رئيس التحرير
عصام كامل

ثروت قاسم.. معلم الرياضة بمدرسة الصاعقة يروي ذكرياته مع حرب الاستنزاف

فيتو

تظهر المحن معادن الرجال، أما الحروب فإنها تخرج أحسن ما في الإنسان خصوصًا عندما يكون مصريا يعشق الأرض ويدافع عنها بكل ما هو نفيس وغال، وسر خلود مصر وتماسكها منذ فجر التاريخ هو عشق المصريين لكل حبة رمل من أرضه وعدم التفريط فيها. 


وتظل حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة مليئة بالكثير من قصص البطولة والفداء التي قدمها أبناء الوطن على مختلف أطيافهم، ومن هؤلاء الأبطال البطل المقاتل ثروت عبده قاسم أحد أبناء محافظة أسوان، معلم في الجناح الرياضي بمدرسة الصاعقة بأنشاص الرمل محافظة الشرقية والذي اشترك في في تدريب وإعداد المقاتلين لخوض حرب أكتوبر.

وقال ثروت قاسم: "منحتني الحياة لحظات فارقة كثيرة سأظل أفتخر بها طول حياتي أولها مساهمتي وأنا طالب في السنة الثانية قسم عمارة صنايع أسوان في بناء السد العالي من تفجير مراحل الأنفاق".

وتابع: "عندما تقدمت للتجنيد في الثالث من شهر مارس عام 1963 حيث اجتزت بنجاح فرقة الصاعقة الراقية رقم 129 المنعقدة بالمدرسة في الفترة من 13 يوليو عام 1968 وحتى 21 سبتمبر من العام نفسه، وشرفت بأن أكون معلمًا في مدرسة الصاعقة".

مهمتي بالصاعقة
وعند مهامه بالصاعقة قال: "كنت أستقبل المجندين الجدد بعد اجتيازهم الكشف الطبي وأقوم بعمل اختبارات الثقة لهم وهي تدريبات شاقة، ومنها القفز من برج على ارتفاع 15 مترًا إلى ترعة الإسماعيلية، والجرى لمسافة في سباق حر، وأيضًا تمارين العقلة، وتمارين الضغط، وتمارين القرفصاء، ومن يجتاز هذه الاختبارات يتأهل للحصول على فرقة الصاعقة، ويكون جاهزًا للمهمات القتالية".

ذكريات الاستنزاف
ومن ذكرياته في حرب الاستنزاف تابع: "في إحدى غارات العدو ألقى الطيران الإسرائيلي حمولة من الصواريخ على سلاح المدفعية بمدرسة الصاعقة بأنشاص وكان وقتها الصول محمد الزلعا يستقبل 24 مجندا بعد اجتيازهم الكشف الطبي لكي يتم تأهيلهم للفرقه وسقطت عليهم ألف رأس نابالم واستشهدوا جميعا في الحال".

واستطرد: "أما البطولة الأكبر والتي كنت شاهدا عليها عندما استهدفت غارة أخرى شاهد للعدو الإسرائيلي بحرب الاستنزاف ضرب السجن المركزي بأنشاص وهرب المساجين وثاني يوم حضروا كلهم مرة أخرى صف واحد أمام قائد مدرسة الصاعقة لينضموا للصاعقة وتم العفو عنهم بالرغم من أنهم أصبحوا طلقاء بعد هروبهم إلا أنهم كانوا يقدرون واجبهم وعشقهم نحو الوطن وأن عدوهم واحد لا بد أن يكون هناك ردا واحد على سرقته للأرض واتحدوا في وقت المعركة فكانوا جميعا "نفس واحد".

وأضاف البطل الأسواني، أن أهم أسباب النصر في أكتوبر وحرب الاستنزاف هي الروح العالية التي كانت تتملك المقاتل المصري سواء الضابط أو الجندي وحبه وانتمائه للوطن وإصراره على تحقيق النصر للحفاظ على الأرض واسترداد كل حبة رمل تم احتلالها.

وأردف: "كنت ضمن مجموعة معلمين في الجناح الرياضي ومنا معلم في الجناح الأساسي وآخرين للجناح الراقي كانوا يعدوا العدة من الفترة 68 إلى 73 للقيام بعمليات خاصة قبل اليوم الموعود والعبور واختبارات على المواقع وعمل البيانات بترعة الإسماعيلية وكنا بالنسبة للجندي نقطة إعداد".
الجريدة الرسمية