رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا وقطر وإيران.. هل يعاقب «محور الشر» البشير على زيارة بشار؟

البشير وبشار
البشير وبشار

رفعت القوات الأمنية في السودان مساء الأربعاء درجة الاستعداد إلى اللون الأحمر، تأهل قصوى، لمواجهة آثار الغضب الشعبي والتظاهرت التي اندلعت في العديد من المدن، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد من غلاء في الأسعار، وشح في الخبز والمحروقات، وكانت أعنفها في مدينة عطبرة شمال البلاد، فيما شملت مدن أخرى مثل مدني، وبورتسودان.


قنابل الغاز

أطلقت قوات الأمن في السودان قنابل الغاز لتفريق المحتجين، بعد خروج المئات منهم إلى الشوارع في ضواحي مدينة عطبرة، الخميس، وهم يهتفون بشعارات معارضة للحكومة، بحسب ما قاله شهود.

وأمرت السلطات بإغلاق المدارس بعد فرض حظر التجول في مدينة عطبرة.

احتجاجات شعبية

وقد تواصلت الاحتجاجات الشعبية على غلاء المعيشة لليوم الثاني على التوالي، في عدد من المدن السودانية.

وقال شهود عيان بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن المحتجين هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير.

كما اندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها المئات في مدينة دنقلا، وشهدت مدينة القضارف الواقعة في شرق البلاد احتجاجات مماثلة، فرقتها القوات الأمنية مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

ارتفع سعر الخبز في الآونة الأخيرة، مع توقعات بارتفاعه أكثر بسبب رفع الدعم الحكومي المتوقع.

ضبط النفس

وقال متحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم: إن أجهزة الأمن التزمت بدرجة عالية من ضبط النفس في تعاملها مع الاحتجاجات، التي وصفها بأنها "عنيفة".

وقال رئيس الوزراء، معتز موسى، إن الدعم الحكومي لن يرفع مرة واحدة، وإن العائلات ذات الدخل المحدود ستبقى تشتري حاجياتها بأسعار مخفضة.

وشهدت مدينة بورسودان مظاهرات شارك فيها طلاب في المرحلة الثانوية وآخرون في الجامعة داخل سوق المدينة وأحيائها.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها في سوق المدينة، في ظل انتشار كثيف لقوات الأمن بعدد من المناطق.

وقال مصدر أمني رفيع لموقع «النيلين»، أنه تم رفع الاستعداد 100% للشرطة في السودان، وأضاف تم اكتمال نشر قوات من الشرطة لحماية الممتلكات العامة والخاصة في جميع مدن الدولة مع الساعات الأولى من صباح الخميس.

عقاب تركي قطري

مظاهرات السودان التي اندلعت بدون سابق إنذار رغم حالة الهدوء التي كانت تشهدها البلاد، دفعت المراقبون إلى طرح التساؤلات حول دور قطر وتركيا في التحريك التي تشهده الخرطوم، خصوصا أنها اندلعت عقب زيارة الرئيس عمر البشير إلى سوريا، كأول رئيس عربي يكسر العزلة العربية المفروضة على نظام بشار الأسد منذ عام 2011.

ويعزز هذه الشكوك الحملة التي تتبناها الصحف القطرية، ووسائل الإعلام الناطقة باسم التنظيم الدولى للإخوان، ضد الرئيس عمر البشير منذ زيارة سوريا وتأكيده على ضرورة عودتها إلى حضنها العربي، علاوة على تشديده على وجود القوات السودانية ضمن صفوف التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد ميلشيات الحوثي الانقلابية.

خسائر الزيارة

خصوصا أن ما يحمله لقاء دمشق بين الأسد والبشير، من مؤشرات على عودة دمشق إلى المحيط العربي، وما تبعها من تسريبات متعلقة بإمكانية دعوة الرئيس السوري لحضور القمة العربية مارس 2019 في تونس، تمثل ضربة هائلة للمحور التركي والقطري الفاعل في سوريا، سواء من خلال دعم الجماعات الإرهابية عبر الدوحة، أو التدخل العسكري المباشر الذي تقوده تركيا، تحت أطماع عثمانية بهدف احتلال أجزاء من الأرض السورية والسيطرة على الأكراد، وتمكين الجماعات الموالية لها من إقامة حكم فيدرالي تحت إشراف تنظيم الإخوان.

محور الشر

أيضا إيران من المحتمل تورطها في معاقبة البشير إلى جانب تركيا وقطر، فمثل هذه الخطوة -العودة العربية-، مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من سوريا، تحمل مخاوف لدى الجانب الإيراني من خسارة نفوذها العسكري في دمشق مستقبلا، علاوة على محاولة احتواء الأسد في محيطه الإقليمي من شأنه تفويت الفرصة على الجمهورية الإسلامية لتقديم نفسه كمنقذ للنظام.

وسارع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لزيارة العاصمة التركية "أنقرة"، بهدف التباحث مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان حول المستجدات الحادثة في الملف السوري.


الجريدة الرسمية