رئيس التحرير
عصام كامل

جمال عبد الناصر يكلف فريد شوقي بإنتاج فيلم بورسعيد

فيتو

لم يحدث في تاريخ السينما العالمية أن عرض فيلم روائي عن إحدى الحروب بعد نهايتها بستة أشهر، غير هذا الفيلم "بورسعيد المدينة الباسلة"، وكما نشرت مجلة المصور عام 1957 عرض في يوليو 1957 بدار سينما ريفولي، وأخرجه عز الدين ذو الفقار.


ويحكي فريد شوقي قصة إنتاجه لهذا الفيلم، ويقول: «استدعتني القيادة لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان معه السادات وعامر، وبمجرد رؤيته قلت له والله ماعملت حاجة، فضحك الرئيس وسألني عن أحوالي، ثم قال: يا فريد أنت النجم الشعبي الأول في الوطن العربي كله، ولذلك عاوزك دلوقتي تعمل فيلم عن بطولات بورسعيد والمعارك دائرة لم تنته».

وقال: «ذهبت إلى مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية على شواطئ بحيرة المنزلة، حيث على الجهة الأخرى مدينة بورسعيد، واستمعت من أهالي بورسعيد الفارين من العدوان الثلاثي وعائلات قدم أبناؤها أروع الشهادة في سبيل الوطن».

وأضاف: «بدأت أخطو خطوات إعداد الفيلم الذي جاء بتكليف من الرئيس شخصيا، وهو يمثل أسرع فيلم تاريخي قدم حديثا، وتكلف إنتاجه 35 ألف جنيه، حيث ضم العديد من النجوم: فريد شوقي، هدى سلطان، ليلى فوزي، شكري سرحان، رشدي أباظة، توفيق الدقن، حسين رياض، زهرة العلا، أمينة رزق وزينب صدقي وغيرهم».

وأهدى فريد شوقي نسخة الفيلم إلى الرئيس عبد الناصر، ومعها رسالة يقول فيها: «إن اللحظات التاريخية التي اجتازها شعب مصر خلال العدوان الثلاثي الغاشم أثبت للعالم أننا شعب مجيد قاوم الاستعمار ببسالة، وسطر التاريخ بطولاته ونصره من أجل القيم والحضارة وحتى يسود السلام».

وكتب أنور السادات بخط يده كلمة يضمها الإعلان عن الفيلم، قال فيها: «اهتز الضمير العالمي للمؤامرة التي التي دبرها المعتدون على مصر، بعد أن تحالفت قوى الشر: بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، بالهجوم على مدينة بورسعيد الخالدة، فأعملوا فيها التدمير والتخريب، وضرب المدنيين بالقنابل والمدافع، فقتلوا النساء والشيوخ والأطفال، كما ضربوا الكنائس والمساجد والمستشفيات، وصمدت بورسعيد لهذا الاعتداء، وقاومت ببسالة صفا واحدا في وجه العدوان، فجادوا بدمائهم، وفاضت أرواحهم حتى ارتد العدوان على أعقابه.
الجريدة الرسمية