكثر من عام، يتحكم في تفاصيل التنظيم، وظل هكذا حتى عام 2015، حتى استشعر الكبار بهروب دفة المركب الإخواني منهم فبدأ الصراع يظهر للعلن لأول مرة.

بدأت الجبهة القديمة تظهر في الصورة مجددا، بهجوم شرس على كمال ولجنته، واتهموهم بالطمع في مناصب الكبار، لدرجة أن محمود غزلان، الهارب آنذاك والمحبوس حاليا، ضحى بأمنه الشخصي، وخرج من القمم الذي أخفى نفسه فيه، وأذاع تسجيلا مصورا، يهاجم فيه كمال، وهو الخيط الذي تتبعته أجهزة الأمن للقبض عليه، وبالفعل وقع في المصيدة بعد فترة طويلة من اختفائه.

واتبع الكبار خطة محكمة لتجريسه، واتهموه بجر الجماعة لنموذج جديد من داعش، فاضطروه للاستقالة من كافة مناصبه، بعد حجب التمويل الخارجي عنه، وافتضاح أمره، وتصفيه رجاله من قبل الأمن، قبل قتله بفترة قليلة، وكشف كل ما دار من صراعات في تسجيل إذاعة أتباعه بعد مقتله، وفضح فيه كمال تمسك الكبار بالسلطة والحكم، لو على رقاب الجميع.

نهاية متوقعة 
قسم الفكر الكمالي، الإخوان إلى جماعتين، يقول سامح عيد، القيادي السابق بالجماعة، والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، موضحا أن كمال امتداد للمنهج القطبي من أنصار التنظيم المسلح القديم، لافتا إلى أنه أخطر من أعادة هذا الفكر للساحة مرة أخرى.

ويرى الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن تأثير كمال لازال حاضرًا، حيث يتبع أفكاره الكيان الموازي، المسمى بالمكتب العام للإخوان، والذي يدار من تركيا، والسودان، وينضوى تحته الكثير من أعضاء الجماعة بالداخل والخارج، مشيرا إلى أن أجنحة التنظيم الإرهابية، على شاكلة حسم ولواء الثورة، تعتبره أيقونتها، ويتتخذه ماتبقى منها مثلًا أعلى لها.
الجريدة الرسمية